علي مدار ال 16 عاما الماضية شهد سوق الاحتراف الخارجي للاعبي كرة القدم المصريين قفزات وموجات صعود يعقبها هبوط مفاجيء بعد كل بطولة يحققها المنتخب الوطني وبدأت هذه الظاهرة تحديدا بعد تأهل مصر لكأس العالم عام 1990 ولم يكن هناك حديث وقتها الا عن عروض الاحتراف التي انهالت علي لاعبينا من مختلف اندية العالم. وبعد ان هدأت زوبعة المونديال لم يحترف سوي ثلاثة لاعبين فقط هم هاني رمزي وكان عمره 19 عاما ولعب في صفوف نيوشاتل السويسري لمدة عامين كانتا بمثابة اعداد لانطلاقة اكبر، حيث انضم بعد ذلك لصفوف كايزر سلاوترن الالماني وصنع نجوميته في البوندزليجا كواحد من ابرز المدافعين في المانيا وساهم في فوز الفريق الالماني بالعديد من البطولات للدوري والكأس هناك. ولم يعد هاني رمزي حتي الان بالرغم من انه ابتعد عن صفوف الفريق الاساسي وبدأ يعد نفسه لمجال التدريب وحصل علي بعض الدورات بالفعل تمهيدا لضمه لصفوف الجهاز الفني في كايزر سلاوترن بالفعل ويعتبر هاني رمزي النموذج النادر للمحترف الناجح من مصر في الملاعب الاوروبية. التوأم ومن اللاعبين الذين انضموا لقائمة المحترفين عقب المونديال كان التوأم حسام وابراهيم حسن حيث انضما لصفوف نيوشاتل ولكن لم يستمرا طويلا فمكثا فيه عدة اشهر وتم بعد ذلك اعارتهما لباوك اليوناني لعبا خلاله موسما واحدا فقط ثم عادا مرة اخري لصفوف النادي الاهلي في مصر واكدا انهما عادا لانهما لم يستطيعا فراق والدتهما، بالاضافة لرغبتهما للعب مع الاهلي مرة اخري. وكان اخر اللاعبين الذين استفاد من هوجة الاحتراف من توابع مونديال 1990 طارق سليمان نجم المصري السابق الذي لعب في صفوف نيوشاتل ايضا ولكنه لم يستمر سوي موسم واحد فقط. طلبة ومجدي وكانت هناك بعض الحالات الاحترافية قبل ظاهرة المونديال ولكنها تنحصر في كل من مجدي طلبة ومجدي عبدالغني فقط، حيث احترف طلبة بالصدفة حيث كان يقيم الزمالك الذي لعب له مجدي طلبة قبل احترافه معسكرا مغلقا باليونان عام 1988 عندما كان عصام بهيج مدربا للزمالك شاهده مدربو نادي باوك اليوناني اثناء تدريب الزمالك واعجبوا به وتعاقدوا معه. واستمر طلبة في اليونان لمدة سبع سنوات متتالية عاد بعدها لمصر ولعب ثلاث سنوات في الاهلي وتركه بعد ان رفض الاهلي التجديد موسمين له وانضم للاسماعيلي لمدة موسم واعتزل بعد ذلك واحترف التدريب بالاهلي. اما مجدي عبدالغني فتألق سنوات عديدة في صفوف الاهلي وساهم في فوزه ببطولة افريقيا والدوري المحلي، ثم جاءته فرصة للاحتراف في الدوري البرتغالي في صفوف بيرامار وتألق في السنوات الخمس التي لعبها هناك ولكنه لم يعد للاهلي ولعب في صفوف المريخ البورسعيدي ثم المقاولون العرب. ركود وبعد هوجة مونديال 1990 حدث ركود شبه تام حيث لم يحترف اي لاعب مصري سوي حازم امام كابتن نادي الزمالك الذي نال الفرصة عن طريق المدرب الهولندي رود كرول والذي كان يدرب المنتخب الاوليمبي المصري واقتنع بمهارات حازم واجري اتصالات بمسئولي نادي اودينيزي الايطالي لضم اللاعب وبالفعل وقع حازم امام عقد احتراف لمدة ثلاث سنوات ولم يلعب علي مدار السنوات الثلاث سوي 270 دقيقة فقط وتمت اعارته في الموسم الثالث لفريق جرافشاب الهولندي ولم يستمر سوي فترة الاعارة لعدة اشهر وعاد للزمالك بنفس حجة التوأم حسام وابراهيم حسن وهي تلبية نداء الاسرة والنادي ولكن بعدها يحلم حازم بالخروج مرة اخري ولكن لا يتعدي ذلك مرحلة الاحلام. وجاءت الهوجة الثانية في عام 1998 عندما فاز منتخب مصر بلقب بطولة الامم الافريقية التي اقيمت في بوركينا فاسو، ولكن هذه المرة شهدت سوق احتراف جادا حيث حصل نادر