كيف تعدل المركز الانتخابي قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب؟ الوطنية للانتخابات تجيب    فيضانات مدمّرة تجتاح ألاسكا وحاكمها يطالب ترامب بإعلان حالة كوارث كبرى (صور)    انتخابات الأهلي - ياسين منصور يكشف حقيقة استقالته من شركة الكرة.. ولقاءه مع توروب    تامر مصطفى ل في الجول: مباراة الأهلي صعبة ولكن    آلام الضهر تؤجل عودة عبد الله السعيد للزمالك    كرة سلة – جراحة ناجحة ل تمارا نادر السيد.. وتغيب عن الأهلي عدة شهور    حاصل على لقب "أستاذ كبير"، وفاة لاعب الشطرنج دانييل ناروديتسكي بعمر 29 عاما    القبض على زوج ألقى بزوجته من شرفة المنزل في بورسعيد    السيطرة على حريق داخل مستشفى خاصة بالمنيا دون خسائر بشرية    أول تحرك من أوقاف الإسكندرية في محاولة سرقة مكتب بريد عبر حفر نفق من داخل مسجد    هل تفكر هنا الزاهد في تكرار تجربة الزواج مرة أخرى؟ الفنانة ترد    أهلي جدة يحقق فوزًا مهمًا على الغرافة في دوري أبطال آسيا    متى وكيف تقيس سكر الدم للحصول على نتائج دقيقة؟    الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. حماس: ملتزمون بوقف إطلاق النار والاحتلال لديه ثوابت لاختراق الاتفاق.. ترامب يهدد بفرض رسوم على الصين تصل ل175%.. جهود لإنقاذ ناقلة نفط تشتعل بها النيران في خليج عدن    أخبار 24 ساعة.. صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة    وزارة العمل: قرارات زيادة الأجور لا تصدر بشكل عشوائي بل بعد دراسات دقيقة    متحدث الحكومة: نهدف لتيسير الخدمات الحكومية من أجل المواطن والمستثمر    إرسال عينات الدم المعثور عليها فى مسرح جريمة تلميذ الإسماعيلية للطب الشرعى    على طريقة فيلم لصوص لكن ظرفاء.. حفروا نفقا داخل مسجد لسرقة مكتب بريد "فيديو"    النواب البحريني: نتطلع لتهيئة مسار سلام يعيد الحقوق المشروعة لشعب فلسطين    بسمة داوود تكشف لتليفزيون اليوم السابع سبب توترها على الريدكاربت بالجونة    الموت يفجع الفنان حمدي الوزير.. اعرف التفاصيل    بالصور.. وزير الثقافة يقدم واجب العزاء في والدة أمير عيد    زيلينسكي: نسعى لعقد طويل الأمد مع أمريكا لشراء 25 منظومة باتريوت    شوربة الشوفان بالدجاج والخضار، وجبة مغذية ومناسبة للأيام الباردة    توم براك يحذر لبنان من احتمال مهاجمة إسرائيل إذا لم ينزع سلاح حزب الله    تحالف مصرفي يمنح تمويل إسلامي بقيمة 5.2 مليار جنيه لشركة إنرشيا    ترامب: الولايات المتحدة تمتلك أسلحة متطورة لا يعلم الآخرون بوجودها    فى عيدها ال 58.. اللواء بحرى أ.ح. محمود عادل فوزى قائد القوات البحرية :العقيدة القتالية المصرية.. سر تفوق مقاتلينا    جامعة قناة السويس تعلن نتائج بطولة السباحة لكلياتها وسط أجواء تنافسية    هل يشترط وجود النية في الطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب القنوت في صلاة الوتر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تجوز الأضحية عن المتوفى؟.. أمين الفتوى يجيب    الخطيب يهنئ «رجال يد الأهلي» ببطولة إفريقيا    أشرف عبد الباقي عن دوره في «السادة الافاضل»: ليس عادياً ومكتوب بشياكة    أول وحدة لعلاج كهرباء القلب بالفيوم    منتدى أسوان للسلام منصة