صدمة كبيرة تعيشها الأوساط الرياضية المصرية بعد رحيل محمود الجوهري أحد أنجح المدربين في تاريخ الكرة المصرية على الإطلاق وصاحب إنجاز التأهل لمونديال 1990 في إيطاليا بعد غياب عن المحفل العالمي لمدة 56 عاما. وضع الجوهري - رحمه الله - بضمة في تاريخ كل عشاق ومتابعي كرة القدم المصرية، فجيل الستينيات والسبعينيات شاهدة لاعبا في صفوف النادي الأهلي بجوار نجوم كبار، وجيل الثمانينيات شاهده وهو يقود الأهلي كمدير فني لتحقيق أول لقب في بطول إفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982، وجيل التسعينيات شاهد على قيادته لمصر في مونديال إيطاليا بالإضافة إلى تحقيق بطولة أمم إفريقيا 1998 في بوركينا فاسو في ظل ظروف صعبة للغاية. وكان جيل مونديال 1990 الذي حقق حلم التأهل للمونديال وبقي بعض نجومه حتى كأس أمم إفريقيا 1998 هو الجيل الأبرز في حياة الجوهري التدريبية الحافلة. ويروي هشام عبد الرسول نجم المنيا عن قصته مع الجوهري في تصريحات لوكالة رويترز حيث قال: "منحني الجوهري الفرصة في وقت صعب في تصفيات مونديال 90 ووقف بجانبي كثيرا حتى أصبحت أساسيا في تشكيلة الفراعنة وسجلت أهدافا حاسمة بالتصفيات". وأضاف: "قبل المونديال تعرضت لحادث سيارة وتدخل الجوهري لعلاجي في الخارج إلا أن الإصابة كانت قوية للغاية وتسببت في اعتزالي اللعب". وأكد هاني رمزي المدير الفني للمنتخب الأوليمبي المصري أن الجوهري كان بمثابة الأب الروحي لجميع اللاعبين الذين تدربوا تحت إشرافه. وقال رمزي: "الجوهري كان يجيد التعامل النفسي مع اللاعبين، وفي رحلة المنتخب إلى أمم إفريقيا في بوركينا فاسو عام 1998 رفع معنويات اللاعبين منذ لحظة الوصول رغم سوء مكان الإقامة وملاعب التدريب وحول شعورهم من التذمر إلى الراحة التامة حتى تم تحقيق اللقب في النهاية". ويرى حسام حسن أن الجوهري هو السبب الحقيقي وراء وصوله إلى مكانته الحالية كأحد أبرز هدافي مصر على مر العصور، وأكد حسام أن الجنرال محمود الجوهري منحه الفرصة حين كان مديرا فنيا للنادي الأهلي وعمره لم يتجاوز ال 18 عاما. وأضاف حسام أن الجوهري دعمه في قراره بالرحيل عن الأهلي وخوض تجربة الاحتراف في نيوشاتل السويسري وسانده في مراحل كثير من مسيرته كلاعب أو كمدرب. يذكر أن جثمان الفقيد محمود الجوهري سيصل إلى القاهرة غدا الثلاثاء على متن طائرة خاصة وستقام له جنازة عسكرية باعتباره رجل عسكري وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة.