طالب عشرات الآلاف من اللبنانيين من أنصار قوى 14 آذار بنزع سلاح حزب الله، وذلك خلال تجمع حاشد وسط العاصمة بيروت في الذكرى السادسة ل"انتفاضة الاستقلال" التي تلت اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وهتف المتجمعون الذين غصت بهم ساحة الشهداء في وسط العاصمة وامتلأت بهم الطرق المؤدية إليها، "الشعب يريد إسقاط السلاح"، مستعيدين شعار الثورات العربية، فيما ارتفعت لافتات حملوها أو علقوها في كل أنحاء الساحة كتب عليها "لا لدكتاتورية السلاح"، "لا لوصاية السلاح"، "لا للاغتيال". وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، في خطاب حماسي تجاوب معه الجمع بالتصفيق والهتافات، انه بات "من المستحيل" القبول ب"وصاية خارجية" جديدة على لبنان أو ب"وصاية سلاح" حزب الله "لحساب الخارج". وقال الحريري في ذكرى انطلاق الانتفاضة الشعبية التي ساهمت في خروج سوريا من لبنان في2005 بعد حوالي 30 سنة من التواجد العسكري والنفوذ السياسي، "من المستحيل لأحد منا أن يقبل للبنان أن يقع تحت أي وصاية مجددا إن كانت وصاية من الخارج، أو وصاية السلاح من الداخل... لحساب الخارج". وأضاف الحريري متوجها إلى أنصاره "في هذه الساحة أجبتم: لبنان لا يموت، وأحلامنا لن تموت، ومطالبنا ستتحقق: لقد أنجزتم السيادة والاستقلال، وأنجزتم المحكمة الدولية، بقي علينا...أن ننجز الحرية!"، متابعا "لا حرية لشعب دولته خاضعة، ودستوره وأمنه واقتصاده ومستقبله... خاضع لغلبة السلاح، وقراره رهينة لمن يتحكم بالسلاح". وأوضح الحريري "نحن نطلب دولة، نحن نطلب دولة لا يحمل غيرها السلاح، وهذا ليس مستحيلا. نحن نطلب دولة لا يوجد فيها مواطن درجة أولى، يحمل سلاحه ليستعمله عندما يخطر في باله، ومواطن درجة ثانية يضع يده على قلبه، وقلبه على أولاده، وأولاده على سفر، والسفر مشروعه ومستقبله الوحيد". وجاء المهرجان الشعبي وسط تصعيد سياسي ارتفعت وتيرته خلال الأسابيع الماضية بعد سقوط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري في 12 يناير/كانون الثاني بضغط من حزب الله وحلفائه، على خلفية انقسام حاد حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري التي يتوقع أن توجه الاتهام في الجريمة إلى حزب الله. وتتهم قوى14 آذار حزب الله ب"تنفيذ انقلاب" تقول إنه يتمثل في "ترهيب عدد من النواب لدفعهم إلى تغيير مواقعهم" وان هذا نقل الأكثرية النيابية إلى حزب الله وحلفائه بعد سقوط الحكومة. وقال رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل الذي ارتفعت صورة نجله بيار الذي اغتيل العام2006 إلى جانب صور شخصيات أخرى قتلت بين2005 و2008 في الساحة "يريدون أن يحولوا لبنان من دولة القانون إلى دولة تواجه كل القوانين الدولية". وشدد الحريري على أن "كل هم حزب الله لاهاي، حتى ينتصر على المحكمة الدولية، وقد نسي إسرائيل ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، الأراضي التي يطالب لبنان بانسحاب إسرائيل منها والخط الأزرق.. كلها وضعها جانبا ولا يهمه إلا السيطرة على الداخل". وتابع "هم الانقلاب ونحن الثورة. نحن لا نخاف السلاح، إنما نخاف من دولة السلاح". يذكر أن حزب الله هو القوة اللبنانية الوحيدة التي احتفظت بسلاحها بعد انتهاء الحرب الأهلية. وتحمل قوى14 آذار الحزب مسؤولية عدد كبير من الأحداث الأمنية وتعطيل مؤسسات الدولة خلال السنوات الماضية، لاسيما أحداث السابع من مايو/أيار التي اجتاح خلالها حزب الله معظم شوارع غرب بيروت خلال معارك بين أنصاره وأنصار سعد الحريري. وقتل رفيق الحريري مع22 شخصا آخرين في عملية تفجير في بيروت، فيما قتلت 10 شخصيات سياسية وإعلامية وأمنية بين 2005 و2008.