عواصم : - أثارت لاصقة طبية تمنع عطش الصائم في رمضان صنعتها إحدى الشركات الطبية الصينية وسوقتها في مصر كثيرا من الجدل، فرغم ان التجار الذين يقومون ببيعها في أسواق العتبة والموسكي في القاهرة، فإن رئيس لجنة الفتوى السابق في الأزهر الشيخ عبدالحميد الأطرش أشار إلى ان هذا اللاصق الطبي تحايل على الدين وعلى فريضة الصيام وسوف يتبع ذلك اختراع وسائل للإطعام والشراب دون تدخل الفم. جريدة الانباء نشرت تقريرا حول هذا الموضوع , وسألت الاستاذ في كلية الشريعة د.بسام الشطي فقال: ان استخدام الصائم لشيء يمنع عطشه لا يجوز في شهر رمضان سواء أكان لاصقة أم غيرها، وان هذا يعتبر تحايلا على الدين لأن الأصل في المسلم ان يتعامل مباشرة مع أوامر الشريعة ولا يتعامل معها عن طريق التحايل والتصرفات التي تتعارض مع أداء الفرائض. وبين د.الشطي ان الأصل في الفريضة هو الصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والشهوات، وبالتالي فمن يستخدم هذه اللاصقة يكون قد وقع في المحظور الشرعي، لاسيما ان الرخص من الله تعالى للمريض وللمسافر وليس لعموم الناس حتى يتحايلوا على ركن من أركان الإسلام وهو الصيام. وزاد: اما الأمر الثالث فإن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور متشابهات فمن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام. وقال الشطي: وهنا نهمس الى التجار ان يتقوا الله عز وجل في الصائمين وغيرهم. اما د.سعد العنزي فيرى انه لا مانع من استخدام لاصقة تمنع العطش ويبرر قوله انه من الناحية الشرعية أرى ان المفطرات في شهر رمضان ما دخل عن طريق الفم أو الأنف اما اللاصقة هذه التي توضع في الظهر لمنع العطش فلا أعلم انها شبيه بالماء أو الأكل الذي يدخل الى جوف المعدة فإن كان لاصقا فقط دون ان يدخل الى جوف الصائم ماء أو أكل أو مغذيات فلا بأس بها. وضرب مثالا لذلك وقال لو أتينا بمنشفة وتم تبليلها بالماء ووضعت على رأس الصائم فلا تفطر، وكذلك اللاصق لا أعلم تصنيفه ولا نوعه ولا من أي شيء صنع والذي نتيقن منه ان لم يكن سببا مغذيا للإنسان من أكل أو ماء فهو لا يؤثر ولا يمنع. بدوره يرى رئيس رابطة علاء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي د.عجيل النشمي ان الذي يظهر ان اللاصق الطبي الذي يوضع على موضع من خارج الجسم على الجلد انه يفطر لا باعتبار انه اكل او شرب ولكنه في حكم الشرب لانه ينافي مقصد الشارع من الصوم وهو الاحساس بالجوع أو العطش. كما قال الفقهاء الامور بمقاصدها ويقاس على الابرة المغذية فإنها ليست اكلا ولا شربا ولكنها اخذت حكم الاكل والشرب لانه تحقق غايته والعبرة بالغاية فلا يجوز وضع هذه اللاصقة في نهار رمضان لا لمن يريد عدم الشعور بالعطش وكذلك لا لمن وصف له الطبيب ذلك اثناء الصيام فانه معذور في الفطر ومن جانب آخر يشبه وضع اللاصق عمدا للاحساس بعدم العطش ان يكون وسيلة الى محظور وهو قصدا ألا تحس بالعطش كمن تتناول حبوبا لتنزل عليها الدورة الشهرية بقصد الا تصوم وهذا قصد يترتب عليه الاثم بخلاف وسيلة الطعام لو كانت الوسيلة تؤدي الى طاعة كمن تتناول حبوب لرفع الدورة لتتمكن من الصوم او الطواف فهذه وسيلة مشروعة لانها وسيلة الى طاعة. وكانت قد ظهرت في مصر خلال اليومين الماضيين لاصقة تمنع عطش الصائم في رمضان وهذه اللاصقة قامت احدى الشركات الطبية الصينية المتخصصة في تصنيع الادوية الجنسية بتصنيعها وجلبها لمصر بواسطة شركة استيراد تقوم بالتعامل معها وتروج للمنشطات الجنسية. ومن جانبه اشار فضيلة الشيخ عبدالحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالازهر الى ان استخدام هذا اللاصق الطبي لمنع الشعور بالعطش يعد تحايلا على الدين وعلى فريضة الصيام وسيتبع ذلك اختراع وسائل للاطعام والشراب دون تدخل الفم. هذا وقد افتت هيئة الشؤون الدينية التركية منذ عدة اعوام بجواز استخدام لاصقة تمنع الجوع وتفقد الشهية مستندة في هذا الى اذا كان الصيام يساعد في الحفاظ على الجسم ورشاقته عبر تنظيم عملية التغذية.