مما لاشك فيه أن ما حدث عشية ليلة رأس السنة من تفجيرات بجوار كنيسة القديسين بالاسكندرية أحزن جميع المصريين وأصابهم بحالة من الحزن الشديد بغض النظر عن عدد القتلى أو الجرحى أو ملتهم التي لا ينظر إليها أى مصري لان التعامل بين المواطن المصري وجاره المصري ايضا لا يتم على اساس انت "مسلم" او انت "مسيحي" فالدين لله والدين لا يتم الاشارة إليه بأى شكل من الاشكال في اطار التعاملات اليومية او الحياتية المختلفة فالحياة في مصر أسست على أساس أننا جميعا مواطنين. فإن ما جرى في يوم الثلاثاء الموافق 28 من ديسمبر عام 2010 من سرقة للمنبر الاثري لجامع "قايتباى الرماح" الموجود في جامع "السلطان حسن" في قلب القاهرة وتحديدا بميدان القلعة وبجوار قسم الخليفة وعلى مقربة من مديرية أمن القاهرة وعلى بعد كيلومترات من بداية طريق العين السخنة لم يهز ساكنا على الاطلاق ولم يخرج المسلمون في مظاهرات تتهم مسيحيا واحدا بالسرقة لكن ما حدث هو تبادل للاتهامات بين كل من وزير الثقافة فاروق حسني ووزير الاوقاف الدكتور محمد حمدي زقزوق ليتم سريعا التكتم او اغفال اهمية الموضوع بشكل سريع مع العلم ان ارتفاع المنبر حوالي 4 مترات وعرضه حوالي مترين ليستعيد الذهن قليلا إلى حادث زهرة "الخشخاش" التي راحت ومن قبلها الحادث الكوميدي الخاص بسرقة حفار مترو الانفاق.. او الاخر الاكثر غرابة الخاص بسرقة احد الكابلات الرئيسية للسد العالي. فتوجد أشياء تسرق منا ولا نثور، وتوجد أشياء سلبت منا ولا ننفعل بالرغم انها تخص هذا الشعب وحين نغضب او نثور يكون تصرفنا أهوج متعصبا متخلفا غير مسئول وغير قادر على الفصل بين الصواب والخطأ لا يفصل بين حد التعصب والجنون والعقلانية سوى شعرة وهذه الشعره قد تكون سقطت حين اعتدى (شعب الكنيسة) على رموز الأمة الإسلامية فضيلة الامام الاكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب ومفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة حين ذهبا لقداسة البابا شنودة لتأدية واجب العزاء في ضحايا الاسكندرية لان فقط اغلبهم من الاقباط وبالرغم من وجود مسلمين بين هؤلاء الضحايا. فقدنا التصرف الصواب ليكون التعصب والشغب والتكسير والتخريب في ممتلكاتنا العامة والخاصة سمة للتخلف والثورة فما هى مطالب هؤلاء الغوغاء.. الحقيقة لا شئ.. والمصيبة أنه لا شئ فالعيش في أمان هو مطلب انساني لا يختلف عن أى مطلب من مطالب الانسانية والعيش بلا ارهاب مطلب يطمح فيه كل انسان لكن هل ما حدث من حرق محال وسيارات خاصة وتكسير وقطع الطريق الدائري وتخريب وتعطيل سير اخوك المواطن هل لا تعتبر هذا ارهابا هل لا تعتبر أن تكسير سيارات الشرطة - سواء اختلفنا او اتفقنا معهم - هل لا تعتبر هذا ارهابا - فدعونا نفكر للحظة سيارات الشرطة من المال العام الذي يتم تجميعه تحت شعار "مصلحتك اولا" ومما لاشك فيه أن المال العام يعود بالنفع عن الجميع بغض النظر عن اهمية الامن المركزي بالنسبة لمواطن الشارع. فالتظاهر يجب أن يكون عقلانيا نابعا عن تصرفات مسئولة ومطالب واضحة والخروج للشارع يجب أن يكون في اطار احترام الطريق والشارع ومصالح الاخرين وبدون تعصب فمن قتل في حادث ارهابي هو مواطن مصري بغض النظر عن انه مسلم او قبطي لان الضحايا هم شعب مصر.