في كل دول العالم نجد أن اتحادات الكرة ولجانها المختلفة تضرب بيد من حديد من أجل فرض اللوائح دون مجاملة على مسابقاتها المحلية وهو ما يعود بالنفع على اللعبة أولا وعلى انضباط واتزان المسابقات ثانيا، كما أنه ينهي شبهة الاتهام بالمجاملة لناد على حساب آخر وهو الأمر الذي تفننت فيه لجنة المسابقات المصرية الموقرة على مدار الموسمين الماضيين. وبالنظر إلى أندية الدوري المصري الممتاز وحتى أندية القسم الثاني نجد أن اللائحة تطبق نسبيا على جميع الفرق، إلا ناديين فقط هما بالطبع الأهلي والزمالك، فالأهلي دائما صاحب العقوبة القصوى والزمالك صاحب العقوبة الأدنى وأحيانا يمر الأمر دون عقاب. وتعد الأحداث التي صاحبت لقاء الزمالك مع الجونة في دور ال 8 لبطولة كأس مصر موسم 2010/2011 هي التي استفزتني لكتابة هذا الموضوع، خاصة بعد القرار التاريخي لاتحاد الكرة بإيقاف ثنائي الزمالك أحمد جعفر وإبراهيم صلاح مباراة واحدة لكل منهما لارتكاب الأول مخالفة (البصق) التي تستدعي الإيقاف 3 مباريات، وحصول الثاني على إنذارين وبالتالي بطاقة حمراء وهي القضية التي تسبب فيها أيضا الحكم الوديع دائما محمد عباس والذي لا يدرك حتى الآن أن الاعتداء بدون كرة يستوجب الطرد المباشر. وسنستعرض بالفيديو بعض الحالات السلوكية المثيرة للجدل على مدار الموسمين الماضيين ونتابع قرارات لجنة المسابقات المصرية الموقرة وكيف اخترع عامر حسين قوانين ولوائح جديدة، والجدع يتكلم ويفتح بقه. 1- فرانسيس (يا ريتني ما هوشتك يا أدهم): أثبتت الإعادة التليفزيونية مرارا وتكرارا أن الليبيري فرانسيس دوي مهاجم الأهلي قام بتهويش عاشور الأدهم لاعب وسط المصري في لقاء الفريقين بالدور الأول لموسم 2009/2010 رغم أن الأدهم قام بتهويشه أيضا، إلا أن سقوط الأدهم وكأن دانة مدفع قد ضربته وجهه لم تعط الفرصة للحكم عصام عبد الفتاح إلا بتوجيه البطاقة الحمراء المباشرة لفرانسيس. وكان قرار لجنة المسابقات وفق اللائحة تماما وتم إيقاف فرانسيس 3 مباريات بسبب (محاولة) الاعتداء على الخصم بدون كرة مع تغريمه 2000 جنيه، وكان لسان حال فرانسيس يا ريتني ما هوشتك يا أدهم مش تقولوا إن العقوبات بالنيات. 2- عمرو فهيم لفضل (تحب تنضرب تاني والعقوبة هتكون أخف): في نفس الموسم وفي لقاء الأهلي وإنبي بالدور الثاني قام عمرو فهيم بعمل جنوني عندما وقف على قدم محمد فضل في مشهد كان من الممكن أن يتسبب في إصابة بالغة لفضل (اللي مش ناقص أصلا) والغريب أن سمير محمود عثمان حكم اللقاء استأنف اللعب ومساعده لم ير الواقعة رغم أنها كانت واضحة أمام الجميع. وجاء قرار لجنة المسابقات بإيقاف اللاعب مباراتين فقط وتغريمه 3 آلاف جنيه بسبب اللعب العنيف، وهل كان عمرو وقتها في محاولة لقطع الكرة بعنف أو اللعب على الكرة بتهور، الكرة كانت في حوزة حارس المرمى، وطبيعي أن يكون لسان حال فهيم لعمر بعد المعرفة بالعقوبة (تحب تنضرب تاني والعقوبة هتكون أخف) لأننا الدولة الوحيدة في العالم التي تنزل بمستوى العقوبة وليس العكس. 