لم يمر ظهور المشير محمد حسين طنطاوي متجولاً في وسط القاهرة ومرتدياً لأول مرة الزيّ المدني دون تعليقات ساخرة ومنتقدة على موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك". فبعد دقائق قليلة من بث التلفزيون المصري للقطات عبر برنامج "مباشر من مصر" تدفق النشطاء على الموقعين، وبينهم مشاهير من الكُتاب والفنانين. وعلى "فيسبوك" قالت إحدى الناشطات إن بدلة المشير التي ظهر بها تذكرها ببلوفر الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء السابق، والذي كان يظهر به دوماً في اجتماعاته ولقاءاته بالصحفيين والإعلاميين، وكان حينها هدفاً للجدل والكتابات الساخرة. وزعم النشطاء أن هذه الخطوة تهدف إلى "تلميع المشير" كمرشح لرئاسة الجمهورية، بعد أن يخلع زيه العسكري ويتقاعد من الجيش، وعلقوا بأن هذا العزم من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة سعي مرفوض للتمسك بالسلطة وتحايل على ما التزم به من تسليمها للسلطة المدنية المنتخبة. وفور بث الصور دشن نشطاء صفحة على "فيسبوك" يرفض مؤسسوها ما اعتبروه محاولات لتقديم المشير مرشحاً لرئاسة الجمهورية، وإعلاناً عن نية المجلس الأعلى للقوات المسلحة البقاء طويلاً. وعلى "تويتر" قالت ناشطة سمّت نفسها "أجندة" إنه "بنفس نظرية الزيارة المفاجئة للمسؤول المصري، المشير نازل يتمشى وبالصدفة كده قابل كل كاميرات وصحفيين البلد وقنوات التليفزيون المحلي". فيما علّق آخرون على اللقطات بأنها قديمة وتعود لفترة حكم مبارك. ومن جهته كتب الصحفي والسيناريست بلال فضل، عبر حسابه على تويتر: "هو مين اتفاجئ بالتاني المشير ولا كاميرا التليفزيون ولا البدلة؟". وكتب فضل أيضاً: "نهنئ المشير على البدلة الجديدة المدنية، وبالنسبة لموضوع أنه يصلح لقيادة البلاد نحب نقول له: إذا كنت تحب مصر حقاً انسى يا فندم"، مؤكداً في "تغريدة" أخرى: "السادة المستشارين من بتوع المشير النمرة غلط". كما قال فضل: "كان أولى بالمشير طنطاوي أن ينزل ليتفقد إمبابة والعشوائيات والأحياء الشعبية التي غاب فيها الأمن بسبب إصراره على عدم هيكلة وزارة الداخلية". ولكن من ناحية أخرى، يقول إبراهيم الملط على "تويتر" أيضاً: "أعتقد أن المشير أذكى من أن يرشح نفسه للرئاسة، هو نازل يكسب دعماً للجيش وليس لنفسه". وتساءل الفنان نبيل الحلفاوي، الذي نشط على "تويتر" في الأشهر الأخيرة بعد الثورة: "نفسي أعرف مين المستشار.. صاحب الفكرة العبقرية". ولكنه حذر قائلاً: "أرجو من كل المخلصين، لا تسمحوا باستغلال هذا الموقف للتصعيد الجمعة القادمة". لكن المخرج والسيناريست محمد دياب اختلف مع رؤية الحلفاوي، وقال: "نزول المشير باللبس المدني رسالة ليك وهو مستني إجابتك، موافق على الحكم العسكري ولا معترض؟ لو موافق يبقي متنزلش يوم الجمعة الجاية". ودعت قوى سياسية عديدة لمليونية يوم الجمعة المقبل بعنوان "جمعة لا للطوارئ"، تطالب بإنهاء حالة الطوارئ في البلاد، وإعلان جدول زمني لتسليم قيادة البلاد إلى الحكومة المدنية المنتخبة. أما وائل غنيم مؤسس صفحة "كلنا خالد سعيد" الذي يعتبره كثيرون من أطلق شرارة اندلاع ثورة 25 يناير، فكتب عبر حسابه على تويتر: "بالمناسبة، دي لم ولن تكون ثورة 52 يناير".