تصوّر الكثيرون -وأنا منهم- أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس المخلوع حسني مبارك يوم 10 فبراير الماضي، وكاد يصيب به نصف المصريين بالشلل، والنصف الآخر بالعته المنغولي، هو آخر ما سوف يشنّف به آذننا من بالغ حكمته ودُرر عظمته، التي "هرانا" بها طوال ثلاثين عاما عجافا، لتأتي المفاجأة الصادمة اليوم، بينما لا أحد من الشعب يأخذ حذره، أو يقف وراء ساتر، أو يُبيّت سوء نية على الإطلاق، وإذ بصوته الرتيب ونبراته المتعالية المتغطرسة المعتادة تخترق الأثير من حولنا، محمولة على ترددات قناة العربية، لتقول العجب العجاب!!! فمثل العنقاء التي لا تلبث أن تنهض من رمادها، وبعد شائعات المرض والكساح والغيبوبة، خرج علينا مبارك بخطاب لا يقل عن أيٍ من خطاباته السابقة حرقا للدم واستخفافا بعقول الملايين التي لم تعد ترغب في سماع صوته، أو رؤيته.. إلا محبوسا وهو يحاكم محاكمة عادلة.. ويعدم! خرج مبارك ليُلقي بحيّة جديدة من جِراب حيَّاته، لتلقف ما بقي من ثقة بين الجيش والشعب، مستغلا علامات الاستفهام الكثيرة التي بدأت تتطاير هنا وهناك مع طلعة كل يوم لا يتخذ فيه المجلس العسكري المزيد من الخطوات الحاسمة للانتصار للثورة وتحقيق مطالبها العادلة! خرج مبارك ليُحرج المجلس العسكري، الذي يعتقد الجميع أنه يحميه، ويُوحي -بخبث واضح- بأن ثمة صفقة بينهما، نضجت وحان قطافها، و"الحدق يفهم"!!! خرج، ليدَخل الشعب كله من بعده في جدل وصراع واشتباك، كما هي سمة خطاباته الأخيرة كلها، وعادته الأثيرة! والطريف أنه لم يحاول بكلام مرسل ودون دليل أن ينفي تهمة التربح والكسب غير المشروع عنه وعن أسرته فقط، ولكنه أيضا "هدد"كل من تطاول عليه وخاض في ذمته المالية -اللي طلعت أنضف من الصيني- بالمقاضاة والملاحقة!! وفور أن انتهت الكلمة التي اعتبرها الكثيرون محاولة قتل صريح من رئيس سابق لشعبه، انهالت التعليقات على شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، والتي نكتفي بها تعليقا على هذه الفاجعة الجديدة، في انتظار رد حاسم وشافٍ من المجلس العسكري. "حلوة قوي الإقامة الجبرية دي اللي شاملة الفيلا والبيسين والحرس والإدلاء بحوارات لقنوات عربية، ومعتش ناقص غير إنهم يجيبوا له دي في دي!" "الرئيس فعلا موحد الأديان، لأنه كفر الشعب كله" "مرة شعب بيسأل رئيس مخلوع: عندك فلوس؟ قالهم ماعنديش وهو عنده جوه". "بتستعماني يا هرم؟؟؟" "أنا واثق إنهم ما أذاعوش فيديو مبارك وهو بيغيظنا بنضافته ونضافة أمه، واكتفوا بصوته بس، عشان كان بيطلع لنا لسانه فيه" "خطاب مبارك اليوم بالذات خطة لإفشال حركة مقاطعة الفيس بوك اليوم، احتجاجا على حذف الفيس بوك لصفحات تخص الانتفاضة الفلسطينية، يعني برضه لما بيظهر ظهروا عابرا بيبقى بيساعد إسرائيل!" "مبارك: ولقد أصيب جمال وعلاء في مناطق حساسة، بطلقات رصاص مطاطية بتوجع خالص، وعيطوا جدا بسبب القنابل المسيلة للدموع،عندما كانا يشاركان شباب الثورة المجيدة، وبالمرة يهربان كم حتة آثار من المتحف المصري." "مبارك: ولقد كنت مؤيدا للثورة منذ أول يوم، وتواجدت في ميدان التحرير منذ يوم الخامس والعشرين من يناير، لكنني كنت أرتدي النقاب، خوفا من سوزان" "معنى كلمة مبارك إن الدفاتر بتاعته وبتاعة جيمي اتستفت خلاص، وبالتالي مفيش مانع من المثول للمحاكمة لاستكمال ديكورات التغيير، وبعد التحقيقات النزيهة النزيهة هنطلع إحنا اللي علينا ليه فلوس في الآخر، ومرتضى منصور يطلع سيديهات الشعب كله بقى، ويجرجرنا في المحاكم نفر نفر ..زنجا..زنجا..بيت بيت.. حارة حارة..عااااااااااااااااا" "حسني مبارك: وآدي دقني أهي لو طولتوا مني مليم يا ولاد ال................. شعب" "يموت الريس .. ولسانه بيلعب"