إفريقية خالصة تعبّر عن أولويات شعوب القارة    بريطانيا تتراجع 5 مراتب في تصنيف التنافسية الضريبية العالمي بعد زيادة الضرائب    نقابة الأشراف تعليقا على جدل مولد السيد البدوي: الاحتفال تعبير عن محبة المصريين لآل البيت    وكيل تعليم الفيوم يشيد بتفعيل "منصة Quero" لدى طلاب الصف الأول الثانوي العام.. صور    متحدث الحكومة: سنبحث تعميم الإجازة يوم افتتاح المتحف الكبير    حقيقة مفاوضات حسام عبد المجيد مع بيراميدز    أمينة الفتوى: الزكاة ليست مجرد عبادة مالية بل مقياس لعلاقة الإنسان بربه    محمد الحمصانى: طرحنا أفكارا لإحياء وتطوير مسار العائلة المقدسة    على الطريقة الأجنبية.. جددي من طريقة عمل شوربة العدس (مكون إضافي سيغير الطعم)    نتنياهو: مصرون على تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة ونزع سلاح حماس    هشام جمال يكشف تفاصيل لأول مرة عن زواجه من ليلى زاهر    مركزان ثقافيان وجامعة.. اتفاق مصري - كوري على تعزيز التعاون في التعليم العالي    قرار وزارى بإعادة تنظيم التقويم التربوى لمرحلة الشهادة الإعدادية    الذكاء الاصطناعي أم الضمير.. من يحكم العالم؟    مجلس إدارة راية لخدمات مراكز الاتصالات يرفض عرض استحواذ راية القابضة لتدني قيمته    ضربه من الخلف وقطّعه 7 ساعات.. اعترافات المتهم بقتل زميله وتقطيعه بمنشار في الإسماعيلية    «العمل»: التفتيش على 1730 منشأة بالمحافظات خلال 19 يومًا    لعظام أقوى.. تعرف على أهم الأطعمة والمشروبات التي تقيك من هشاشة العظام    الرئيس السيسي يوجه بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والخطباء والدعاة    علي هامش مهرجان الجونة .. إلهام شاهين تحتفل بمرور 50 عامًا على مشوار يسرا الفني .. صور    طالب يطعن زميله باله حادة فى أسيوط والمباحث تلقى القبض عليه    التنظيم والإدارة يعلن عن مسابقة لشغل 330 وظيفة مهندس بوزارة الموارد المائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد سيناريو الإخوان.. الثورة الفرنسية والمصرية وإسرائيل
نشر في جود نيوز يوم 23 - 02 - 2011

أرجو منك قراءة المقال حتى نهايته وأن تستمع إلى نصيحتي بالإطلاع قبل أن تصدر حكماً على الموضوع وتقذفني باتهامات جديدة.
قلت في المقال السابق إن جماعة الإخوان المسلمين هي من أسقط نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، ورغم بشاعة الردود التي قرأتها لكن يجب أن تعترف أنني جعلتك تقرأ المقال حتى آخره ما يعني أنك فكرت ودارت الفكرة في خيالك لكنها اصطدمت في النهاية بواقع ترفض أن تنظر إليه بطريقتي فقررت الهروب وفضلت الاحتجاج فبادرت بإهانتي لتغلق عليّ جميع الأبواب وتكمم فمي وتصرخ في وجهي "لا تكمل".
خلصت في المقال السابق إلى أن الإخوان هم من أسقط مبارك وقلت أيضا إن الجماعة لم تنزل الساحة قبل جمعة الغضب 28 يناير وإن كان بعض الأعضاء شاركوا فرادى بلا تنظيم أو عموم أو خطط في الأيام الثلاثة الأولى للثورة (الثلاثاء والأربعاء والخميس)، وهذا يعني أن الإخوان استغلوا حالة عدم الاستقرار فلاحت لهم السلطة فهبوا عازمين وهو حقهم في النهاية لأن مبارك أفقد شرعية سلطته بديكتاتورية نظامه، ولكن غير الشرعي هو المنهج وقاعدة "الغاية تبرر الوسيلة".
