ستدير بولندا قريباً برنامج محاكاة تدريبياً إلكترونياً صمم في الولاياتالمتحدة لمساعدة المسئولين البارزين في مصر وتونس وليبيا على تعلم كيفية إدارة الدول لدى خوض تجربة التحول السياسي. وبرنامج الاحتياجات الاقتصادية الإستراتيجية والتدريب الأمني المعروف اختصاراً ببرنامج "سنس" طوره المعهد الأمريكي للتحليلات الدفاعية في فترة التسعينيات لمساعدة دول البلقان بعد حروب يوغوسلافيا السابقة. ويتيح البرنامج للمشاركين فيه خوض تجربة صنع القرار تحت ضغوط قوية ورؤية تأثيرات وتداعيات هذه القرارات في سيناريو عصري سريع التغيير. والبرنامج يضع في الحسبان التغييرات الاجتماعية والسياسية الداخلية والضغوط المتعلقة بالسياسات النقدية والمالية والعوامل الجيوسياسية مثل النزاعات الاقليمية والعقوبات. وبولندا التي خاضت تجربة التحول الجذري من الشيوعية إلى الديمقراطية في الفترة من عام 1989 وحتى عام 1991 تعمل بشكل وثيق مع مطوري البرنامج منذ عام 2006 وهي الآن مشغل ومعلم مفوض لنسخة البرنامج في أوروبا. وقال ادم كولاخ كبير سفراء الخارجية البولندية لشئون شمال افريقيا وسفير بولندا السابق في السعودية وليبيا حسب موقع "ميدل ايست أون لاين" إن هذا برنامج تدريبي يتيح محاكاة الكترونية لدولة كاملة تطبق اقتصاد السوق". وتابع أن البرنامج "مصمم لدول لم تستقر بعد وتقف على اعتاب تغييرات سياسية". وأضاف "يتضمن البرنامج كل العوامل الداخلية والخارجية التي قد تؤثر على عمل الدولة وإدارتها إستراتيجيا وكيفية الحفاظ على الاستقرار والتعاطي مع الضغوط الاجتماعية وكيفية إدارة الاقتصاد". وسيجري تنظيم تدريب مدته اسبوع واحد لمسئولين تونسيين في وقت لاحق هذا العام يعقبه تدريب آخر لمسئولين مصريين. وتجري مناقشات مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لإجراء تدريب في بولندا قريبا يشمل ما يصل إلى 50 مسئولاً. وقال كولاخ الذي عمل مستشاراً دبلوماسياً في ليبيا من عام 1993 إلى عام 1999 وسفيراً لدى السعودية من 2004 إلى 2010 "يعرفون بأمر البرنامج وهم حريصون على المشاركة لكن عليهم أيضا أن ينتهوا أولا من المهمة الأساسية على الأرض". وأضاف "من العناصر المهمة بالنسبة لليبيا تعلم كيفية التعامل مع الدعم الخارجي وكيفية استخدام الاموال الموضوعة تحت تصرفها. ليبيا ليست بحاجة للاعتماد على المساعدة الأجنبية لكنها تحتاج لبناء دولة من لا شيء". ومضى قائلاً "هناك دولة لكنها تفتقر لمقومات أساسية كثيرة جدا ولآلية. انه نظام بلا نظام". ومنذ عام 2006 ادارت بولندا البرنامج في مجموعة من الدول في شرق أوروبا ووسط آسيا من ضمنها مولدوفا وروسيا البيضاء وأوكرانيا وجورجيا وصربيا وأفغانستان وأذربيجان.