تونس:- من المنتظر أن تمثل اليوم الثلاثاء الشرطية فادية الحمدي التي صفعت الشاب التونسي محمد البوعزيزي، أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بسيدي بوزيد للنطق بالحكم الخاص بقضيتها التي كانت الشرارة الأولى لاندلاع ثورة تونس. وتواجه فادية تهمتي الاعتداء على مواطن أثناء مباشرته وظيفته والقذف العلني. ويقول ذوو فادية إن ظروفها النفسية والصحية حرجة للغاية وذلك نتيجة الإضراب المفتوح عن الطعام الذي بدأته منذ 15 مارس الماضي أولا ونتيجة الانهيار العصبي الذي أصابها في بداية الشهر الجاري ثانيا. وأكدوا أن حالة فادية "تصعب على الجميع، فجسمها نحل بشكل ملحوظ وترتعش بشكل كبير وهي متوترة للغاية وغير مستوعبة لما يجري حولها". كما ترى أختها الصغرى أن قضية فادية أصبحت قضية رأي عام وأن أختها "بريئة"، فهي معروفة "بدماثة أخلاقها وطيبتها وحسن معاملتها وكل أهالي المكناسي وسيدي بوزيد يشهدون لها بذلك". وتضيف الشقيقة أن فادية تمتاز عن بقية أخواتها الخمسة بسعة صدرها وحفاوتها بالآخرين ما أكسبها شعبية كبيرة لدى الاهالي، وهو ما يفسر تعاطفهم غير المسبوق مع عائلتها ودعاءهم لها بالخروج براءة. روايات متناقضة وبالعودة إلى يوم الواقعة وحسب الرواية التي تم تداولها إبان الاحتجاجات الشعبية في سيدي بوزيد فإن الشرطية فادية الحمدي كانت ظلمت الشاب محمد البوعزيزي وأهانته ما دفعه الى إضرام النار في جسده. ولكن هناك رواية مغايرة شاعت لاحقا وتؤكد أن الشرطية المذكورة لم تقم إلا بما هو مطلوب منها وفي نطاق عملها وأن البوعزيزي اختلف معها وأسمعها كلاما منافيا للأخلاق، وهو ما جعلها تستنجد بزميلين لها هما اللذان تشاجرا معه وأن يديها بريئتان من صفعه. هذا ما يؤكده ويصر عليه والدها الطاهر الحمدي، فهو يرى أن ابنته لم تصفع الراحل محمد البوعزيزي ولم تهنه بل هو الذي أسمعها كلاما "لا يجرؤ حتى على إعادته"، كما أنه "قام بجرح يدها عندما حاول استرجاع بضاعته بالعنف"، على حد قوله. ويضيف أن اعتقال ابنته تم على مرحلتين: الأولى كانت بعد زيارة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي للبوعزيزي في المستشفى واستقبال والدته في القصر الرئاسي، ثم أطلق سراحها مع معاونيها بعد فترة وجيزة "عقب انتهاء التحقيق و ثبوت براءتهم". أما التوقيف الثاني فكان استجابة لمطالب المتظاهرين إذ تم اقتياد فادية لإرضائهم وإخماد احتجاجاتهم. يشار إلى أن الشرطية فادية الحمدي آنسة وتبلغ من العمر 45 عاما (من مواليد 1965) وهي الرابعة في ترتيبها ضمن 7 أشقاء وتعمل شرطية منذ عام 2000 وتتقاضى شهريا 450 دولارا. المصدر: موقع "العربية"