أبوظبي: - وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الاثنين إلى الإمارات في إطار جولة في المنطقة تهدف خصوصا لتعزيز فرص بيع دول الخليج مقاتلات تايفون يوروفايتر وإجراء محادثات حول الأزمات الإقليمية، حسبما أفادت السفارة البريطانية في الإمارات. كما أشارت السفارة إلى أن كاميرون تناول طعام الفطور مع القوات البريطانية التي مقرها قاعدة عسكرية في الإمارات. والتقى كاميرون في دبي نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم وولي عهد أبوظبي الذي يشغل منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد ال نهيان. ويجري كاميرون محادثات مع محمد بن راشد ومحمد بن زايد حول الجيل المقبل من معدات الطيران، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني. وبحسب البيان، فإن كاميرون سيعاين خلال زيارته مع مجموعة من كبار المسئولين الإماراتيين طائرات "تايفون" الموجودة في قاعدة إماراتية في إطار مهمة تدريبية. وبعد الإمارات، سيتوجه كاميرون إلى السعودية وذلك في "مؤشر على التزام رئيس الوزراء بتعزيز العلاقات القديمة مع اثنين من شركاء بريطانيا الاكثر استراتيجية في الخليج"، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء. وذكر البيان أنه يفترض أن يقوم كاميرون خلال زيارته إلى المنطقة بالترويج للصناعات الدفاعية البريطانية و"خصوصا الترويج لمقاتلة تايفون أمام القادة الخليجيين". وكانت الإمارات قد أعربت عن اهتمامها بشراء 60 مقاتلة يوروفايتر تايفون لاستبدال مقاتلات رافال الفرنسية المتقادمة التي تملكها. ويتجه كاميرون إلى السعودية غدا الثلاثاء ثم يتابع جولته في المنطقة، إلا أن برنامج ما تبقى من هذه الجولة لم يعلن لأسباب أمنية. وكان كاميرون قد زار الإمارات في 2010 والسعودية في يناير 2012. وتحاول بريطانيا تعزيز مبيعاتها الدفاعية لمنطقة الخليج الغنية بالنفط والتي تعد من أبرز حلفائها، وذلك في ظل جو إقليمي يتسم بالتوتر مع إيران فضلا عن الاضطرابات الشديدة الناجمة عن الأزمة السورية. وقد أبدت السعودية بدورها اهتماما بالتقدم بطلبية "مهمة" جديدة تضاف إلى صفقة ال 72 طائرة "تايفون" التي أبرمتها الرياض، فيما أعربت سلطنة عمان بدورها عن اهتمامها بشراء 12 مقاتلة، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء البريطاني. و"يوروفايتر تايفون" هي مشروع مشترك بين المجموعة الدفاعية البريطانية "بي ايه اي سيستمز" وشركات ألمانية وإيطالية وإسبانية. وتأتي هذه الزيارة بعد شهر من الضربة الموجعة التي تلقاها قطاع الصناعة الدفاعية في بريطانيا الذي تبلغ قيمة صادراته 5.4 مليار جنيه إسترليني سنويا ويوظف 54 ألف شخص، مع انهيار مشروع الاتحاد بين "بي ايه اي سيستمز" والعملاق الأوروبي "اي ايه دي اس". كما تأتي الزيارة في خضم توتر بين ضفتي الخليج، خصوصا مع تفاقم الأزمة في سوريا التي تعد طهران الداعم الرئيسي للنظام فيها. ويفترض أن يعود كاميرون إلى لندن الاربعاء من أجل إجراء محادثات مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل.