برلين:- قدم وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسوجوتنبرج استقالته من منصبه الحكومي ومن كافة مسئولياته السياسية والحزبية بسبب تصاعد حدة الانتقادات التي وجهت له، بعد الكشف عن فضيحة نسخه فقرات كثيرة من رسائل أكاديمية ومقالات صحفية في رسالة دكتوراة حصل عليها عام 2009 دون الإشارة إلى مصدر الاقتباس. ووفقا لما ذكرته مجلة "دير شبيجل" على موقعها الإلكتروني، فقد ذكر تسوجوتنبرج في خطاب استقالته إلى المستشارة أنجيلا ميركل أن الضغوط التي تعرض لها طوال الأيام الماضية فاقت قدرته على التحمل. وحظي الوزير المستقيل -وهو عضو قيادي في الحزب المسيحي الاجتماعي الحاكم بولاية بافاريا الجنوبية- بشعبية كبيرة بين المواطنين الألمان، وكان ينظر إليه كمرشح مرجح لمنصب مستشار ألمانيا في المرحلة المقبلة. ويتوقع معظم المراقبين السياسيين الألمان أن تكون لتلك الاستقالة تداعيات وخيمة على مستقبل حكومة ميركل التي تواجه أصلا أوضاعا سياسية حرجة. وكانت ميركل قد أكدت بعد انكشاف الفضيحة تمسكها بالأخير في منصب وزير الدفاع، وردت على مطالب أحزاب المعارضة بإقالته، قائلة إنها اختارته لمنصبه كسياسي وليس كباحث علمي. جامعة بايروث سحبت اعترافها برسالة الدكتوراة وكشف أحد الباحثين الأكاديميين أن وزير الدفاع الألماني المستقيل نسخ فقرات كاملة من رسائل علمية ومقالات صحفية ونسبها إلى نفسه في رسالته للدكتوراة التي حصل عليها من جامعة بايروث جنوبي ألمانيا. وزاد باحث ألماني آخر على هذه الاتهامات قائلا إن تسوجوتنبرج بدأ وضع لقب دكتور بجوار اسمه عام 2007، أي قبل عامين من حصوله على شهادة الدكتوراة. وسخر وزير الدفاع الألماني في البداية من الاتهام الموجه إليه وتخلى مؤقتا عن استخدام لقب دكتور، غير أنه ما لبث أن أعلن تخليه عن اللقب نهائيا واعترف بأنه نسخ عن غير عمد فقرات من تأليف آخرين، وذلك تحت تأثير ضغوط أسرية ووظيفية. وقد أعلنت جامعة بايروث سحب اعترافها برسالة الدكتوراة التي منحتها لتسوجوتنبرج، ووصفه الأستاذ المشرف على الرسالة بالكذب والخداع.