بانكوك:- حذرت السلطات التايلاندية عددا من الأحياء الواقعة شمال العاصمة بانكوك من احتمال وصول الفيضانات إلى مناطقهم وطالبت السكان بالاستعداد للأسوأ بما في ذلك إخلاء منازلهم مع تزايد مؤشرات ارتفاع منسوب مياه الفيضان. وأكدت مصادر رسمية وإعلامية في تايلاند يوم الاثنين أن مستوى مياه الفيضانات بلغ ارتفاعا يثير القلق ضمن نطاق كيلومتر من معبد "جراند بالاس" الشهير في مدينة بانكوك القديمة منذ أمس الأحد بعد ارتفاع منسوب نهر تشاو فرايا -الذي يمر بقلب العاصمة المكتظ بالسكان- إلى الجزء العلوي من الحواجز. وكانت رئيسة الوزراء يانجلوك شيناواترا قد أعربت الأحد في تصريحات إعلامية عن قلقها من اتساع نطاق الفيضانات في منطقتي دون موانج ولاكسي شمال بانكوك محذرة من أن منسوب الفيضانات قد يرتفع في بعض المناطق إلى نحو متر. وفي مقاطعة نونثابوري شمال بانكوك حذرت السلطات السكان من التنقل ليلا بعد العثور على تمساح طوله 2.5 متر في المنطقة الأحد، وقد رجح مسئول وجود تماسيح أخرى بعد أن غمرت الفيضانات مزرعتي تماسيح تحويان 20 تمساحا. يشار إلى أن التدابير التي اتخذتها السلطات لتحويل مياه الفيضانات إلى خليج تايلند نجحت في تجنيب بانكوك خطرا داهما لكن احتمال هطول أمطار غزيرة في قنوات ممتلئة بالفعل وضع مناطق واسعة من شمال العاصمة التي يقطنها ثمانية ملايين نسمة تحت التهديد مجددا. وتضرر أكثر من مليونين ونصف مليون شخص جراء الفيضانات ويمكن أن يرتفع هذا العدد بصورة كبيرة بعد اتضاح مدى الضرر في شمال بانكوك، مع الإشارة إلى أن أكثر من 40 من أصل 78 إقليما في تايلاند تعرضت لأضرار جسيمة من بينها 7 مناطق صناعية كان يعمل بها حوالي 400 ألف عامل غمرتها مياه الفيضانات التي امتدت إلى ثلث مساحة البلاد تقريبا. وأسفرت الفيضانات عن مقتل 356 شخصا، وتشريد 113 ألف شخص على الأقل نقلوا إلى أكثر من 1700 مركز مؤقت للإيواء، في حين أشارت وزارة العمل إلى أن نحو 650 ألفا من العاملين في الصناعة أصبحوا بلا مورد بسبب الأضرار التي أصابت المناطق الصناعية في المناطق التي غمرتها الفيضانات. وقدّر البنك المركزي التايلندي قيمة الأضرار الاقتصادية بقرابة ملياري دولار.