جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤكد فشله في اعتراض صاروخ اليمن وسقوطه بمحيط مطار تل أبيب    مينا مسعود يحضر العرض المسرحي في يوم وليلة ويشيد به    رئيس وزراء أستراليا المنتخب: الشعب صوت لصالح الوحدة بدلا من الانقسام    وزير الصحة يوقع مذكرة تفاهم مع نظريه السعودي للتعاون في عدد من المجالات الصحية الهامة لمواطني البلدين    تعاون مشترك بين الهيئة العربية وXGY الصينية في تصنيع الرنين المغناطيسي    مصر تدشن مشروعًا وطنيًا لتصنيع أكياس وقرب الدم بالشراكة مع اليابان.. استثمارات ب1.4 مليار جنيه في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس    طفل مصري يحصد المركز الأول عالميًا في تكنولوجيا المعلومات ويتأهل لمنافسات الابتكار بأمريكا    الصحفيون المصريون يتوافدون فى يوم عرسهم لإجراء انتخابات التجديد النصفى    كامل الوزير عن أزمة بلبن: تلقيت توجيهات من الرئيس السيسي بحل المشكلة بسرعة    كامل الوزير: هجمة من المصانع الصينية والتركية على مصر.. وإنشاء مدينتين للنسيج في الفيوم والمنيا    كامل الوزير: 2700 قطعة أرض صناعية خُصصت عبر المنصة الرقمية.. وأصدرنا 1439 رخصة بناء    الرئيس السيسي يشهد احتفالية عيد العمال بالسويس    وزير الإسكان يتابع تنفيذ المشروعات التنموية بمدينة السويس الجديدة    قفزة مفاجئة في أسعار الذهب اليوم في مصر: شوف وصل كام    روسيا تحث أوبك+ على المساهمة بشكل متكافئ في توازن العرض والطلب    النواب عن تعديلات الإيجار القديم: مش هنطرد حد من الشقة والورثة يشوفوا شقة بره    حقيقة خروج المتهم في قضية ياسين من السجن بسبب حالته الصحية    السيسي يوجه الحكومة بالانتهاء من إعداد مشروع قانون العمالة المنزلية    حزب الله يدين الاعتداء الإسرائيلي على سوريا    سوريا: قصف الاحتلال الإسرائيلي للقصر الرئاسي تصعيد خطير وسعي لزعزعة استقرار البلاد    مصر : السياسات الإسرائيلية تستهدف تقويض الوضع الإنساني بغزة وتؤجج الوضع الإقليمي    ترامب لا يستبعد حدوث ركود اقتصادي لفترة قصيرة في أمريكا    رئيس الوزراء يُشارك في حفل تنصيب الرئيس الجابوني بريس نجيما    مكتب نتنياهو: لم نرفض المقترح المصري بشأن غزة وحماس هي العقبة    تمهيدا للرحيل.. نجم الأهلي يفاجئ الإدارة برسالة حاسمة    الأهلي سيتعاقد مع جوميز ويعلن في هذا التوقيت.. نجم الزمالك السابق يكشف    إنتر ميلان يواصل مطاردة نابولي بالفوز على فيرونا بالكالتشيو    نادي الهلال السعودي يقيل مدربه البرتغالي.. ويكشف عن بديله المؤقت    رسميًا.. الأهلي السعودي بطلًا لدوري أبطال آسيا    الإسماعيلي يطالب بإعادة مباراة سموحة وسماع تسجيل الفار    بورنموث يحقق مفاجأة بالفوز على آرسنال بهدفين    مصر تحصد 11 ميدالية في البطولة الأفريقية للسباحة بالقاهرة    طقس اليوم الأحد.. موجة أمطار تضرب القاهرة وباقي المحافظات    الشرطة الألمانية تلاحق مشاركي حفل زفاف رقصوا على الطريق السريع بتهمة تعطيل السير    «إدمان السوشيال ميديا .. آفة العصر».. الأوقاف تصدر العدد السابع من مجلة وقاية    مصرع شخص وإصابة 6 في انقلاب سيارة على الطريق الصحراوي بأسوان    ضبط 39.9 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    الأرصاد الجوية تحذر: أجواء شتوية وأمطار رعدية حتى الأحد    توجيه وزاري باتخاذ الإجراءات العاجلة لاحتواء تلوث بترولي قرب مدينة أبورديس    سبب حريق الأتوبيس الترددي علي الطريق الدائري| المعاينة الأولية تكشف    الدكتور عبد الحليم قنديل يكتب عن : ردا على غارات تزوير عبدالناصر    كامل الوزير: البنية التحتية شرايين حياة الدولة.. والناس فهمت أهمية استثمار 2 تريليون جنيه    50 موسيقيًا يجتمعون في احتفالية اليوم العالمي للجاز على مسرح تياترو    تامر حسني ينعى المنتج الراحل وليد مصطفى برسالة مؤثرة على إنستجرام    الرئيس السيسي يتابع مستجدات مشروع تطوير محطة «الزهراء» للخيول العربية    كشف أثري جديد عن بقايا تحصينات عسكرية ووحدات سكنية للجنود بسيناء    ابجد ..بقلم : صالح علي الجبري    قصة قصيرة بعنوان / صابر..بقلم : محمد علي ابراهيم الجبير    الأوقاف تحذر من وهم أمان السجائر الإلكترونية: سُمّ مغلف بنكهة مانجا    " قلب سليم " ..شعر / منصور عياد    أزهري يكشف: ثلاثة أماكن في المنزل تسكنها الشياطين.. فاحذر منها    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : هيّا معا نفر إلى الله ?!    "ماتت من كنا نكرمك لأجلها".. انتبه لخطأ كبير في هذه العبارة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المعركة لازالت مستمرة?!    رسميًا| خالد البلشي نقيب للصحفيين لفترة ثانية والمسلماني يهنئ    عاجل| موعد امتحانات الشهادة الإعدادية 2025 في الجيزة    فحص 700 حالة ضمن قافلتين طبيتين بمركزي الدلنجات وأبو المطامير في البحيرة    الصحة: العقبة الأكبر لمنظومة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة ضعف الوعي ونقص عدد المتبرعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد سيناريو الإخوان.. الثورة الفرنسية والمصرية وإسرائيل
نشر في جود نيوز يوم 23 - 02 - 2011

أرجو منك قراءة المقال حتى نهايته وأن تستمع إلى نصيحتي بالإطلاع قبل أن تصدر حكماً على الموضوع وتقذفني باتهامات جديدة.
قلت في المقال السابق إن جماعة الإخوان المسلمين هي من أسقط نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، ورغم بشاعة الردود التي قرأتها لكن يجب أن تعترف أنني جعلتك تقرأ المقال حتى آخره ما يعني أنك فكرت ودارت الفكرة في خيالك لكنها اصطدمت في النهاية بواقع ترفض أن تنظر إليه بطريقتي فقررت الهروب وفضلت الاحتجاج فبادرت بإهانتي لتغلق عليّ جميع الأبواب وتكمم فمي وتصرخ في وجهي "لا تكمل".
خلصت في المقال السابق إلى أن الإخوان هم من أسقط مبارك وقلت أيضا إن الجماعة لم تنزل الساحة قبل جمعة الغضب 28 يناير وإن كان بعض الأعضاء شاركوا فرادى بلا تنظيم أو عموم أو خطط في الأيام الثلاثة الأولى للثورة (الثلاثاء والأربعاء والخميس)، وهذا يعني أن الإخوان استغلوا حالة عدم الاستقرار فلاحت لهم السلطة فهبوا عازمين وهو حقهم في النهاية لأن مبارك أفقد شرعية سلطته بديكتاتورية نظامه، ولكن غير الشرعي هو المنهج وقاعدة "الغاية تبرر الوسيلة".
إذن الإخوان لم يبدأوا ولكنهم كانوا أفضل من نزل إلى الساحة وأكثرهم قوة وعددا فحق لهم الغلبة وتحققت الأفضلية وأصبحوا قادرين على الإشارة بسلاح الشعب أمام فوهات الدبابات، فتفاوض معهم راكب الدبابة فوضعت الجماعة شروطا حصلت عليها وانصرفت، ولكن الجيش يعلم أن الإخوان أصبح لهم أظافر وهم قادمون ومتفرغون والقوات المسلحة بدورها تدافع عن حدود وأرض وتاريخ وعزة وكرامة وحياة بل وأعناقهم في النهاية، فيا ترى من سيصمد ومن سينتصر؟
الإخوان لم يبدأوا والبداية كانت لشباب قليل العدد نجحوا في جذب أتباعهم من الليبراليين منتظري الثورة وهم يحملون على صدورهم قلادة تحمل صورة جيفارا وما أكثرهم (وكنت واحدا منهم) فوصل العدد إلى 20 ألفا أو يزيد كانوا وقود الثورة في أيامها الثلاثة الأولى (25 إلى 28) وأناروا الساحة للقادم يمشي ملكا فأزاح الجميع وجلس يفاوض الكبار، والحالم الفقير المقهور المظلوم (الشعب) يهتف مسلوب الإرادة وهو أقوى اللاعبين لأنه يملك الأرض ويفترشها نائما جالسا مُصليا جاريا باكيا حافيا أو غاضبا يلعن الظروف أو ربما شامخا يجلس بمكان أعلى من الآخرين (الأغنياء) ولكنه في النهاية ينظر إلى أبنائه الضعاف بحسرة ولا يعلم إلى أين تسير الأمور فيدفعه المشهد إلى التلاحم مع الأقرب إليه.
إذن من أشعل فتيل الثورة هم شباب قليل العدد تبعهم آلاف هبط عليهم الإخوان فساقوا ملايين، فمن هؤلاء الشباب؟
إنهم شباب معارض يهتف بالحرية اختار هذا الموعد لأنه مناسب تماما فقد وقعت الثورة في تونس ولابد أن ندعو الناس الآن لعلهم استفادوا شيئا مما حدث بدولة عربية مسلمة جارة لها نفس الظروف وبها نفس الحاكم المستبد والمشاكل والقهر، فكان من الطبيعي أن يبدأوا، فهل بدأوا بإشارة من أحد أم بوحي ضمائرهم؟
تعالى نفترض سوء النية فحسنها سيقودنا أيضا إلى نفس السيناريو ويمكنك أن تسأل نفسك لتتأكد بعد انتهائك من قراءة هذا المقال.
هناك أيد خفية استغلت الشباب، وإن لم تستغل هؤلاء الشباب الذين يجولون في خاطرك، فقد كان هناك شباب آخرون هدفهم هو إسقاط نظام مبارك مثلما أراد الشعب فيما بعد - فمن سيفعل ذلك؟
التاريخ والعقل يقولان إن ذلك عدو قوي ويخطط ويدبر ويدرس ويبحث ويهتم بك اهتماما كبيرا لأنه لولا ذلك ما نجح في أن يسقط نظام دولتك السياسي في 18 يوما وبأيدي عدد قليل من الشباب.
الثقافة والحقيقة والدين يحددون أن هذا العدو هو إسرائيل، فماذا تريد وكيف خططت ودبرت واختارت التوقيت فنجحت وأيضا ماذا استفادت؟
الفائدة ستكون واضحة بنهاية المقال فلنؤجلها لترى الصورة من أعلى، دعنا نصعد خطوة خطوة.
إسرائيل لم تصنع السيناريو لك ولكنه شملك، ولم تكن أنت الأول لأنك إذا ما كنت الأول لم تكن لتسقط أساسا لأن لديك نظاما حديديا وديكتاتورا في الداخل فما بالك فموقفه مع الخارج إذا ما كان سيهدد مقعده وحياته ومستقبل وريثه، عدوك يعرف تماما أنك مريض بالعدوى وستتحرك بشكل أسرع إذا ما وجدت مثالا يقول لك "انت معندكش دم"، ولذلك كان يجب ألا تكون الأول وكان الأفضل أن تكون الثاني بحكم "اطرق الحديد وهو ساخن" واستغلالا لمرض العدوى واحتكاما إلى العدد.
