القاهرة:- أعرب نادي قضاة مصر عن استنكاره الشديد للدعوات التي تطالب بتنظيم مظاهرات للضغط على المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود، النائب العام، وإجباره على الاستقالة من منصبه.. مشددا على أن مثل هذه المطالبات تحمل مساسا وتدخلا غير مقبول في أعمال السلطة القضائية واستقلال القضاء والقضاة. أشار المستشار عبدالله فتحي، نائب رئيس محكمة النقض ووكيل أول نادي القضاة في تصريح له إلى أن جموع قضاة مصر في حالة من الغضب الشديد جراء تلك الدعوات المطالبة بالضغط على المستشار عبدالمجيد محمود لإكراهه على الاستقالة، والتي تبنتها بعض القوى السياسية.. مشددا على أن مثل هذه الأمور تخل بهيبة الدولة ككل وتمثل تدخلا سافرا في استقلال القضاء المصري. وقال: "نطالب جميع مؤسسات الدولة بما فيها مؤسسة الرئاسة بتحمل مسئولياتها نحو حماية السلطة القضائية والتدخل الحاسم لوقف مثل هذه المظاهرات الهدامة التي ينادي بها البعض، حتى لا ينقلب المجتمع إلى مجتمع الغاب".. مؤكدا أن مثل هذه الأمور لا تصح أن تكون في دولة سيادة القانون والديمقراطية التي يحلم بها المصريون جميعا وثاروا من أجل تحقيقها في 25 يناير من العام الماضي. أضاف المستشار فتحي أن القضاة في حالة من الاستنفار جراء التصرفات والمطالبات غير المسئولة التي يطلقها البعض بين الفينة والأخرى للتدخل في أعمال السلطة القضائية.. لافتا إلى أن مجلس إدارة نادي قضاة مصر سيدعو لجمعية عمومية غير عادية لبحث الموقف وآليات الرد على مثل هذه المطالب والتصرفات التي من شأنها أن تنسف دولة القانون والمؤسسات التي يسعى المصريون لبنائها بعد ثورة 25 يناير المجيدة. وأشار إلى أن المطالبات بإقالة النائب العام عبر تنظيم مظاهرات أو مسيرات وغيرها من الوسائل، إنما تنتقص من هيبة الدولة وتهدر قيمة ومبدأ استقلال القضاء باعتبار أن النيابة العامة شعبة أصيلة من السلطة القضائية، فضلا عن كون تلك المظاهرات تضرب الحريات في مقتل. وأوضح وكيل أول نادي القضاة المستشار عبدالله فتحي أنه بدا واضحا بصورة جلية أن القضاء المصري يتعرض لهجمة شرسة في الآونة الأخيرة، نظرا لوقوفه إلى جوار الشعب المصري في مواجهة معاول الهدم التي تحاول أن تطال السلطة القضائية وحريات المواطنين، لافتا إلى أن النصوص المتعلقة بالسلطة القضائية في مسودة الدستور أصابت جموع قضاة مصر بالصدمة والدهشة جراء ما تحمله من مساس غير مسبوق وإخلالها باستقلال السلطة القضائية. بوابة الاهرام