السيد علي لقب افضل حارس مرمي في البطولة ونال عقدا للاحتراف في صفوف بروج البلجيكي لمدة ثلاث سنوات ثم عاد لمصر ليلعب في صفوف جولدي الذي كان يلعب وقتها في الدوري الممتاز ثم كرر تجربة الاحتراف الخارجي ولعب في اكرانيوس اليوناني لمدة موسم، وبعد ذلك عاد للعب في الاتحاد السكندري لمدة موسم ثم المصري البورسعيدي واخيرا الاهلي حاليا. السقا وحسن ومن جيل 1998 عبدالظاهر السقا واحمد حسن حيث احترف الاثنان في تركيا ففي البداية لعب عبدالظاهر السقا في صفوف المنصورة وتألق في بوركينا فاسو ليحترف في دينزلي ويلعب حاليا في كونياسبور وواحد من افضل المدافعين هناك وبين الحين والاخر يعلن انه يرغب في العودة لمصر ولكن يبدو انها محاولات لزيادة عقده هناك. اما احمد حسن فبدأ طريقه الاحترافي في صفوف جنشلر التركي ثم يلعب حاليا في بيشكتاش التركي واحد من اكبر الاندية هناك ويعتبر حسن نموذجا رائعا للمحترف المصري في اوروبا بعد ان اصبح واحدا من النجوم في الدوري التركي بالتزامه وتألقه وكان قبل احترافه ناشئا في صفوف المنيا ثم انضم للاسماعيلي الذي كان بوابة احترافه في اوروبا. ياسر وعمارة من ضمن الذين استفادوا من زهوة الفوز ببطولة امم افريقيا 1998 الثنائي ياسر رضوان ومحمد عمارة اللذان لعبا في بطولة الامم عندما كان يلعبان في صفوف بلدية المحلة وكان الاثنان من ابرز نجوم المنتخب فاحترفا في صفوف هانزارو ستوك الالماني لاكثر من خمس سنوات ثم عادا لمصر وخطفهما النادي الاهلي ولعبا في صفوفه وساهما في فوزه بالعديد من بطولات الدوري والكأس وألقاب افريقية. وكذلك استفاد عبدالستار صبري نجم طلائع الجيش حاليا من تألقه في بوركينا فاسو حيث لعب في صفوف بنفيكا البرتغالي ثم انتقل لصفوف اكاديمكا سبور الذي يلعب في الدوري الممتاز هناك وعندما عاد لمصر انضم لطلائع الجيش. ميدو وجنت وبعيدا عن بطولة بوركينا فاسو نجح احمد حسام "ميدو" في اللعب لصفوف جنت البلجيكي لمدة موسم ومنه انتقل الي اياكس الهولندي وتألق موسمين ثم اثار مشاكل مع كويمان مدربه في الفريق، وتمت اعارته لسيلتافيجو الاسباني وتألق في صفوفه وبعد ذلك تعاقد مع مارسيليا الفرنسي ولكنه لم ينجح فتم بيعه لنادي روما الايطالي ولكنه لم يتأقلم هناك فقام مسئولو النادي الايطالي باعارته لتوتنهام الانجليزي ويعيش هناك حاليا فترة من ازهي فترات تألقه. ولكنه يواصل المشاكل علي صعيد المنتخب الوطني واصبح متهما دائما بعدم العطاء. اليماني اما محمد اليماني الذي تألق في صفوف منتخب الشباب عام 2001 في بطولة العالم واحترف في صفوف جنت البلجيكي صادفه سوء حظ عاثر حيث تعرض لحادث سيارة ادي لانهاء عقده وعاد لمصر وانضم للزمالك ولكنه لم يلعب واستغني عنه للاتحاد السكندري الذي يلعب فيه حاليا. غالي وفينورد ويفرض نفسه حاليا في عالم الاحتراف من ابناء هذا الجيل حسام غالي لاعب الاهلي السابق الذي يلعب في فينورد الهولندي كلاعب اساسي وتلاحقه عروض احتراف من اندية اوروبية اخري. وهناك ايضا حسني عبدربه نجم الاسماعيلي السابق الذي احترف في صفوف ستراسبورج الفرنسي حاليا ومازال في مرحلة جس النبض التي لم تزد حتي الان عن عدة اشهر. وبعد فوز مصر ببطولة الامم الافريقية للمرة الخامسة منذ عدة اسابيع تناثرت انباء عن عروض احتراف كثيرة تلقاها لاعبونا بعد تألقهم في البطولة لاسيما عصام الحضري احسن حارس مرمي في البطولة وعمرو زكي ومحمد ابوتريكة. فهناك عرض رسمي من دينامو كييف الروسي لضم ابوتريكة ونيوكاسل يريد ضم عمرو زكي وبالنسبة لعصام الحضري فهناك عرض من كونياسبور التركي، وكذلك محمد بركات الذي تلقي عرضا من الاهلي السعودي.