من يقصدك (إسرائيل) لا يهمها أن تسقط أنظمة في الدول العربية بآسيا لأن هناك الحرم المكي في السعودية وإذا ما تعرض للخطر فإنها ستواجه عالما بأثره وستكون تلك هي المرحلة الأخيرة، فضلا عن أن جارات "المملكة" دول ضعيفة وتم إضعافها منذ زمن بعيد، ومن لم يهلك صار له درع وسيف ويتحدث باسم الدين (إيران وحزب الله) وتبقى دولة واحدة قوية ذات نظام حديدي هي سوريا ولكن لدى الكيان الصهيوني قطعة من أرضها (الجولان) وفوق كل هذا تبقى مصر هي الأكبر مقاما والأهم والأقوى فهي المقصود أولا، وبالتالي لم تفكر إسرائيل في أن تدخل الدول العربية بآسيا إلى اللعبة مع مصر الإفريقية بحكم خريطة العالم.
سأتحدث معك بمنطق الفكر اليهودي وكأني دولة إسرائيل
ستكون ساحة الصراع هي شمال إفريقيا بغض النظر عن حاجتنا لإشعال الفتيل وإرسال الشباب إلى بعض الدول العربية الآسيوية ولكن لن نساعدهم هو فقط من باب حراك ضعيف "من عينة عدد قليل من الشباب سيجذب معه آلافاً لن يهبط عليهم أحد (لأنه غير موجود أصلا) فلن يصبحوا ملايين كما حدث عندنا في مصر" وقد نضطر أن نفعل ذلك حتى تكون هناك نماذج فاشلة فنزيل من فكر من سيفكر نظرية المؤامرة على العرب والمسلمين، كما سنتخذ إجراءات احترازية أخرى.
إذن شمال إفريقيا هي ساحة النشاط والهدف هو مصر ولن نبدأ بها فعلينا أن نختار، لن نوسع الدائرة فالأهداف ستكون في الجوار، البحر الأحمر في شرق مصر وفي الشمال البحر المتوسط وفي الجنوب السودان التي انتهينا للتو من تقسيمها وهو جرح سيظل عالقا لعقود طويلة أو ربما إلى موعد تحقيق الحلم وهدم المسجد الأقصى وإعادة هيكل سليمان لنرى وعد الله حقا.
إذن هو الغرب "ليبيا" ستكون هي المدخل فهل نبدأ بها أم ندعمها بثالث؟
إذا بدأنا بها فهو جيد ولكننا نريد الاستفادة القصوى وإذا ما بدأنا بوضع ذراع لنا في ليبيا فسنحتاج إلى الكثير من الوقت لإزاحة نظام مبارك المتسلط والمتشبث بالسلطة إلى أبعد الحدود فضلا عن كونه نظاما مستقرا، ولذلك يجب علينا أن نزيح مبارك أولا "إن أمكن" ثم نضع لنا يدا في ليبيا - وبالفعل هناك يد أخرى في السودان والباقي مياه، فتكون مصر التي أسقطنا نظامها وصار لها نظام جديد غير مستقر سيكون من السهل إسقاطه في ظل حالة من الفوضى وعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وسيكون من الصعب على مصر أن تعود إلى الحياة (مثلها مثل أي دولة كبيرة تسقط وتذكر الخلافة العثمانية والاتحاد السوفيتي والعراق)، كما أن جيران مصر سقطوا قبلها وبالتالي لن يكون لها وجود في المستقبل، فكيف نفعل هذا؟
نبدأ بالأقرب من ليبيا (تونس) ونعد له جيدا فإذا ما نجحنا صدرنا العدوى إلى مصر وسخرنا لها كافة جهودنا فإذا سقطت في أيدينا فهو المبتغى وإذا فشلنا نصنع السيناريو في ليبيا ونحاصر مصر وبالتالي سيكون سقوطها أسهل من ذي قبل.