إذن الإخوان لم يبدأوا ولكنهم كانوا أفضل من نزل إلى الساحة وأكثرهم قوة وعددا فحق لهم الغلبة وتحققت الأفضلية وأصبحوا قادرين على الإشارة بسلاح الشعب أمام فوهات الدبابات، فتفاوض معهم راكب الدبابة فوضعت الجماعة شروطا حصلت عليها وانصرفت، ولكن الجيش يعلم أن الإخوان أصبح لهم أظافر وهم قادمون ومتفرغون والقوات المسلحة بدورها تدافع عن حدود وأرض وتاريخ وعزة وكرامة وحياة بل وأعناقهم في النهاية، فيا ترى من سيصمد ومن سينتصر؟
الإخوان لم يبدأوا والبداية كانت لشباب قليل العدد نجحوا في جذب أتباعهم من الليبراليين منتظري الثورة وهم يحملون على صدورهم قلادة تحمل صورة جيفارا وما أكثرهم (وكنت واحدا منهم) فوصل العدد إلى 20 ألفا أو يزيد كانوا وقود الثورة في أيامها الثلاثة الأولى (25 إلى 28) وأناروا الساحة للقادم يمشي ملكا فأزاح الجميع وجلس يفاوض الكبار، والحالم الفقير المقهور المظلوم (الشعب) يهتف مسلوب الإرادة وهو أقوى اللاعبين لأنه يملك الأرض ويفترشها نائما جالسا مُصليا جاريا باكيا حافيا أو غاضبا يلعن الظروف أو ربما شامخا يجلس بمكان أعلى من الآخرين (الأغنياء) ولكنه في النهاية ينظر إلى أبنائه الضعاف بحسرة ولا يعلم إلى أين تسير الأمور فيدفعه المشهد إلى التلاحم مع الأقرب إليه.
إذن من أشعل فتيل الثورة هم شباب قليل العدد تبعهم آلاف هبط عليهم الإخوان فساقوا ملايين، فمن هؤلاء الشباب؟
إنهم شباب معارض يهتف بالحرية اختار هذا الموعد لأنه مناسب تماما فقد وقعت الثورة في تونس ولابد أن ندعو الناس الآن لعلهم استفادوا شيئا مما حدث بدولة عربية مسلمة جارة لها نفس الظروف وبها نفس الحاكم المستبد والمشاكل والقهر، فكان من الطبيعي أن يبدأوا، فهل بدأوا بإشارة من أحد أم بوحي ضمائرهم؟
تعالى نفترض سوء النية فحسنها سيقودنا أيضا إلى نفس السيناريو ويمكنك أن تسأل نفسك لتتأكد بعد انتهائك من قراءة هذا المقال.
هناك أيد خفية استغلت الشباب، وإن لم تستغل هؤلاء الشباب الذين يجولون في خاطرك، فقد كان هناك شباب آخرون هدفهم هو إسقاط نظام مبارك مثلما أراد الشعب فيما بعد - فمن سيفعل ذلك؟
التاريخ والعقل يقولان إن ذلك عدو قوي ويخطط ويدبر ويدرس ويبحث ويهتم بك اهتماما كبيرا لأنه لولا ذلك ما نجح في أن يسقط نظام دولتك السياسي في 18 يوما وبأيدي عدد قليل من الشباب.
الثقافة والحقيقة والدين يحددون أن هذا العدو هو إسرائيل، فماذا تريد وكيف خططت ودبرت واختارت التوقيت فنجحت وأيضا ماذا استفادت؟
الفائدة ستكون واضحة بنهاية المقال فلنؤجلها لترى الصورة من أعلى، دعنا نصعد خطوة خطوة.
إسرائيل لم تصنع السيناريو لك ولكنه شملك، ولم تكن أنت الأول لأنك إذا ما كنت الأول لم تكن لتسقط أساسا لأن لديك نظاما حديديا وديكتاتورا في الداخل فما بالك فموقفه مع الخارج إذا ما كان سيهدد مقعده وحياته ومستقبل وريثه، عدوك يعرف تماما أنك مريض بالعدوى وستتحرك بشكل أسرع إذا ما وجدت مثالا يقول لك "انت معندكش دم"، ولذلك كان يجب ألا تكون الأول وكان الأفضل أن تكون الثاني بحكم "اطرق الحديد وهو ساخن" واستغلالا لمرض العدوى واحتكاما إلى العدد.
