اسلام اباد : - قال مراقبون انه يبدو أن حدة الازمة السياسية التي تفجرت خلال الثلاثة شهور الماضية وسببت أسوأ التوترات بين الحكومة والجيش في باكستان منذ انقلاب عام 1999 بدأت تتراجع في الوقت الحالي من خلال اعادة صياغة توازن دقيق للسلطة. وكانت أحدث علامة على التحسن في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا حيث ابتعد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني مرة أخرى عن الانتقادات الحادة التي وجهها في وقت سابق هذا الشهر للجيش بأنه تصرف "بطريقة غير دستورية" بمساندته تحقيقا قضائيا في مذكرة غامضة. وقال جيلاني للصحفيين في دافوس يوم السبت "ليس هناك نية لدى الجيش للقيام بانقلاب في البلاد لانهم يريدون الاستقرار في البلاد أيضا."وأضاف "يريدون الديمقراطية في البلاد ويريدون تقوية البلاد." ومنذ أكتوبر تشرين الاول تهز باكستان فضيحة أتخذت مسلكا غريبا في بعض الاوقات. وأحد أطرافها رجل أعمال أمريكي من أصل باكستاني سلم مذكرة غير موقعة الى وزارة الدفاع الامريكية تطلب مساعدة الولاياتالمتحدة في كبح جماح الجيش الذي يشعر بالمهانة والغضب بسبب هجوم نفذته قوات خاصة أمريكية في مايو ايار 2011 وأسفر عن مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وكان جيلاني انتقد في وقت سابق هذا الشهر قائد الجيش الجنرال أشفق كياني واللفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا المدير العام للمخابرات العسكرية لتقديمهما أوراقا في تحقيق تجريه المحكمة العليا بشأن المذكرة. وفي مقابلة مع وسائل اعلام صينية ذكر جيلاني أن تقديم الاوراق مسألة "غير دستورية" مما أثار غضب القيادة العليا للجيش التي ردت في بيان صحفي شديد اللهجة محذرة من "تداعيات خطيرة قد تجر عواقب وخيمة على البلاد." لكن مسؤولا أمريكيا كبيرا قال ان الازمة التي أثارت الحديث عن انقلاب في الدولة التي تمتلك أسلحة نووية وتصارع تداعيات الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان المجاورة واقتصادا ضعيفا يبدو أنها انتهت في الوقت الحالي.وأضاف المسؤول "هدأت الامور في الاسبوع الماضي أو نحو ذلك... لكن هذه هي باكستان. أي طرف يمكن أن يقوم بشيء غير متوقع." وتريد واشنطن علاقات سلسة بين الزعماء المدنيين والقادة العسكريين حتى تتمكن باكستان من دعم الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في افغانستان التي تمثل أولوية قصوى للرئيس الامريكي باراك أوباما. المصدر : رويترز