القاهرة : - تحدث يومياً زلازل صغيرة فى البحر المتوسط وجزيرة كريت وقبرص واليونان والبحر الأحمر وخليجى العقبة والسويس ويشعر بها ويسجلها المعهد .. لكن لا يشعر بها الناس فى مصر .. هكذا تحدث الدكتور أبو العلا أمين رئيس قسم علم الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية . فبعد ان تعرضت مصر اول امس لهزة أرضية بقوة 5,8 درجة بمقياس ريختر مركزه جزيرة كريت باليونان وعمقه 75 متراً من سطح الأرض ، ثارت عدة تساؤلات : ماذا بعد .. وهل ننتظر توابع لهذا الزلزال ؟! وهل توجد أية علاقة - علمياً - بين زلزال اول امس والكارثة التى تعرضت لها اليابان فى الشهر الماضي ؟! .. هذه التساؤلات اجاب عنها الدكتور ابو العلا فى حواره مع جريدة الاهرام .. والى تفاصيله : ما خطورة الزلزال الذى حدث اول من امس ؟ لا خطورة من هذا الزلزال ، وسوف تكون له عدة توابع نظراً لقوته وستستمر لعدة أيام حتى تتلاشى فى القوة ، وبالنسبة لمقياس ريختر فعندما تحدث زلازل قوتها أكثر من 7 درجات تعتبر " عملاقة " .. وأقل من 7 درجات " كبيرة " .. وأقل من 5 درجات " متوسطة " وأقل من درجات 3 درجات تعتبر " صغيرة جداً " ، ولا يوجد مكان على وجه الأرض فى مأمن من الزلازل لكن يختلف مكان وعدد وقوة الزلزال على حسب التركيب الجيولولجى لسطح أرض كل منطقة ، وعلم الزلازل لا يعلم متى يحدث الزلزال .. إنما هناك محاولة لتخفيف الأخطار ، ومن المستحيل أن يحدث زلزال عملاق فى مصر لأن الطبيعة الجيولوجية فى مصر مختلفة والنشاط الزلزالى فى مصر من النوع المتوسط الذى يكون تأثيرة ضئيل. نفهم من ذلك صعوبة أن يتكرر ما حدث باليابان فى مصر ؟! مصر بعيدة عن الأحزمه الزلزالية العملاقة خاصة حزام المحيط الهادى والذى يضم اليابان, سواحل روسياالشرقية, أندونيسيا, الفلبين , وحزام المحيط الأطلنطى , وحزام غرب الأمريكتين, وحزام جبال الهملايا ويضم الصين, الهند, افغانستان, باكستان, إيران, العراق, وحزام جبال زاجروس يضم ايطاليا وسواحل المغرب, وحزام جبال الألب ويضم جنوب غرب أوروبا ويمتد حتى تركيا, وحزام شرق أفريقيا الذى يمر بكل دول البحر الأحمر ويتجه شمالاً حتى تركيا ويمر بالبحر الميت ثم بخليج العقبة . ولكننا سمعنا عن مد بحرى نتيجة الزلزال .. فما مدى خطورته؟ أى زلزال فى بحر أو محيط أو نهر تنتج عنه موجات مد بحرى ، لكن طبيعة البحر المتوسط والبحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة يتولد عنهم موجات مد بحرى لكن تأثيرها ضئيلة وتختلف عن المحيط الهادى ، فزلزال اليابان لو حدث فى عمق 200 أو 300 أو 700 كيلو متر تحت سطح الأرض كان تأثير موجات المد البحرى سيكون ضئيلاً جداً ، وسبب الدمار الشديد الذى حدث فى الزلزال الأخير فى اليابان ليس بسبب الموجات الزلزالية إنما بسبب أن عمقه 24 كيلو متر تحت سطح المحيط .. وبالتالى تسبب فى موجات مد بحرى قوية التى لولاها ما كان الزلزال سيسبب كل هذه الخسائر. ببساطة .. كيف يحدث الزلزال ؟ الصخور التى فى باطن الأرض تتصادم فى بعضها وتدخل فى طبقات الأرض وتغوص تحتها ونتيجة هذا التصادم يحدث إنصهار للصخور فتتكون جزر جديدة وتتلاشى جزر قديمة ، ومن الطبيعى أن يحدث الزلزال لأن الطاقة تتجمع فى باطن الأرض .. ومن لطف الله علينا أن جعل الزلازل المتنفس الحقيقى للطاقة والضغط الذى يحدث فى باطن الأرض ، فلو ظلت هذه الطاقة متجمعة كان سيحدث أن تنفجر مرة واحدة وتدمر الكرة الأرضية مثل الكواكب والنجوم الأخرى التى تتلاشى ، وكلما حدثت زلازل عادت الأرض للأستقرار ولن تتجمع الطاقة إلا بعد فترة طويلة ، وتحدث يومياً زلازل صغيرة فى البحر المتوسط وجزيرة كريت وقبرص واليونان والبحر الأحمر وخليجى العقبة والسويس ويشعر بها ويسجلها المعهد .. لكن لا يشعر بها الناس فى مصر. الإزاحة التى حدثت فى محور الأرض بسبب زلزال اليابان .. هل لها أى تأثير فى المستقبل على الكرة الأرضية؟ أى زلزال ينتج عنه إزاحة فى موقع الزلزال ويقال أنه فى زلزال اليابان محور الأرض تغير حوالى 10 سم لأنه زلزال عملاق وصل إلي 8,9 بمقياس ريختر ونتجت عنه زلزلة فى الكرة الأرضية كلها وأستمرت لمدة 24 ساعة ، ولكن هذا لا يؤكد أن محور الأرض تغير بالفعل لأن محور الأرض لا يتغير إلا كل مئات الآلاف من السنين ، وما يمكن أن يحدث فى هذه الحاله هو تكون جزر فى مكان الزلزال. وماذا عن توابع الزلزال الذى حدث بالأمس في مصر ؟! لابد أن تكون له توابع لفترة على حسب قوته .. فمثلاً زلزال أكتوبر 92 أستمرت توابعه 6 أشهر .