من يقصدك (إسرائيل) لا يهمها أن تسقط أنظمة في الدول العربية بآسيا لأن هناك الحرم المكي في السعودية وإذا ما تعرض للخطر فإنها ستواجه عالما بأثره وستكون تلك هي المرحلة الأخيرة، فضلا عن أن جارات "المملكة" دول ضعيفة وتم إضعافها منذ زمن بعيد، ومن لم يهلك صار له درع وسيف ويتحدث باسم الدين (إيران وحزب الله) وتبقى دولة واحدة قوية ذات نظام حديدي هي سوريا ولكن لدى الكيان الصهيوني قطعة من أرضها (الجولان) وفوق كل هذا تبقى مصر هي الأكبر مقاما والأهم والأقوى فهي المقصود أولا، وبالتالي لم تفكر إسرائيل في أن تدخل الدول العربية بآسيا إلى اللعبة مع مصر الإفريقية بحكم خريطة العالم.
سأتحدث معك بمنطق الفكر اليهودي وكأني دولة إسرائيل
ستكون ساحة الصراع هي شمال إفريقيا بغض النظر عن حاجتنا لإشعال الفتيل وإرسال الشباب إلى بعض الدول العربية الآسيوية ولكن لن نساعدهم هو فقط من باب حراك ضعيف "من عينة عدد قليل من الشباب سيجذب معه آلافاً لن يهبط عليهم أحد (لأنه غير موجود أصلا) فلن يصبحوا ملايين كما حدث عندنا في مصر" وقد نضطر أن نفعل ذلك حتى تكون هناك نماذج فاشلة فنزيل من فكر من سيفكر نظرية المؤامرة على العرب والمسلمين، كما سنتخذ إجراءات احترازية أخرى.
إذن شمال إفريقيا هي ساحة النشاط والهدف هو مصر ولن نبدأ بها فعلينا أن نختار، لن نوسع الدائرة فالأهداف ستكون في الجوار، البحر الأحمر في شرق مصر وفي الشمال البحر المتوسط وفي الجنوب السودان التي انتهينا للتو من تقسيمها وهو جرح سيظل عالقا لعقود طويلة أو ربما إلى موعد تحقيق الحلم وهدم المسجد الأقصى وإعادة هيكل سليمان لنرى وعد الله حقا.
إذن هو الغرب "ليبيا" ستكون هي المدخل فهل نبدأ بها أم ندعمها بثالث؟
إذا بدأنا بها فهو جيد ولكننا نريد الاستفادة القصوى وإذا ما بدأنا بوضع ذراع لنا في ليبيا فسنحتاج إلى الكثير من الوقت لإزاحة نظام مبارك المتسلط والمتشبث بالسلطة إلى أبعد الحدود فضلا عن كونه نظاما مستقرا، ولذلك يجب علينا أن نزيح مبارك أولا "إن أمكن" ثم نضع لنا يدا في ليبيا - وبالفعل هناك يد أخرى في السودان والباقي مياه، فتكون مصر التي أسقطنا نظامها وصار لها نظام جديد غير مستقر سيكون من السهل إسقاطه في ظل حالة من الفوضى وعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وسيكون من الصعب على مصر أن تعود إلى الحياة (مثلها مثل أي دولة كبيرة تسقط وتذكر الخلافة العثمانية والاتحاد السوفيتي والعراق)، كما أن جيران مصر سقطوا قبلها وبالتالي لن يكون لها وجود في المستقبل، فكيف نفعل هذا؟
نبدأ بالأقرب من ليبيا (تونس) ونعد له جيدا فإذا ما نجحنا صدرنا العدوى إلى مصر وسخرنا لها كافة جهودنا فإذا سقطت في أيدينا فهو المبتغى وإذا فشلنا نصنع السيناريو في ليبيا ونحاصر مصر وبالتالي سيكون سقوطها أسهل من ذي قبل.
