يأمل ريال مدريد نفض غبار موسم صعب عندما يواجه جاره اللدود اتلتيكو مدريد في نهائي مسابقة كأس اسبانيا لكرة القدم مساء الجمعة على ملعب "سانتياغو برنابيو" في العاصمة, وتوج ريال في بداية الموسم بلقب الكأس السوبر المحلية الهامشية على حساب برشلونة بعد ان خسر امامه في "كامب نو" 2-3 ذهاباً ثم فاز اياباً 2-1 على ارضه. لكن بعد ذلك، تقهقر ريال في الدوري المحلي، اذ حسم برشلونة اللقب نظريا منذ مطلع العام، ثم خرج من نصف نهائي دوري ابطال اوروبا امام بوروسيا دورتموند الالماني، لكن الاخطر هو الازمة التي يعيشها الفريق في كواليسه والتي قد تؤدي على الارجح الى عودة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو الى تشلسي الانجليزي وحلول الايطالي كارلو انشيلوتي المتوّج مع باريس سان جرمان بلقب الدوري الفرنسي بدلاً منه. واللافت ان اتلتيكو لم يفز في اخر 25 مواجهة مع ريال مدريد، ويعود تفوقه الاخير الى 1999 بنتيجة 3-1 على ملعب برنابيو، في موسم هبط فيه "كولتشونيروس" الى الدرجة الثانية، وعندها كان مورينيو مترجماً للمدرب الانجليزي بوبي روبسون في سبورتينغ لشبونة البرتغالي. وستكون المرة الخامسة التي يلتقي فيها الجاران في النهائي، فتوّج اتلتيكو ثلاث مرات وريال مرة واحدة. ويخوض ريال مدريد النهائي للمرة الثامنة والثلاثين في تاريخه وفاز ب 18 لقبا حتى الان اخرها عام 2011، فيما توّج اتلتيكو مدريد باللقب 9 مرات اخرها عام 1996. لكن اتلتيكو لا يمكنه ان يخجل من ارقامه، خصوصا وان ميزانية الفريق الملكي بلغت هذا الموسم 517 مليون يورو وقابل 123 مليون لاتلتيكو. من جهته، يعيش مورينيو اخر ايامه مع ريال مدريد على رغم قيادته الى لقبي الدوري العام الماضي والكأس عام 2011 والى نصف نهائي دوري الابطال في المواسم الثلاثة الماضية، الا انه دخل في مشاكل عديدة مع لاعبيه، ابرزهم الحارس الدولي وقائد الفريق ايكر كاسياس، اذ وضعه على مقاعد البدلاء لمصلحة الحارس الجديد دييغو لوبيز، وامتد الوضع الى لاعبين اخرين بينهم مواطنه المدافع بيبي الذي ضاق ذرعا بمشاركة الفرنسي الشاب رافايل فاران على حسابه، على حد قول مورينيو. وستكون الخسارة امام اتلتيكو ضربة مؤلمة لمورينيو، وما سيزيد عليه الامور صعوبة اصابة فاران وخضوعه لجراحة في ركبته. على الطرف الاخر، تتركز الانظار على مهاجم اتلتيكو الكولومبي راداميل فالكاو غارسيا، صاحب 28 هدفا في الدوري، والذي يتردد انه سينتقل الى موناكو الفرنسي. وتتمحور قوة الفريق في دفاعه، وهو الافضل في الليغا الاسبانية. وخاض مدرب الفريق الارجنتيني دييغو سيميوني النهائي الاخير للفريق في الكأس عام 1996، وهو اعاد احياء الفريق بفوزه في الدوري الاوروبي والكأس السوبر الاوروبية الموسم الماضي ومنافسته برشلونة على صدارة الليغا مطلع الدوري، قبل ان يحتل راهنا المركز الثالث المؤهل مباشرة الى مسابقة دوري الابطال الموسم المقبل، لكنه يدرك ان الفوز على ريال مدريد في نهائي الكأس سيكون الاهم في مسيرته مع اتلتيكو.