اسئلة كثيرة تدور داخل ذهني منذ أيام حول ما يحدث في امتحانات الثانوية العامة واتخيل نفسي طالبا فقيرا في احد نجوع الوجه البحري أو القبلي يذاكر دروسه بجد ويساعد اسرته في زراعة القراريط الفقيرة التي تمنحنا الحياة.. بلا دروس خصوصية اعتمد على نفسي في الاساس بجانب عدد من الحصص القليلة بداخل مسجد القرية التي يقوم بها احد المدرسين المتطوعين.. نافذتى على العالم هى الكتاب المدرسي لا امتلك محمولا لكن عمي الكبير لديه عدة صيني.. تعاني العيلة كلها من فقر مدقع الا أنني اتغلب على ذلك لاتمام الشهادة الثانوية.. بهذا التخيل البسيط يمكننا أن ننتقل إلى طالب يعيش في مصر.. القاهرة أو الاسكندرية أو الجيزة أو حتي سوهاج والده ذو دخل متوسط أو مرتفع قليلا إلى حد ما.. اصررت أن يشتري لي بلاك بيري ويوجد بالمنزل جهاز كمبيوتر.. اتشارك عليه أنا واخوتي.. اتابع الفيس بوك وتويتر واتشارك مع العالم الكبير من الاصدقاء في حل اجابات الامتحان داخل اللجنة من خلال ال BBM نستقبل الاجابات ونتسارع في كتابتها بشكل نموذجي نستقبلها بسرعة فائقة من خلال هذا الجهاز الصغير ونخرج سعداء جدا من الاجابة لتبقى الاسئلة تدور في ذهني واعترف بعبقرية هولاء الطلبة الذين لم يبلغوا العشرين من عمرهم إلا أن استخدامهم للتكنولوجيا يفوق التصور ويتخطي الواقع.. أين قرارات رئيس الجمهورية المحسوب على التيار الاسلامي الذي يحرم الغش والتدليس ؟.. أين وزير التربية والتعليم الذي تقع عليه المسئولية السياسية الكاملة؟.. أين مسئولو التعليم في مصر؟.. أين دور مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالتعليم في مصر؟.. أين دور خبراء التكنولوجيا في الحد من هذه الظاهرة؟.. أين الاسرة التي تعرف أن ابنها ذاهب للامتحان وهو يحمل هذا الموبايل الذي يتلقى عليه اجابات امتحانه؟.. أين الضمير الانساني؟.. أين المتأسلمين الذين جلسوا اياما وليالي ليدرسوا كيفية منع المواقع الاباحية لما لا يقوموا بمنع الغش وتفويت الفرصة على الفقراء في ربوع مصر من ان يكون هناك تكافئ فرص؟.. أين العدالة الاجتماعية التي طالبنا بها من عام ونصف العام.. بأى حق تستحلون ذلك يأ اولياء الامور.. إعلم أن ابنك الذي يغش الان في الامتحان سيقوم بسرقتك في القريب العاجل إن لم يكن يفعل ذلك بالفعل من الان. الكارثة أنه لم يتحرك ساكن للمسئولين ونفوا أن هذا يحدث وهو يحدث الان وانا اكتب هذه السطور يقوم طلبة الثانوية العامة الان باجراء امتحان مادة الاقتصاد والاحصاء ومنذ ما يقارب من دقائق من بداية الامتحان تم انتشار صورة امتحان مادة الاحصاء على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك.. ليقوم من هم متطوعون أو ما يطلقون على انفسهم "غشاشين فدائيين". أن ما يحدث الان هو جريمة في حق هذا المجتمع الذي يعاني أكثر من نصفه من الفقر ولا يملكون وسائل كالتي يحملها الغالبية من الطلبة ليحققوا النجاح عن طريق الغش.. او ليمنعوا هذا الغش. يا سيادة رئيس الجمهورية المحسوب على التيار الاسلامي.. يا رئيس مصر يا دكتور الجامعة.. يا من تدرس العلم للطلبة في جامعة مصرية.. إن ما يحدث الان وان تعلم عنه ستحاسب عنه في يوم الدين.. يا دكتور محمد مرسي أنني اخاطب فيك الانسان والدكتور والاستاذ الجامعي الذي خرج من اسرة فقيرة لا تملك الكثير.. إن كنت تسمح بغش هذا الجيل فأعلم أننا نخطو خطوة جادة لنقع في بئر التخلف والجهل أكثر مما نحن فيه. عليك فورا الامر باعادة الامتحانات كلها بعد اسبوع على الاكثر لان من قاموا بالغش لا يمكن أن نعطيهم فرصة ليعيدوا نظر في أن يستذكروا دروسهم فهم اصلا لا يستحقون الحياة.. وتشديد الرقابة على الطلبة ومنع دخول اجهزة الاتصال كافة واجهزة المحمول وإن وصل الامر بقطع خدمة BBM عن مصر كلها لمدة ساعتين في أيام الامتحانات.. فلن يموت الشعب من قطع الخدمة لمدة ساعتين وقت اجراء الامتحانات لكن سنقتل من عواقب ما يحدث الان من غش وتدليس وفساد اجتماعي وسياسي وتعليمي.