إنها تونس ذات النظام السياسي الشبيه بمصر في القمع والفقر والبطالة والتعذيب بالسجون والحاكم الطاغية فستكون رأس المثلث الذي يأخذنا لمصر ثانيا ثم ليبيا (التي سنحتاجها كثيرا إذا فشلنا في إسقاط النظام المصري لتضييق الخناق عليه).
تونس يحكمها صديق وهذا أفادنا بشدة فنحن نعلم ما في الداخل وما يدور في غرفة صناعة القرار أكثر من التونسيين أنفسهم، وأيضا لنا هناك رعايا وجواسيس ويد تعبث كيف تشاء ويجب أن نبدأ الآن فالشعب المصري يعيش أقسى أيامه فالأرضية ممهدة وفي الأعلى رجال مشغولون بتوريث السلطة للابن المدلل الذي إذا تركناه يجلس على الكرسي سيبدأ بالإصلاح حاله حال أي جديد لاكتساب رضا الشعب في مرحلة تكون فيها سلطته غير مستقرة ومن ثم ستستقر الأوضاع حتى ينقلب الرجل فيصبح ديكتاتورا ووقتها سنضطر للانتظار كثيرا وهذا مستبعد لأننا نعمل منذ زمن ونرى أننا جاهزون.
لقد أظهرت تجربة خالد سعيد وصفحة "كلنا خالد سعيد" قوة هائلة من حيث حشد الجماهير الغاضبة من الأمن، وستكون حادثة انتحار محمد بوعزيزي فرصة جيدة، ومن هنا بدأت بكرة الخيط في الانفلات.
يحتاج النظام التونسي حتى يسقط إلى غرس حالة من الغضب وتشغيل العملاء واستخدام السلاح لإثارة الفوضى وذرع الفتن مع شعب مقهور، وسيطفو على السطح ألف كاره بيديه بندقية وسنجعل العالم يضغط على نظام هو بطبيعة الحال هش لأنه استمد قوته من العصا ولذلك لن نحتاج الكثير من الوقت لإسقاطه.
لن أتطرق بتفصيل إلى الشأن التونسي لأن له ظروفه الخاصة والحساسة جدا من حيث الصراع على السلطة وعدم ولاء رجال الرئيس لقائدهم، وهذا ليس تمجيدا في بن علي ولا إهانة لرجاله ولكن السياسة علم كبير يحتاج إلى دراسة من نوع خاص.
بعدما نسقط نظام بن علي سنفتح له الباب للهرب بمساعدة أمريكا، وسيكون الرئيس التونسي المخلوع مثالا صارخا أمام الشعب المصري لهروب الديكتاتور وإذلاله إلى الدرجة التي تدفعه إلى الخوف على رقبته.
سنحرك رجالنا في مصر وستكتمل المسيرة "التي تخيلناها في المقال السابق" وقد يسقط نظام مبارك وقد يهرب الرجل مثل بن علي ويترك لنا دولة بلا رأس مكونة من شعب ساخط يجري مسلوب الإرادة في الشوارع بلا شرطة ولا مؤسسات ولا اقتصاد، وجيش حائر يؤدي واجبه الوطني وهو يراقب الحدود ويلتفت إلى السلطة التي يتنازع عليها الجميع والعالم لديه تجارة وحياة واقتصاد وسيكون إغلاق قناة السويس أو اضطراب حركتها بمثابة وقف الدماء في شريان اقتصاد العالم ولن نكون نحن من سيراقب بل أمريكا هي من سيرسل بوارجه الحربية من أجل الطمأنينة وفور سقوط النظام بلا توقع ولا جاهزية من الجيش ستنتشر الفوضى ويمكننا وقتها استغلال العملاء للتأثير بأي شكل على قناة السويس وسيحق للأمريكيين التدخل ومن يدخل لا يخرج - تذكر حرب الخليج الأولى التي أسفرت في النهاية عن احتلال العراق.
هي لعبة كبيرة نجح الجيش المصري مع خبرة مبارك "رغم استبداده" في التصدي لها عبر فرض حالة من الاستقرار تدريجيا قبل رحيل الرئيس الذي لم يوجد مفر من خروجه بعدما أصبح بقاؤه مستحيلا، ولكن في الوقت المناسب.
