أنعى بكل الاسى كل المواطنين الذين راحوا ضحية الاعصار الذي ضرب امريكا بقوة بالغة وراح ضحيته ما يقارب من 40 شخصا على الاقل بالاضافة لما خلفه من خسائر مادية جسيمة.. انعي الحكومة الامريكية فيما فقدته من مواطنين.. بغض الطرف عن اختلاف الايدلوجيات والافكار والتوجهات السياسية أعزيكم فيما فقدتموه لانكم بشر مثلنا. العنصر البشري هو ذلك العنصر الاساسي في تكوين الدول والحضارات المتقدمة والمتطورة والقادرة على النمو لذلك تقوم الدول المحترمة بتشكيل ما يسمى بإدارة الازمات والكوارث والادارة هنا تعني التجنب والانقاذ والعمل على تفادي وقوع عدد كبير من الضحايا ثم عدم خسارة قدر أكبر من الخسائر المادية.. مثلما يحدث في مصر تماما لن انسى تصريح محافظ القاهرة عبد العظيم وزير تعقيبا على سقوط صخرة الدويقة على الالاف حين قال "لا يوجد أي خسائر في الارواح.. سوى عدد طفيف من الاصابات السطحية".. بالرغم من ان رفع الانقاض استمر لاكثر من 36 ساعة متواصلة ودون اى تنسيق بين الجهات المعنية مع صعوبة وصول المعدات الثقيلة إلى مكان الحادث. لن انسى ايضا ما حدث في قطار الصعيد المحترق الشهير حين تضاربت التصريحات وكأن شيئا لم يكن على الاطلاق بالرغم من سقوط الالاف من المواطنين المصريين الذين راحوا ضحية الاهمال والفشل في ادراة الازمة.. أيضا لن ننسى ضحايا عبارة السلام 98 الذين راحوا ضحية الفشل في ادراة الازمة والمواربة على الحقائق والتدليس واخفاء الحجم الحقيقي للكارثة.. وأيضا عدم التنسيق بين الاجهزة المعنية. الاف الافلام السينمائية تناولت العديد من الكوارث لتجسد شخصية ضابط الانقاذ بالبطل الهمام الذي لديه كل القدرة الجسدية والامكانيات لانقاذ المواطن الذي يهدده الخطر ومئات الافلام تناولت الاعاصير والزلازل والبراكين والكوارث الطبيعية شتى لتجسد دراما واقعية لما يمكن أن يحدث وكيفية السيطرة على الموقف بشكل رائع يجعلك تنبهر.. فهذا ليس الايهام السينمائي المعروف في علم السينما بل إنه الواقع الذي يعيشه المواطن الامريكي في هذا البلد الذي يجعل من المواطن أو العنصر البشري هو الهم والاهتمام الاساسي للحكومة التي تعمل على توفير حقوقه حتى في اصعب الظروف. والسؤال هنا لمسئولي مصر وعلى رأسهم الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية المصري.. ماذا لو وقعت كارثة طبيعية في مصر بغض الطرف عن كم الكوارث الموجودة اصلا (العشوائيات وسكان الصفيح والقرى التي لا يوجد بها سيارة اسعاف واحدة أو إطفاء أو حتي فرد شرطة قادر على تحقيق الامن في ظروف الكوارث الطبيعية) أقصد هنا ظرفا طارئا ؟ وطبعا أومن ان الله جعل هذا البلد أمنا ولن يصيبها بمكروه لكن ماذا لو حدث.. ماذا انتم بفاعلون هل ستعلنون قانون الطوارئ فقط دون أن يكون في ملاجئ للايواء يمكن أن يسكنها البشر الانسان الذي كرمه الله.. هل ستغلقون طرقا وستأمنون طرقا اخرى وستكون لدينا خطط للاخلاء السريع وتوفير الغذاء والمأكل لمدة لا يعلمها الا الله. الحقيقة أن لو حدث ربع ما حدث في امريكا لسقط الملايين ضحايا الكارثة وما كان من الحكومة إلا إعلان حالة الطوارئ.. وأن يكلف الرئيس القوات المسلحة المصرية بإقامة أماكن للاغاثة ومستشفيات ميدانية بالجهود العسكرية أو الجهود الذاتية من المواطنين المنكوبين.. ولن يكون لدينا خطط للاجلاء وان كان هناك ذلك فسيعلن عنها في القناة الاولى للتلفزيون المصري الذي لن يشاهده احد اصلا بسبب أن غالبية هذه الكوارث تقطع الكهرباء (غير الموجودة بشكل دائم في الايام العادية اصلا) وأن غالبية المشاهدين (في الظروف الطبيعية) يتابعون القنوات الخاصة . ما الخطط لمواجهة الكوارث وإذا كان لديكم خطط فيوجد الكثير من الكوارث تعاني منها البلاد يوميا مثلا حوادث الدائري والطرق السريعة والاختناقات المرورية والبنزين والسولار والبوتجاز والتعليم والصحة ورغيف الخبز الذي لا يصلح كعلف للمواشي وغيرهم فلو لديكم اي خطه اعلنوا عنها او نفذوها في الحال.. عاملونا كبشر فالله كرم الانسان فماذا انتم تفعلون ذلك بنا.