ما بين المفاجأة والدهشة والصدمة والترقب والإشادة.. تباينت ردود الأفعال حول العالم على قرارات الرئيس محمد مرسى أمس الأول بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، الذى كان قد أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وإحالة وزير الدفاع، رئيس المجلس، المشير محمد حسين طنطاوى، ورئيس هيئة الأركان، الفريق سامى عنان، إلى التقاعد، وتعيينهما مستشارين للرئيس. وبينما اعتبرت وسائل إعلام غربية وعربية هذه القرارات جزءا من صفقة بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى، لتوفير (مخرج آمن للعسكر)، رأت أخرى فى الأمر جولة جديدة من الصراع بين الإخوان والعسكر، متوقعة نزاعا فى أروقة المحكمة الدستورية. حالة من الحذر والترقب.. عبرت عنها أمس تغطية الصحافة الأمريكية لقرارات الرئيس محمد مرسى الأخيرة بشأن المؤسسة العسكرية. إذ قال ديفيد أجناشيوس، الكاتب الأمريكى المقرب من إدارة الرئيس باراك أوباما، إن واشنطن تفاجأت من تغيير مرسى لوزير الدفاع محمد طنطاوى ورئيس الأركان سامى عنان، وإحلال آخرين غير مشهورين محلهما. ومضى قائلا إن واشنطن تراقب بحذر وزير الدفاع الجديد، عبدالفتاح السيسى، متحدثا عن شائعات سرت فى الإدارة الأمريكية بأن الفريق السيسى لديه علاقات سرية مع الإخوان المسلمين. وأضاف أن السيسى معروف لدى الجيش الامريكى لأنه قضى عاما للتدريب فى واشنطن، كما كان فاعلا ونشيطا خلال رئاسته للمخابرات العسكرية. ويرى خبراء أمريكيون (عملية التطهير) التى قام بها مرسى "خطط لها قيادات فى الاخوان المسلمين، وأنه استغل هجوم سيناء كمبرر لتغيير قيادات الجيش". من جانبها.. أشادت عدة صحف فرنسية أمس بقرارات الرئيس محمد مرسى إحالة وزير الدفاع، المشير محمد حسين طنطاوى، ورئيس هيئة الأركان، الفريق سامى عنان إلى التقاعد، معتبرة أن الرئيس أظهر شجاعة وجرأة، لكنها حذرت من رد فعل (الكوبرا)، فى إشارة إلى العسكر. فتحت عنوان (الرئيس مرسى يطيح بالمشير طنطاوى)، قالت صحيفة لوموند إن المواجهة بين الرئاسة والجيش مازالت مستمرة، بإعلان الرئيس عن الإطاحة بكل من وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير طنطاوى، ورئيس الأركان، الفريق عنان، واصفة الأول، والذى ظل وزيرا للدفاع منذ عام 1991، بأنه حسن السير والسلوك، ومشيرة إلى تعيين المشير والفريق مستشارين للرئيس. وواصفة ما قالت إنه صراع بين مرسى والمؤسسة العسكرية بمعركة بين النمس والكوبرا.. قالت لوفيجارو إنه "منذ انتخاب مرسى رئيسا ومصر كلها فى انتظار المواجهة بين جماعة الإخوان المسلمين، التى ينتمى إليها أول رئيس مدنى للدولة، وبين الجيش الذى يمثل العمود الفقرى لنظام الحكم منذ إعلان الجمهورية عام 1952".