وبعد السيطرة على الأوضاع داخليا وعلى الحدود والله وحده يعلم ما جرى هناك، كان الإعلان عن رحيل مبارك وخروجه من السلطة.
الموقف الحالي للجيش تجاه مبارك يقول إن الأخير ساهم في نجاح تسليم السلطة للجيش بشكل سلس وحفظ حالة الاستقرار وإحباط مخطط خارجي، ولذلك تعهدت القوات المسلحة بأن يكون الرجل وعائلته في أمان ويمثلون خطوطا حمراء لا يمكن الاقتراب منها حتى وإن تطلب الأمر الصمت على ثرواته الطائلة أو ربما تأمينها في مقرات آمنة بالخليج.
سنقول أثناء التنفيذ إننا مرعوبون وبشدة ونخشى سقوط نظام مبارك وهذا سيدعم الموقف ويدفع المصريين إلى الأمام في حين أن أمريكا تضغط بشدة، وسيصدق القارئ العربي لاحقا أن إسرائيل كانت حريصة على بقاء مبارك في السلطة.
لم تنجح الخطة وخرجت مصر آمنة بنسبة 70% وتم استكمال المسيرة في ليبيا التي كانت آخر الأوراق لأنها المدخل الغربي حال فشل دخول أمريكا من الشرق وحجز مقعد طويل الأمد على الحدود.
جميعنا يعرف الأوضاع في ليبيا وثورية قائدها واندفاعه الجنوني، سيكون من المستحيل أن يقبل التنحي فهو يرى نفسه الفاتح والمخلص ومحرر الأرض فهل يقبل إلا أن يدفن فيها ويا للشرف إن مات مقتولا شهيدا - من وجهة نظره.
القذافي أمام مرآته هو ملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين وطبيعته النفسية ستسهل كثيرا من الهدف وهو إصراره على البقاء في السلطة وذرع نظرية المؤامرة في عقله، فسيهب ثائرا ليقتل الجميع وسيظن أن التاريخ يعيد نفسه فيعتقد أنه في عام 1969 عندما حرر بلاده من الاستعمار الإيطالي، وهذا سيعزز حالة الفوضى ويشعل حربا أهلية في دولة قبلية، وتتفاقم الأمور والعالم يراقب وسيكون من العدل إنصاف هذا الشعب وإرسال قوة دولية لحفظ السلام وسيكون لإسرائيل ذراع لا يمكن بتره، ومصر بطبيعة الحال غير مستقرة والساحة مفتوحة أمام رجال الصهاينة.
قلت لك في بداية المقال إنه ليس من المهم أن نعرف هل الشباب الذين أشعلوا فتيل ثورة 25 يناير عملاء أو وطنيين "العدد القليل جدا الذي بدأ وليس الشعب" وأكدت لك أن نظام مبارك كان يجب أن يسقط في الحالتين وإسرائيل لم تشأ أكثر من ذلك.
لا تخلط الأوراق وتنسب إليّ القول بأن سقوط مبارك يعني أننا سنكون لقمة سائغة بين فكي إسرائيل، فأنا لم أقل ذلك لأن مبارك لم يكن ليستحق البقاء ولكن اللوبي الصهيوني دائما ما يفكر أولاً فيما يمكن أن يحققه بأيدي أعدائه مستغلا دينهم وأوضاعهم السياسية والثقافية والحياتية، ولك يا فلسطين السلام ولك يا عراق التحية.
أرجو ألا تهزأ بحديثي فهو مجرد طرح لوجهة نظر استندت إلى الدين أولاً فالقرآن الكريم والعهدان القديم والجديد يوضحون من هي إسرائيل وكيف يفكر الصهاينة ولم وما الهدف؟ ولنا في ذلك حديث جديد إن شاء الله.
