يحيي شاهين فنان مصري صاحب كاريزما مميزة جعلته يبدع ويتألق في شخصيات ذات أنماط مختلفة ومركبة أبرزها شخصية سي السيد التي قدمها في ثلاثية نجيب محفوظ والتي كانت شاهدة علي ذكائه الفني، كذلك شخصية بلال مؤذن الرسول عليه الصلاة والسلام. ولد يحيي يحيي حسن شاهين في 28 يوليو 1917 في حي ميت عقبة بالجيزة، لأسرة ميسورة الحال فوالده كان يعمل بتجارة الخيول، وتلقي شاهين تعليمه الابتدائي في مدرسة عابدين وهي الشاهدة علي ولادة طاقته الفنية حيث اشترك بفريق التمثيل بالمدرسة ثم تولي رئاسة الفريق. ولكن تغيرت الحياة كثيراً بعد وفاة والده وهو في سن الثالثة عشر فقد ضاقت به سبل المعيشة وباعت أمه كل ما لديها ليكمل تعليمه، ولم يجد شاهين حينها مفراً من ان يقابل وزير المعارف (وزير التربية والتعليم حالياً) ليطلب منه مساعدته في إكمال دراسته، ووافق وزير المعارف على أن يكمل شاهين جميع مراحل دراسته مجانا بشرط ألا يرسب أبداً وهو ما فعله شاهين وظل متفوقاً في دراسته حتى تخرج في عام 1933 وحصل علي شهادة الدبلوم في الفنون التطبيقية قسم النسيج من مدرسة العباسية الصناعية. ثم حصل علي بكالوريوس في هندسة النسيج وعيّن في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبري ورُشح لبعثة لانجلترا لدراسة ماكينة النسيج علي نفقة بنك مصر واتجه إلى مكتب مدير شركة نسيج بنك مصر ولم يكن يعلم أنه على موعد مع الشهرة ففى مكتب مدير شركة النسيج تصادف أنه قابل الممثل أدمون تويما وكان يعمل فى الفرقة القومية وعرض عليه العمل فى الفرقة وبسبب عشقه للتمثيل لم يوقع شاهين أوراق السفر إلى لندن لكنه وقع عقداً للعمل فى الفرقة وببدل انتقال قدره ثلاثة جنيهات شهرياً وبدون مرتب ليبدأ طريقه نحو الشهرة. وبعد فترة انضم الي فرقة الممثلة فاطمة رشدي التي أعجبت بتمثيله فاختارته لدور الفتي الأول في فرقتها عقب انسحاب بطل فرقتها أحمد علام الذي انضم للفرقة القومية. ومن هنا بدأت رحلة يحيي شاهين الفنية فقدم العديد من الأعمال المسرحية مثل "مجنون ليلي" و"روميو وجولييت" واختتم حياته المسرحية بمسرحية "مرتفعات ويذيرينج". ويعد عام 1942 هو بداية انطلاق يحيي شاهين الفنية، وظهر في بداية افلامه في أداور هامشية مثل فيلم "لو كنت غني" و"المتهمة" وكلها أدوار لفتت إليه انظار كثير من المخرجين والفنانين ليلعب دور البطولة أمام سيدة الشرق "أم كلثوم" في فيلم "سلامة" عام 1945 بعد انسحاب الفنان "حسين صدقي" من بطولة الفيلم مقابل 660 جنيهاً وهو الدور الذي برع في أدائه ليكون بمثابة البداية الحقيقية لمشوار شاهين الفني. وتعد شخصية أحمد عبد الجواد "سي السيد" في ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة من أقوى الشخصيات التي قدمها الفنان يحيي شاهين للمخرج حسن الإمام، في بين القصيرين عام 1964 وقصر الشوق عام 1967 ثم السكرية عام 1973. كما برع في أداء الأعمال الدينية والتاريخية منها "فجر الإسلام" و"بلال مؤذن الرسول" و"رسول الإنسانية". قدم شاهين للسينما والمسرح والتليفزيون نحو 123 عملاً. ومن ابرز اعماله في السينما: الطائشة، العروسة الصغيرة، رجل وامرأتان، روعة الحب ، فجر الإسلام، الشك يا حبيبي، وليلي العامرية، وشئ من العذاب. كما قدم عدداً من الأدوار التليفزيونية المتميزة منها: "ومازال النيل يجري" و"الأب العادل" و"القضاء في الإسلام" و"أولاد ضرغام" و"الأيام" و"شارع المواردي". وقد تألق الفنان يحيي شاهين في فيلم عالمي في بداية الستينيات تاركاً بصمة مؤثرة في تاريخ السينما العالمية وذلك فى عام 1964 عندما شارك العديد من الفنانين المصريين فى الفيلم العالمى "ابن كليوباترا" ولعب فيه الفنان الراحل شكرى سرحان دوراً رئيسياً، وشاركه البطولة كل من: يحيى شاهين، حسن يوسف، ليلى فوزى، سميرة أحمد ومحمود فرج، ومعهم مارك دامون وأنولدو فوا، وإخراج فرديناندو بالدى. كما كانت له تجربة في العراق حيث شارك في تمثيل 30 حلقة للتلفزيون عن تاريخ العرب في فترة ما قبل الإسلام بخمسمائة عام، تحت اسم (الكبرياء تليق بالفرسان) وقد ساهم في مشواره الفني في تقديم وجوه جديدة أصبحت أسماء لامعة في سماء السينما ومن بينهما زبيدة ثروت التي جاء بها من احدى مدارس الإسكندرية، كما كانت البداية الأولى لكل من فاتن حمامة وماجدة وليلى مراد معه. عاش يحيي شاهين قصة حب مع فتاة مجرية عام 1959 وقرر الزواج منها ليثمر هذا الزواج عن ابنتين، وبعد زواج دام نحو ست سنوات تم الطلاق لكثرة الخلافات بسبب الغيرة على الفنان وانشغاله بأعماله الفنية ثم سافرت طليقته ببناته الي المجر دون ان تخبره فأصيب بالحزن والاحباط وعاش في عزلة لمدة عامين حتى عاد لممارسة حياته من جديد. وفي عام 1980 قرر يحيي شاهين الزواج مرة ثانية وهو في سن متأخرة وطلب من أقاربه البحث عن عروس تناسبه وتقدر ظروف عمله كفنان ووقع الاختيار علي السيدة مشيرة عبد المنعم التي رافقته في حياته وأنجبت له ابنته داليا، وظلا معاً حتى وافته المنية في 18 مارس عام 1994 عن عمر يناهز ال 75 عاماً في بعد مشوار فنى طويل امتد لخمسين عاماً. حصل يحيي شاهين علي العديد من الجوائز منها الجائزة الأولى عن دوره في فيلم "ارحم دموعي" والثانية عن فيلم "جعلوني مجرماً"، كما حصل علي شهادة تقدير عن فيلم "نساء في حياتي" من مؤتمر فينيسيا الدولي، كذلك الجائزة التقديرية الذهبية من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية. وفاز بوسام العلوم والفنوم من الدرجة الأولى كمهندس تطبيقي سنة 1980، كما حصل على شهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي سنة 1987 وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي وجائزة غرف السينما سنة 1989. كما حصل علي وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كما حصل على درع السويس ودرع أسوان وشهادة تقدير وتفوق للرواد للسينمائيين سنة 1993 من جريدة الأهرام المسائي.