نجح لاعبو فريق الكرة الأول بالنادي الأهلي في الوفاء بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم بالعودة من تونس ببطولة دوري أبطال إفريقيا من أجل أرواح 72 من مشجعي النادي لقوا راحوا ضحية مذبحة بورسعيد في الأول من فبراير الماضي. وأثبت الأهلي أنه كبير القارة بلا منازع بعد أن قدم مباراة رائعة أمام فريق قوي يتواجد في نهائي البطولة للمرة الثالثة على التوالي ويلعب في عقر داره وبين جماهيره. وأعاد الأهلي بأداء ولا أروع نفس الذكرى في ملعب رادس عندما توج بلقب 2006 على حساب الصفاقسي التونسي بهدف محمد أبو تريكة بعد التعادل في القاهرة ذهابا 1-1. والبطولة هي الأغلى على الإطلاق في تاريخ النادي الأهلي بعد الأحداث العصيبة التي مر بها الفريق طوال مشواره فيها بداية من توقف النشاط الكروي بعد مذبحة بورسعيد مرورا باللعب طوال البطولة بدون جماهيره بسبب الحالة الأمنية إلا لقاء الترجي في ذهاب الدور النهائي باستاد برج العرب بالإسكندرية. والفوز هو الأغلى أيضا لحسام البدري المدير الفني للأهلي الذي حقق أول انتصار له خارج الأرض مع الفريق خلال ولايتين ليأتي الفوز ببطولة ستحفر أسماء هذا الجيل من اللاعبين بأحرف من ذهب في تاريخ النادي. ونجح الأهلي أيضا في إلحاق الهزيمة الأولى بالترجي منذ بداية البطولة وهو الفوز الأول للأهلي على الترجي أيضا في تونس وأتى ليرد به اعتباره من خسارته في آخر مواجهتين على نفس الملعب أولاهما بهدف شهير بيد إينرامو في إياب نصف نهائي 2010. وسيعود الأهلي للمشاركة في بطولة العالم للأندية في اليابان ديسمبر المقبل بعد غيابه عنها في السنوات الثلاثة الماضية التي مثل القارة فيها مازيمبي الكونغولي مرتين والترجي الموسم الماضي. واللقب هو الثامن للأهلي من إجمالي 15 لقبا إفريقيا يعود به للقاهرة من خارج الأرض في إنجاز غير مسبوق. وتفوق البدري فنيا على نظيره التونسي نبيل معلول الذي وضح عدم قدرته على إيجاد حلول للغيابات التي يعاني منها الفريق سواء للإيقاف أو الإصابة ونجح الأهلي في خلق فرص عديدة من الناحية اليسرى التي يلعب بها الظهير الغاني هاريسون أفول وأمامه الجناح سامح الدربالي. بدأ الأهلي بتشكيل مكون من: شريف إكرامي في حراسة المرمى. وائل جمعة ومحمد نجيب وأحمد فتحي وأحمد شديد قناوي في الدفاع. حسام عاشور وحسام غالي وعبد الله السعيد ووليد سليمان في الوسط. محمد ناجي جدو والسيد حمدي في الهجوم. ولجأ الأهلي إلى الضغط منذ البداية على مرمى أصحاب الأرض لأنه لا بديل له عن الفوز من أجل تحقيق اللقب لسابق تعادله ذهابا في برج العرب 1-1. ونجح الأهلي في فرض سيطرته النسبية على مجريات اللعب بفضل التحركات والتمريرات الذكية لحسام غالي أبرز لاعبي الأهلي ونجم المباراة. ونجح الأهلي في خلق أكثر من فرصة تهديف حقيقية أبرزها تسديدة على الطائر من عبد الله السعيد كان يمكنه التصرف فيها بشكل أفضل وعرضية خطيرة من وليد سليمان أخطأها سيد حمدي في اللحظات الأخيرة. ووضح اعتماد البدري على لعب الكرات البينية بين قلبي دفاع الترجي وظهيري الجنب للتغلب على الكثافة العددية لأصحاب الأرض في المنطقة الخلفية. وظهر الترجي في كرة خطيرة عندما سدد الكاميروني نجونج كرة قوية نجح إكرامي في التصدي لها بنجاح. وفي الدقيقة الأخيرة من عمر الشوط يبذل سيد حمدي مجهودا طيبا في الناحية اليسرى النشطة للأهلي ويتوغل داخل منطقة الجزاء ليهدي كرة حريرية إلى محمد ناجي جدو الذي أودعها الشباك ببراعة. وفي الشوط الثاني واصل الأهلي ضغطه على الترجي الذي بات مطالبا بتسجيل هدف على الأقل للوصول لركلات الترجيح من نقطة الجزاء. ونجح وليد سليمان في إنهاء آمال الترجي في العودة للمباراة مبكرا في الشوط الثاني بعد تسجيله هدف التعزيز في الدقيقة 62 بعد مجهود فردي جيد انفرد على إثره بالمرمى ووضع الكرة ببراعة على يسار معز بن شريفية. وبعد الهدف بسط الأهلي سيطرته تماما على مجريات اللقاء هجوميا بعد تقدم لاعبي الترجي غير المسحوب للهجوم وافتقادهم التركيز بعد ابتعاد البطولة بهدف سليمان. وأهدر الأهلي فرصة تحقيق فوز تاريخي على أبناء باب سويقة بعدما تبارى مهاجموه في إهدار الفرص السهلة خاصة من البديل دومينيك. ونجح الكاميروني يانيك نجونج في تسجيل هدف تقليل الفارق للترجي من كرة عرضية أودعها شباك إكرامي بسهولة في الدقيقة 85. وأهدر محمد أبو تريكة فرصة إحراز الهدف الثالث بعدما فشل في ترجمة ركلة جزاء حصل عليها دومينيك وحولها بن شريفية إلى ركنية لم تستغل في الدقيقة 89. ومرت الدقائق المتبقية وسط هجوم مرتد سريع من لاعبي الأهلي شكل خطورة كبيرة على مرمى الترجي الذي أفلت من خسارة ثقيلة حتى يطلق المغربي بوشعيب لحرش حكم المباراة صافرته معلنا تتويج الأهلي بدوري أبطال إفريقيا للمرة السابعة في تاريخه محرزا أغلى ألقابه على الإطلاق بطولة الشهداء.