تخيل معي أنك ترى الكرة الأرضية من أعلى فإنك بالطبع ستشاهد رمال وماء وشعوب تعيش حالة من الاستقرار سواء متحضرة أو فقيرة، وسترى منطقة واحدة ملتهبة الأحداث مزعزعة الاستقرار هي الشرق الأوسط، فهذا ما تريده إسرائيل لتحقيق الحلم والتوغل خطوة بخطوة إلى حتى تكون لها الكلمة العليا وهو ما خطته أيديهم في توراة محرفة كتبوها ليصبح الهدف عقيدة الجدل حول البقرة وصنع عجل له خوار.
لا تنس أن أمريكا هي من احتل أفغانستان والعراق وقذف إخواننا بالطائرات ولا تنس قراءة الفاتحة على أرواح شهداء ثورة 25 يناير، كان مصيرهم الموت عندما قررت إسرائيل أن تتجه نحو بلادنا ولذلك استحقوا التحية العسكرية فلا تكن بخيلا واقرأ الفاتحة.
لاحظت في التعليقات على المقال السابق "الإخوان المسلمين" أن عددا لا بأس به يتهمني بأني من أعوان نظام مبارك، وردي بسيط هو أني لم أكتب هذا السيناريو سوى بعد عودة الأوضاع تدريجيا إلى الاستقرار لأني كنت مناهضا لهذا الديكتاتور وكنت من أوائل من دعوا للتظاهر في 25 يناير ولديّ مقال سابق هنا يوثق دعوتي، أنا فقط أحب هذه الأرض وأدعو فقط إلى إعمال العقل وأتمنى أن نصبح شعبا متريثا يضع الأمور في نصابها، يدرك دائما قدرات عدوه لكي يعي له ويحذره، وعندما يريد التغيير لا ينتظر من يدفعه إليه، عليه أن يبدأ هو ولا ينتظر خيراً لا من أمريكا ولا أوروبا.
إذا كنت معارضا لهذا السيناريو أجب هذا السؤال:
لماذا يعتبر الجيش أن مبارك خطاً أحمر رغم أن الشعب يريد محاكمته وليس مجرد تجميد أقواله فقط؟
الإجابة: أكيد في حاجة كبيرة قوي بتشفعله عند الجيش
=============================================================
أدعوك إلى القراءة عن الثورة الفرنسية التي يتطرق إليها كبار كتاب مصر ومحللي السياسة عند الحديث عن الثورة المصرية
رجاءا قم بقراءة هذه الموضوعات:
الثورة الفرنسية: بوادر وأحداث ونتائج
http://www.islammemo.cc/nahn-we-el-gharb/eyon-gharbia/2006/09/20/22804.html
كيف استغل اليهود الثورة الفرنسية؟
http://www.islammemo.cc/nahn-we-el-gharb/eyon-gharbia/2006/09/27/22806.html/print
اليهود، إسرائيل والهولوكوست
http://www.marxists.org/arabic/marxism/politics/holocaust.htm
الثورة الفرنسية 1789 - موضوع رائع ومفصل
http://forum.sh3bwah.maktoob.com/t245201.html
فرنسا منذ الثورة France since the Revolution
http://lahodod.blogspot.com/2011/01/france-since-revolution.html
تخيل أن بعد كل تلك الأحداث - وبعد مئات السنين أصبح معروفاً أن:
على الرغم من ذلك كله فقد كان يمكن أن تسير الثورة في تمردها وقضائها على الظالمين مساراً آخر، لولا أن يد خبيثة تدخلت لتتجه بالثورة في مسار معين، يخدم أغراضها هي قبل كل شيء أخر.. سواء خدم أو لم يخدم أهداف الآخرين!
وهؤلاء هم اليهود
إنها السطور الأخيرة عندما يتحدث شخص ما عن الثورة الفرنسية وهي آخر سطور الموضوع الذي دعوتك لقراءته!!
حمدا لله أننا لم نصل إلى هذا وأرجو من الجميع الإطلاع والتفكير قبل التجريح
الموضوع السابق "مبارك..الرئيس الذي أزاحه الإخوان المسلمون بثورة شعبية" على هذا الرابط:
http://www.gn4me.com/gn4me/details.jsp?artId=3910251&catId=54226&sec=articles
بسم الله الرحمن الرحيم:
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم"
صدق الله العظيم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.