"الشعب خلاص أسقط النظام!!" هكذا صرخ بسعادة وصدق كل المصريين في شوارع محافظات مصر المختلفة يوم 11 فبراير الماضي أثناء احتفالهم بتخلّي الرئيس السابق مبارك عن منصب رئيس الجمهورية كما أعلن البيان الذي ألقاه السيد عمر سليمان. ولكن الهتافات الثورية المختلفة لم تكن في الشوارع فقط، بل كانت أيضا على صفحات الإنترنت والشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر، وذلك منذ اليوم الأول لثورة الخامس والعشرين من يناير. وقد رأى الكثيرون أن الإنترنت والمواقع الاجتماعية كانت هي السلاح الفعال وغير التقليدي الذي استخدمه ثوار مصر، حيث تحول الكثيرون منهم إلى صحفيين ومراسلين ينشرون بشكل فوري على الإنترنت كل جديد يطرأ في الشوارع والميادين المصرية التي تضج بالثورة بمجرد حدوثه، وذلك في رسائل موجزة ومعبرة بالعربية أو الإنجليزية كما رأينا على تويتر على سبيل المثال. فالمواقع الاجتماعية لم تكن المفجر الرئيسي للثورة، لكنها لعبت أدوارا محورية فيها، مثل تسريع حركة نقل الأخبار والصور من أرض الحدث لتصل إلى جميع أنحاء العالم في نفس اللحظة، وتقوية الروابط والاتصالات بين فئات الشعب المختلفة وبصفة خاصة الشباب الذين شاركوا في هذه الثورة الشعبية الشاملة والعظيمة، وكذلك نقل ردود أفعال المصريين واحتجاجاتهم أولا بأول على تصرفات النظام السابق المستفزة وإصراره على التمسك بالسلطة بكل الوسائل. ومن خلال متابعة الرسائل المختلفة التي نشرها المصريون على تويتر طوال أيام الثورة، استمع العالم بأسره إلى صوت الديموقراطية والحرية الوليد في بلدنا الثائر، وانتقل صوت ميدان التحرير ليجلجل في كل أركان الأرض. وفي محاولة لتوثيق المشاعر العفوية والصادقة التي عبر بها المصريون عن أنفسهم من خلال رسائل قصيرة على تويتر من 25 يناير وحتى 11 فبراير الماضي، قررت إحدى دور النشر الأمريكية إصدار كتاب بعنوان "Tweets From Tahrir" أو "تدوينات على تويتر من ميدان التحرير"، بحيث يضم بين دفتيه تجميعا للرسائل التي نشرها المصريون على هذا الموقع الاجتماعي طوال الثورة، وبشكل متسلسل يروي أحداث ثورة المصريين على لسان من قاموا بها من أبنائها الشجعان والمتحضرين والسلميين. من المقرر طرح هذا الكتاب في الأسواق الأمريكية في 21 أبريل المقبل بسعر 12 دولارا، على أن تصدر منه كذلك نسخة إلكترونية بسعر 10 دولارات.