سيكون المنتخب التونسي على موعد مع التألق والإبداع عندما يخوض غمار منافسات كأس الأمم الإفريقية الثامنة والعشرين التي تستضيفها غينيا الاستوائية والجابون في الفترة من 21 يناير الحالي إلى 12 فبراير المقبل وهي المرة الخامسة عشرة التي تشارك فيها تونس بالنهائيات. ويأمل المنتخب التونسي في محو الصورة السلبية التي ظهر عليها في التصفيات المؤهلة للبطولة وتأهله بأقدام الآخرين في الجولة الأخيرة عندما فاز على توجو وانتظر هدية من منتخب تشاد الذي لم يخلف موعده وأقصى منتخب مالاوي الأوفر حظا في الترشح من سباق التأهل. وعانى سامي الطرابلسي المدير الفني لنسور قرطاج العديد من الانتقادات الواسعة بسبب الأداء المخيب للفريق في التصفيات، إلا أن المنتخب التونسي قام بفترة إعداد جيدة قد تساهم في ظهور الفريق بقوة في النهائيات التي تغيب عنها القوى الكبرى في القارة على رأسها مصر حامل اللقب في النسخ الثلاثة الأخيرة، بالإضافة إلى الكاميرون ونيجيريا، وستكون منتخبات كوت ديفوار وغانا والمغرب المنافس الأبرز لنسور قرطاج على اللقب القاري. وتعتبر البطولة تحديا خاصا للطرابلسي الذي نجح في قيادة تونس للفوز بلقب بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين التي استضافتها السودان في فبراير الماضي، وهو يأمل في تكرار الإنجاز ومحو الصورة السيئة التي ظهر عليها نسور قرطاج في النسخة الماضية عندما ودع المنافسات في أنجولا من الدور الأول بالتعادل في ثلاث مباريات، وكان الطرابلسي وقتها مساعدا للمدير الفني فوزي البنزرتي. وأقام المنتخب التونسي معسكر إعداد في أسبانيا أعقبه بمعسكر آخر في مدينة الشارقة الإماراتية وخاض خلاله عدد من المباريات الودية، وحقق فوزا كبيرا على شقيقه السوداني بثلاثية نظيفة، إلا أن الخسارة بهدفين دون رد أمام أفيال كوت ديفوار وضعت الكثير من الشكوك حول قدرة المنتخب على المنافسة على اللقب. وأكد الطرابلسي أن المباريات الودية تختلف عن المواجهات الرسمية ومواجهة كوت ديفوار في النهائيات إن تحققت ستختلف عن مباراة الشارقة حتما، معتبرا أن الجيل الحالي من اللاعبين يعد الأفضل في الكرة التونسية على الإطلاق وأفضل أيضا من الجيل الذي حقق اللقب القاري الوحيد لتونس عندما استضافت البطولة عام 2004. وتفتتح تونس مبارياتها بديربي مغاربي مثير في المجموعة الثالثة أمام المنتخب المغربي الباحث أيضا عن اللقب، وتكررت المواجهة بين الكرة التونسية والغربية على صعيد الأندية في الشهرين الأخيرين، حيث حصد الترجي الرياضي لقب دوري أبطال إفريقيا على حساب الوداد البيضاوي، كما توج المغرب الفاسي بطلا لكأس الكونفيدرالية على حساب النادي الإفريقي. وتعتبر المباراة ثأرية للمنتخب المغربي الذي خسر أمام تونس 1-2 في نهائي نسخة 2004 وفشل في الفوز باللقب الثاني بعد الأول عام 1976. كما يعد منتخب الجابون عقبة حقيقية أمام المنتخب التونسي بعد ظهوره القوي في النسخة الماضية في أنجولا ونتائجه الجيدة نسبيا مؤخرا بالإضافة للدعم الجماهيري المتوقع. وأخيرا يخشى المنتخب التونسي مفاجآت منتخب النيجر الذي فجر مفاجأة إقصاء الفراعنة أصحاب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة وحامل اللقب الغائب عن العرس.