إنها تونس ذات النظام السياسي الشبيه بمصر في القمع والفقر والبطالة والتعذيب بالسجون والحاكم الطاغية فستكون رأس المثلث الذي يأخذنا لمصر ثانيا ثم ليبيا (التي سنحتاجها كثيرا إذا فشلنا في إسقاط النظام المصري لتضييق الخناق عليه).
تونس يحكمها صديق وهذا أفادنا بشدة فنحن نعلم ما في الداخل وما يدور في غرفة صناعة القرار أكثر من التونسيين أنفسهم، وأيضا لنا هناك رعايا وجواسيس ويد تعبث كيف تشاء ويجب أن نبدأ الآن فالشعب المصري يعيش أقسى أيامه فالأرضية ممهدة وفي الأعلى رجال مشغولون بتوريث السلطة للابن المدلل الذي إذا تركناه يجلس على الكرسي سيبدأ بالإصلاح حاله حال أي جديد لاكتساب رضا الشعب في مرحلة تكون فيها سلطته غير مستقرة ومن ثم ستستقر الأوضاع حتى ينقلب الرجل فيصبح ديكتاتورا ووقتها سنضطر للانتظار كثيرا وهذا مستبعد لأننا نعمل منذ زمن ونرى أننا جاهزون.
لقد أظهرت تجربة خالد سعيد وصفحة "كلنا خالد سعيد" قوة هائلة من حيث حشد الجماهير الغاضبة من الأمن، وستكون حادثة انتحار محمد بوعزيزي فرصة جيدة، ومن هنا بدأت بكرة الخيط في الانفلات.
يحتاج النظام التونسي حتى يسقط إلى غرس حالة من الغضب وتشغيل العملاء واستخدام السلاح لإثارة الفوضى وذرع الفتن مع شعب مقهور، وسيطفو على السطح ألف كاره بيديه بندقية وسنجعل العالم يضغط على نظام هو بطبيعة الحال هش لأنه استمد قوته من العصا ولذلك لن نحتاج الكثير من الوقت لإسقاطه.
لن أتطرق بتفصيل إلى الشأن التونسي لأن له ظروفه الخاصة والحساسة جدا من حيث الصراع على السلطة وعدم ولاء رجال الرئيس لقائدهم، وهذا ليس تمجيدا في بن علي ولا إهانة لرجاله ولكن السياسة علم كبير يحتاج إلى دراسة من نوع خاص.
بعدما نسقط نظام بن علي سنفتح له الباب للهرب بمساعدة أمريكا، وسيكون الرئيس التونسي المخلوع مثالا صارخا أمام الشعب المصري لهروب الديكتاتور وإذلاله إلى الدرجة التي تدفعه إلى الخوف على رقبته.
سنحرك رجالنا في مصر وستكتمل المسيرة "التي تخيلناها في المقال السابق" وقد يسقط نظام مبارك وقد يهرب الرجل مثل بن علي ويترك لنا دولة بلا رأس مكونة من شعب ساخط يجري مسلوب الإرادة في الشوارع بلا شرطة ولا مؤسسات ولا اقتصاد، وجيش حائر يؤدي واجبه الوطني وهو يراقب الحدود ويلتفت إلى السلطة التي يتنازع عليها الجميع والعالم لديه تجارة وحياة واقتصاد وسيكون إغلاق قناة السويس أو اضطراب حركتها بمثابة وقف الدماء في شريان اقتصاد العالم ولن نكون نحن من سيراقب بل أمريكا هي من سيرسل بوارجه الحربية من أجل الطمأنينة وفور سقوط النظام بلا توقع ولا جاهزية من الجيش ستنتشر الفوضى ويمكننا وقتها استغلال العملاء للتأثير بأي شكل على قناة السويس وسيحق للأمريكيين التدخل ومن يدخل لا يخرج - تذكر حرب الخليج الأولى التي أسفرت في النهاية عن احتلال العراق.
هي لعبة كبيرة نجح الجيش المصري مع خبرة مبارك "رغم استبداده" في التصدي لها عبر فرض حالة من الاستقرار تدريجيا قبل رحيل الرئيس الذي لم يوجد مفر من خروجه بعدما أصبح بقاؤه مستحيلا، ولكن في الوقت المناسب.
