لم يلبث يوم الجمعة الماضية، التي أطلق عليها البعض "ثورة الغضب الثانية"، يمر على خير حتى فوجئ الجميع بواقعة تعرض الفنانة شريهان للتحرش من جانب بعض الشخصيات المندسة وسط المتظاهرين. حيث قامت هذه العناصر المشبوهة بالتقرب من شريهان، أثناء خروجها من الميدان، طالبين منها ان يلتقطوا صوراً تذكارية معها، وهو ما وافقت عليه الفنانة، إلا ان الأمر تحول في ثانية واحده عندما قام هؤلاء الأشخاص بالتدافع عليها بقوة شديدة وهو ما كاد يتسبب في إسقاطها أرضاً. وفوراً تدخل عدد كبير من المتظاهرين لإحاطة شريهان لإنقاذها من هذا الموقف السيئ والمعيب في حق هذا المكان الذي شهد سقوط شهداء الثورة، ونجح المتظاهرون في إبعاد المتحرشين صائحين بهم "انتو مصريين"، لحثهم على الابتعاد. ونتيجة التدافع والازدحام كادت شريهان أن تتعرض للإغماء، إلا ان المتظاهرين أوصلوها إلى الخارج حتى تتمالك أعصابها، ونجحوا في توصيلها إلى منزلها بالمنصورية. وفور انتشار الخبر على صفحات الانترنت، تباينت آراء متصفحي الفيس بوك بين مؤيدي الرئيس السابق محمد حسني مبارك، الذين تناولوا الأمر بشماتة كبيره للغاية، انعكست على تعليقاتهم التي كان أبرزها : "للعلم، أتحدي ميدان التحرير إننا لو نزلنا الميدان يحصل منا كده، احنا ولاد أصول مش زي العصابة اللي عايزة تخرب البلد"...."ههههههههه، هى دى ثورتكم، أحسن مش نزلت معاهم تطالب بإعدام الريس، اشربي بقى". وعلى الجانب الآخر نظمت مجموعة كبيرة من صفحات الفيس بوك المؤيدة للثورة، حملت اعتذار لشيريهان أطلقوا عليها "أحنا آسفين يا شريهان"، واجتمعت هذه الصفحات على ان هذه الواقعة لا تمثل ثوار التحرير بالمرة وإنما تعبر عن القلة المندسة التي تحاول تخريب أي عمل يقوم به الثوار المصريون. ومن أبرز التعليقات المتعاطفة مع شريهان: "لا يهمك يا شريهان ..حقك علينا كلنا .. كفاية عليكي حبنا ليكي .. انتي ياما عديتي أزمات و أحزان أكبر من كده عايزين دايما تفضل الابتسامة الحلوة دي علي وشك .. ربنا يكرمك و يتم شفاكي و يبعد عنك كل سوء .. بنحبك". كذلك تعليق سارة أنا الذي جاء فيه: "دايما بنتعلم منك قوة الإرادة و الشجاعة انتِ دايما جدعة و اجدع من 100 راجل بنحبك جدا ربنا يتمم شفاكِ على خير و يا رب نطمن عليكِ قريب يا اجمل انسانة و متزعليش ابدا احنا اسفين يا حبيبة الملايين". جدير بالذكر ان بعض الشخصيات السياسية والاجتماعية توجهوا أمس إلى منزل شيريهان بالمنصورية لتقديم اعتذار جماعي لها عما تعرضت له يوم الجمعه الماضية، وكان من بين الزائرين المستشار هشام البسطويسى المرشح لرئاسة الجمهورية ورئيس تحرير صحيفة الفجر عادل حمودة والناشط السياسي جورج إسحاق ومجموعة من ائتلاف شباب ثورة 25 يناير وحركة 6 أبريل.