3- ميدو ميدو ميدو ميدو ميدو له العديد من اللقطات النادرة في كرة القدم وفي نفس الموسم ولم يحصل في أي منها على أي بطاقة حمراء سواء بطريق مباشر أو عن طريق الإنذار الثاني، بل الغريب أنه كان يوجه اللوم سواء للحكام على منحه الإنذار أو للمنافسين بسبب تمثيلهم السقوط جراء ضرباته الهينة والخفيفة تجاه وجوه حراس المرمى بكوعه العالمي. تخيل أن ميدو يوجه اللوم للعقباوي حارس المقاولون على هذه الضربة التي كانت متعمدة والكرة فيها بعيدة تماما عن رأس ميدو، ليه كدة يا عقباوي إنت مش عارف إنك ممكن تنضرب برصاصة وتقوم طالما اللي ضربك ميدو، إنت تطول يا بني، بالمناسبة (ميدو حصل في هذه اللعبة على إنذار فقط). وبعدها بأسابيع قليلة نجد تدخل آخر (مشروع) جدا من ميدو حيث جلس على أحد لاعبي الجونة في سلوك رياضي مقبول جدا من لاعبي الزمالك بالنسبة للحكم ياسر عبد الرءوف المبتسم ولجنة المسابقات، إيه يعني تقعد على لاعب منافس مش أحسن ما تقعد على القهوة وأنت راجل رياضي. وفي لقاء ودي رفض ياسر عبد الرءوف، أو لنقل لم يجرؤ على منح ميدو ولو إنذار بعد اعتداء مباشر على محمد حليم وسحب حسام حسن اللاعب من المباراة بتغيير سريع وكأن الحكم لا يستطيع توجيه عقاب للاعب وهو في طريقه لمغادرة الملعب أو بعد مغادرته. والغريب أن لجنة المسابقات اتخذت قرارها في معاقبة عمرو فهيم بناء على شريط المباراة دون حصول اللاعب على بطاقات في لقاء الأهلي، إلا أنها رفضت تماما اللجوء لنفس الطريقة ضد أحمد حسام ميدو، ليه .. مش عارف، أو عامل فيها مش عارف مراعاة لشعور اتحاد الكرة ولجنة مسابقاته ومجاملاتها المفضوحة. 4- إبراهيم بيه صلاح (أنا ضربته ضربة واحدة بس لسة ليا كمان بونيتين طالما هنطرد): اعتدى إبراهيم صلاح لاعب وسط الزمالك اعتداء (في منطقة حساسة للغاية) على لاعب من الجونة وكانت عقوبته الإنذار، نكرر العقوبة كانت الإنذار، ولأن اللاعب كان قد حصل على إنذار أول فاضطر محمد عباس إلى طرده، وتخيل عزيزي القارئ أن اللاعب كان سيستمر في الملعب عقب هذا التصرف لولا حصوله على إنذار أول، وهي إحدى عجائب الكرة المصرية. إلا أن الغريب في الأمر هو موقف إبراهيم صلاح نفسه، فهو يعلم أنه اعتدى على اللاعب، وشاهد محمد عباس يمنحه إنذارا ثم بطاقة حمراء، وكل هذا لم يمنعه من محاولة استمرار الاعتداء والنرفزة غير المبررة من لاعب دولي يفترض به أن يكون قدوة، والأغرب هو قرار لجنة المسابقات بإيقاف اللاعب مباراة واحدة (وعلى عينهم طبعا) رغم أن اللائحة التي تم تطبيقها على تهويش فرانسيس تسببت في إيقافه 3 مباريات، وهي نفس اللائحة التي أوقف بسببها حسام عاشور لاعب وسط الأهلي 3 مباريات بعد الاعتداء بدون كرة على هاني سعيد في مباراة القمة الموسم الماضي 2-2، وأضف إليها إيقاف أحمد جعفر مهاجم الفريق مباراة واحدة بسبب البصق على لاعب من الجونة، رغم أنه عقوبة البصق إيقاف من 3-6 مباريات، والظاهر إن البصقة مكنتش مليانة بالقدر الكافي لتغليظ عقوبة الإيقاف. الكرة المصرية بحاجة إلى غربلة تامة على المستوى الإداري وأيضا على مستوى اللوائح الوهمية التي لا تجد من ينفذها ويتم تطبيقها حسب الأهواء، وليكن الاتحاد السعودي الشقيق قدوة، وهو الذي أصدر قرارا بهبوط الوحدة إلى الدرجة الثانية لتأخر اللاعبين في النزول إلى أرض الملعب في الشوط الثاني أمام فريق التعاون بالجولة الأخيرة الموسم الماضي، وهو ما أخل بمبدأ تكافؤ الفرص، وأعتقد أن هذا القرار يوضح لماذا تأهل الأخضر السعودي للمونديال 4 مرات في النسخ الخمسة الأخيرة.