وبعد السيطرة على الأوضاع داخليا وعلى الحدود والله وحده يعلم ما جرى هناك، كان الإعلان عن رحيل مبارك وخروجه من السلطة.
الموقف الحالي للجيش تجاه مبارك يقول إن الأخير ساهم في نجاح تسليم السلطة للجيش بشكل سلس وحفظ حالة الاستقرار وإحباط مخطط خارجي، ولذلك تعهدت القوات المسلحة بأن يكون الرجل وعائلته في أمان ويمثلون خطوطا حمراء لا يمكن الاقتراب منها حتى وإن تطلب الأمر الصمت على ثرواته الطائلة أو ربما تأمينها في مقرات آمنة بالخليج.
سنقول أثناء التنفيذ إننا مرعوبون وبشدة ونخشى سقوط نظام مبارك وهذا سيدعم الموقف ويدفع المصريين إلى الأمام في حين أن أمريكا تضغط بشدة، وسيصدق القارئ العربي لاحقا أن إسرائيل كانت حريصة على بقاء مبارك في السلطة.
لم تنجح الخطة وخرجت مصر آمنة بنسبة 70% وتم استكمال المسيرة في ليبيا التي كانت آخر الأوراق لأنها المدخل الغربي حال فشل دخول أمريكا من الشرق وحجز مقعد طويل الأمد على الحدود.
جميعنا يعرف الأوضاع في ليبيا وثورية قائدها واندفاعه الجنوني، سيكون من المستحيل أن يقبل التنحي فهو يرى نفسه الفاتح والمخلص ومحرر الأرض فهل يقبل إلا أن يدفن فيها ويا للشرف إن مات مقتولا شهيدا - من وجهة نظره.
القذافي أمام مرآته هو ملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين وطبيعته النفسية ستسهل كثيرا من الهدف وهو إصراره على البقاء في السلطة وذرع نظرية المؤامرة في عقله، فسيهب ثائرا ليقتل الجميع وسيظن أن التاريخ يعيد نفسه فيعتقد أنه في عام 1969 عندما حرر بلاده من الاستعمار الإيطالي، وهذا سيعزز حالة الفوضى ويشعل حربا أهلية في دولة قبلية، وتتفاقم الأمور والعالم يراقب وسيكون من العدل إنصاف هذا الشعب وإرسال قوة دولية لحفظ السلام وسيكون لإسرائيل ذراع لا يمكن بتره، ومصر بطبيعة الحال غير مستقرة والساحة مفتوحة أمام رجال الصهاينة.
قلت لك في بداية المقال إنه ليس من المهم أن نعرف هل الشباب الذين أشعلوا فتيل ثورة 25 يناير عملاء أو وطنيين "العدد القليل جدا الذي بدأ وليس الشعب" وأكدت لك أن نظام مبارك كان يجب أن يسقط في الحالتين وإسرائيل لم تشأ أكثر من ذلك.
لا تخلط الأوراق وتنسب إليّ القول بأن سقوط مبارك يعني أننا سنكون لقمة سائغة بين فكي إسرائيل، فأنا لم أقل ذلك لأن مبارك لم يكن ليستحق البقاء ولكن اللوبي الصهيوني دائما ما يفكر أولاً فيما يمكن أن يحققه بأيدي أعدائه مستغلا دينهم وأوضاعهم السياسية والثقافية والحياتية، ولك يا فلسطين السلام ولك يا عراق التحية.
أرجو ألا تهزأ بحديثي فهو مجرد طرح لوجهة نظر استندت إلى الدين أولاً فالقرآن الكريم والعهدان القديم والجديد يوضحون من هي إسرائيل وكيف يفكر الصهاينة ولم وما الهدف؟ ولنا في ذلك حديث جديد إن شاء الله.
