واحدة من نجمات الشباب اللاتي لم يجدن حظهن إلا أمام كاميرات التليفزيون، بدأت خطواتها الفنية متأنية، من موديل في بعض الكليبات والإعلانات، إلى أدوار صغيرة في السينما والتليفزيون، حتى وصلت للنجومية التي تبحث عنها... إنها الفنانة منة فضالي التي نلتقي بها في هذا الحوار .. *في البداية ما سر حالة النشاط الفني التي تعيشينها هذه الأيام؟ ** ليس هناك سر، وكل ما في الأمر أن بعض أعداء النجاح أبعدوني عن مستقبلي وحياتي خلال الفترة الماضية، وجعلوني أركز كل جهدي واهتمامي في الرد على الشائعات التي يطلقونها ضدي، وأحاول أن أبرر وأوضح حقيقة المشاكل التي أقع فيها، حتى وجدت نفسي أكاد أضيع من الساحة الفنية، فقررت أن أنحّي حياتي الشخصية جانباً وأبتعد عن المشاكل حتى أتفرغ لفني ومستقبلي. *معنى كلامك أن هناك حاقدين على منة في الوسط الفني يحاولون تعطيل مسيرتها الفنية؟ ** طبعاً.. فأنا كنت أسمع أن هناك من يغارون مني وكنت لا أصدق ولكني الآن أصبحت متيقنة من أن هناك من يغار منى ولا أخفي عليك سراً أنني أصبحت سعيدة بذلك، ففي البداية كنت أغضب من هذا الحقد وهذه الغيرة وأسأل نفسي هل فعلت شيئاً يغضبهم ليحقدوا عليّ، ولكني أدركت فيما بعد أن نجاحي وجمالي سيطر على عقول وتفكير هؤلاء الحاقدين، وهو ما يعني أنني ناجحة فشعرت بالسعادة. *نشاطك الملحوظ يأتي بعد فترة من الغياب .. ترى ما هي أسباب هذا الغياب؟ ** الغياب عن الساحة الفنية والاختفاء عنها طيلة الفترة الماضية كان اضطرارياً، فكنت أمر بحالة نفسية سيئة، نتيجة اكتشافي الحقيقة الزائفة لبعض المقربين مني، والذين كانوا يتوددون إليّ ويقولون أنهم أصدقائي وأنهم يحبونني، ولكني اكتشفت فيما بعد أنهم يحيكون المكائد لي ويخرجون الشائعات عني فقررت أن ابتعد عنهم وعن الجميع حتى أستريح نفسياً، ورغم صدمتي في بعض ممن كنت أعتقد أنهم أصدقائي، إلا أنني سعيدة جداً بهذا الاختفاء لأنه أولاً كشف لي عدوي من حبيبي، كما جنبني الكثير من المشاكل، فلم يعد أحد يعرف عني شيئا، كما أن ظهوري أصبح قليلاً جداً وينحصر في عدد محدود جداً من المناسبات. *يعرض لك حالياً خمسة أعمال تليفزيونية في آن واحد.. ألا تخافين من ملل الجمهور؟ **إطلاقاً... لأن الأعمال الخمسة مختلفة تماماً عن بعضها البعض سواء من ناحية القصة أو الأبطال أو المخرجين أو الأحداث، فمثلاً مسلسل "الإخوة الأعداء" والذى أشارك في بطولته مع الفنان صلاح السعدني وفتحي عبد الوهاب أجسد من خلاله شخصية فلاحة، وهو مختلف عن مسلسل ''ابن موت'' مثلاً الذي أشارك في بطولته مع الفنانين خالد النبوي وعلا غانم ومحمد نجاتي وداليا ابراهيم وهو من تأليف مجدي صابر وإخراج سمير سيف، وهو عمل مختلف عن مسلسل ''الخفافيش'' الذي أشارك في بطولته مع الفنانتين بوسي وعبير صبري، وهو من تأليف وإخراج أحمد النحاس، وكلاهما مختلف عن مسلسل "باب الخلق" والذي أقف فيه أمام الفنان القدير محمود عبد العزيز وهو من تأليف محمد سليمان، واخراج عادل اديب، وجميعهم مختلف عن دور "قمر" الذي أؤديه في مسلسل "الهلالي سلالم" مع نضال الشافعي والمخرجة منال الصيفي. *بمناسبة ذكر الفنان محمود عبد العزيز والذين تقفين أمامه لأول مرة... ترى ما هو رأيه في أدائك؟ وما أهم النصائح التي وجهها لك؟ ** أخشى ألا تصدقني إن قلت لك أنه أنبهر جداً بأدائي خلال تصوير أحد المشاهد لدرجة أنه وصفني بأنني امتداد للعملاقة سعاد حسني، ولن أخفي عليك سراً أنني كان من ضمن أحلامي أن أعمل مع الفنان محمود عبد العزيز والفنان عادل إمام، فهما أكبر وأهم قامتين فنيتين في مصر حالياً، وأما عن موضوع النصائح فقد فوجئت به فعلاً ذات مرة خلال فترة ال"break" يوجه إلي عددا من النصائح كان أهمها ألا أتسرع وأن أحاول التحكم في أعصابي، وأن أسمع أكثر مما أتكلم. * منذ أن عرفك الجمهور وأنت ممثلة تليفزيون... ما سر ابتعادك عن السينما؟ ** أنا لست بعيدة عنها، فلقد قدمت أدواراً مهمة في كثير من الأفلام مثل فيلم "الشبح" مع الفنان أحمد عز، فصحيح أن الدور كان صغيراً ولكنه كان محوريا وغيّر أحداث الفيلم بأكمله، وهذه هي شروطي في السينما أن يكون الدور محوري، فلا يمكن أن اظهر في السينما لمجرد الظهور فقط. *وما هي أهم الشروط التي تضعها منة للموافقة على الأدوار التي تعرض عليها؟ ** شروط كثيرة أحاول أن اطبقها على أي عمل يعرض عليّ سواء في السينما أو التليفزيون، منها أن يكون الدور جديداً ولم يسبق لي تقديمه من قبل، وأن يكون الدور به مساحات تمثيل كبيرة حتى أتمكن من إخراج مهاراتي التمثيلية، وثالثاً أن يكون مخرج العمل موهوبا ومتميزا حتى يتمكن من إخراج مواهبي وإرشادي، ورابعاً أن تكون شركة الإنتاج سخية على العمل لا أن تكون بخيلة فيخرج العمل سيئا. *وماذا عن أدوار الإغراء ؟ ** لم أفكر في تقديمها يوماً ما، ليس لأنها عيب أو حرام ولكن لأنني أحترم نفسي قبل أن احترم جمهوري، وثانياً لأنني متيقنة أن هذه الأعمال لا تعيش كثيراً، فرغم نجاحها إلا أنه نجاح وقتي، وللعلم فقد عرض عليّ في السينما أدوار كثيرة وبطولة ولكنني كنت أرفضها لأنني لن أقدم إغراء مهما كانت الإغراءات. *بصراحة... هل أنت راضية عما وصلت اليه حتى الآن؟ ** صراحة لا... فأنا مازلت أشعر بعدم الرضا عن تقديم موهبتي الفنية كاملة، فمازال لدي الكثير من المواهب المدفونة التي تبحث عمن يخرجها، فموهبتي في الغناء والرقص والاستعراض لم تستغل بعد، وأما التمثيل فمازال بداخلي الكثير لأقدمه، ومازالت هناك أدوار كثيرة لم أقدمها مثلاً دور فتاة مجنونة، أو بنت متسولة، أو راقصة بلدي، أو فتاة عدوانية وشريرة، وأتمنى أن أبتعد عن أدوار البنت الهادئة، والفتاة الرومانسية وطالبة الجامعة التي يحبسني فيها المنتجون. *بعد وصول الإخوان والسلفيين إلى سدة الحكم في مصر أعلن عدد من الفنانين عن نيتهم ترك العمل الفني وفتح مشاريع تجارية... هل تفكرين في ذلك؟ ** لم ولن أترك الفن لأي سبب كان، فهذا عملي، والإخوان أو السلفيين لن يمنعوني من التمثيل، لأنني لا أفعل شيئاً عيباً أو حراماً حتى يمنعوني. *وماذا لو طلبوا منك أن ترتدي الحجاب؟ ** لا توجد فتاة مسلمة في العالم لا تفكر في ارتداء الحجاب والتقرب من الله، ولكن في نفس الوقت، التدين والالتزام لا يكون بالإجبار او الإكراه، كما أنه ليس شرطا أن ارتدى الحجاب حتى أكون متدينة، بالإضافة إلى أن الإيمان بالله ينبع من داخل الإنسان وليس بالحجاب، وأنا مثلاً ذهبت إلى الحج أكثر من مرة وأصلي وأؤدي الزكاة، وأصوم رمضان، ولكني في نفس الوقت لست مطالبة لأن أقول كل هذه الأشياء للناس ليقولوا أنني متدينة.