دع عنك ترحيب مفتي السعودية بتصريحات القرضاوي، والتي شجبت تدخل حزب الله السافر في سوريا وخصوصا مجازر القصير، ودع عنك ما تلا ذلك من ترحيب عدد من العلماء في الخليج، ثم ترحيب مشيخة الأزهر بنفس التصريحات، بل إن د.فيصل القاسم في حلقة الأسبوع الماضي، قال مخاطبا ضيفه أن السعودية سمت حرب حزب الله في ???? حماقة وتبين أنها كانت محقه. ولنتفكر ماذا جعل الشيخ القرضاوي ود. القاسم يعيدون النظر بعد القصير في تقييم حزب الله ، بل يبدو حتى حلفاء حزب الله في ? آذار من التيار الوطني الحر مصدومون، هل هو قناع سقط فجأة عن وجه مصاص الدماء ؟ أم أن جميعهم يقومون بتمركز سياسي لا علاقة له بالمبادئ ؟ في واقع الأمر وبعيدا عن الدخول في النوايا ، يبدو أن جميع من ساندوا حزب الله أو طالبوا بالحوار معه، كانوا يعون أنه حزب طائفي يريد أن ينصر طائفته في لبنان، ويحقق له ثقل يوازي حجمه السكاني في لبنان أو يزيد قليلا، وأنه ربما عطل بثلث حكومي هنا، أو عطل برلماناً هناك عبر الصديق الثعلب نبيه بري ، وقد يفرد عضلاته قليلا في غرب بيروت تصيدا لشباب تيار المستقبل، أو صعدوا للجبل لجماً لشباب الحزب الإشتراكي، حتى يحرف جنبلاط بوصلته كالمعتاد لصف أزلام بشار. لكن المشهد يبدو بالفعل صدمه للشيخ القرضاوي والجميع، حيث لم يتوقعوا أن يتحول حزب الله وسيد الخطابات نصر الله، ليكون ورقه صفويه إيرانيه بإمتياز، ويرمي بكل ثقله لقتل نساء وأطفال القُصير دون رحمه، لم يتصوروا أن تهدم الوقاحه أدنى القيم الإنسانيه، عبر الإحتفال في الضاحيه بتوزيع الحلوى، ثم قتل وضرب أي متظاهر تسول له نفسه الحضور في محيط سفارة طهرانببيروت. الصدمة للجميع تحققت لأن أكثر المتفائلين بسقوط قناع حزب الله الطائفي، لم يتوقعوا أن يرمي بكل السمعة التي جمعها منذ العام 2000، والإنتصار الإعلامي الكبير وإنسحاب إسرائيل، لم يتوقع أحد أن يتجاوز حزب الله دور تدريب خلايا قد تستهدف هدفا مصريا هنا أو مجمعا تجاريا في قطر إلى آخر مسلسل العبث المعروف، إلى المشاركة بمقاتلين على الأرض السورية، الصدمة -للبعض- أن حزب الله إختزل مشواره وعناصره وشعاراته وخطب زعيمه بعبارة واحدة، وهي أنه ورقة إيرانية لا أكثر، ستسعى لقتل كل من يقف في طريقها في سوريا ولبنان قربى للولي الفقيه.