تخيل معي أنك ترى الكرة الأرضية من أعلى فإنك بالطبع ستشاهد رمال وماء وشعوب تعيش حالة من الاستقرار سواء متحضرة أو فقيرة، وسترى منطقة واحدة ملتهبة الأحداث مزعزعة الاستقرار هي الشرق الأوسط، فهذا ما تريده إسرائيل لتحقيق الحلم والتوغل خطوة بخطوة إلى حتى تكون لها الكلمة العليا وهو ما خطته أيديهم في توراة محرفة كتبوها ليصبح الهدف عقيدة الجدل حول البقرة وصنع عجل له خوار.
لا تنس أن أمريكا هي من احتل أفغانستان والعراق وقذف إخواننا بالطائرات ولا تنس قراءة الفاتحة على أرواح شهداء ثورة 25 يناير، كان مصيرهم الموت عندما قررت إسرائيل أن تتجه نحو بلادنا ولذلك استحقوا التحية العسكرية فلا تكن بخيلا واقرأ الفاتحة.
لاحظت في التعليقات على المقال السابق "الإخوان المسلمين" أن عددا لا بأس به يتهمني بأني من أعوان نظام مبارك، وردي بسيط هو أني لم أكتب هذا السيناريو سوى بعد عودة الأوضاع تدريجيا إلى الاستقرار لأني كنت مناهضا لهذا الديكتاتور وكنت من أوائل من دعوا للتظاهر في 25 يناير ولديّ مقال سابق هنا يوثق دعوتي، أنا فقط أحب هذه الأرض وأدعو فقط إلى إعمال العقل وأتمنى أن نصبح شعبا متريثا يضع الأمور في نصابها، يدرك دائما قدرات عدوه لكي يعي له ويحذره، وعندما يريد التغيير لا ينتظر من يدفعه إليه، عليه أن يبدأ هو ولا ينتظر خيراً لا من أمريكا ولا أوروبا.
إذا كنت معارضا لهذا السيناريو أجب هذا السؤال:
لماذا يعتبر الجيش أن مبارك خطاً أحمر رغم أن الشعب يريد محاكمته وليس مجرد تجميد أقواله فقط؟
الإجابة: أكيد في حاجة كبيرة قوي بتشفعله عند الجيش
=============================================================
أدعوك إلى القراءة عن الثورة الفرنسية التي يتطرق إليها كبار كتاب مصر ومحللي السياسة عند الحديث عن الثورة المصرية
رجاءا قم بقراءة هذه الموضوعات:
الثورة الفرنسية: بوادر وأحداث ونتائج
http://www.islammemo.cc/nahn-we-el-gharb/eyon-gharbia/2006/09/20/22804.html
كيف استغل اليهود الثورة الفرنسية؟
http://www.islammemo.cc/nahn-we-el-gharb/eyon-gharbia/2006/09/27/22806.html/print
اليهود، إسرائيل والهولوكوست
http://www.marxists.org/arabic/marxism/politics/holocaust.htm
الثورة الفرنسية 1789 - موضوع رائع ومفصل
http://forum.sh3bwah.maktoob.com/t245201.html
فرنسا منذ الثورة France since the Revolution
http://lahodod.blogspot.com/2011/01/france-since-revolution.html
تخيل أن بعد كل تلك الأحداث - وبعد مئات السنين أصبح معروفاً أن:
على الرغم من ذلك كله فقد كان يمكن أن تسير الثورة في تمردها وقضائها على الظالمين مساراً آخر، لولا أن يد خبيثة تدخلت لتتجه بالثورة في مسار معين، يخدم أغراضها هي قبل كل شيء أخر.. سواء خدم أو لم يخدم أهداف الآخرين!
وهؤلاء هم اليهود
إنها السطور الأخيرة عندما يتحدث شخص ما عن الثورة الفرنسية وهي آخر سطور الموضوع الذي دعوتك لقراءته!!
حمدا لله أننا لم نصل إلى هذا وأرجو من الجميع الإطلاع والتفكير قبل التجريح
الموضوع السابق "مبارك..الرئيس الذي أزاحه الإخوان المسلمون بثورة شعبية" على هذا الرابط:
http://www.gn4me.com/gn4me/details.jsp?artId=3910251&catId=54226&sec=articles
بسم الله الرحمن الرحيم:
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم"
صدق الله العظيم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.