القاهرة:- كشفت اعترافات طارق عبدالرازق المتهم بالتجسس لصالح إسرائيل أن الموساد الإسرائيلى "سعى إلى تجنيد رجل أعمال كبير يعمل فى مجال تصنيع المنسوجات والسجاد لاستخدامه فى التجسس على الوزراء وكبار المسئولين". وكشف أن محاولة الموساد "تأتى فى إطار معرفته بجميع تحركات كبار المسئولين فى مصر وأرقام هواتفهم ،كى يتسنى للموساد تحديد أماكنهم واستهدافهم فى أى وقت". وقال المتهم فى تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا إن الموساد "حاول مرات عديدة استدراج رجل الأعمال للتعاون معهم تحت ستار التجارة والصناعة، لكن المحاولات باءت بالفشل". وأوضح أن رجل الأعمال عمل فترة فى دولة التشيك، قبل أن تستقر إقامته فى مصر ويعمل فى مجال السجاد والمنسوجات حتى توسعت تجارته وصادراته إلى خارج البلاد "ما سهل له لقاء الوزراء وكبار المسئولين فى المناصب الحساسة، حينها رصد الموساد زياراته لخارج البلاد خاصة فى دولة التشيك التى يرتبط بعلاقات تجارية قوية فيها، وأرسل من يراقبونه فى تحركاته، وسعوا إلى تجنيده لكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب عدم اهتمام رجل الأعمال بالدخول فى شراكة مع عميل صينى للموساد". واستمعت نيابة أمن الدولة إلى شهادة رجل الأعمال ونجله حول لقاءاتهما مع المتهم طارق عبدالرازق، وأكدا أنهما "استغربا" من شدة إلحاح المتهم طارق ومن ادعى أنهم شركاؤه فى الدخول فى شراكة معه رغم عدم تحمسه لذلك. وواصل المتهم فى اعترافاته أنه تعرف على نجل رجل الأعمال عندما كان يدربه على رياضة الكونغ فو، قبل أن يجنده الموساد، وعندما تم تجنيده، كلفه الموساد بمقابلة رجل الأعمال المصرى، وبالفعل حضر المتهم إلى مصر، وزعم أن له شركاء صينيين ولهم مصنع فى تصنيع الزجاج فى هونج كونج، وطلب من رجل الأعمال المصرى الدخول فى شراكة معهم، فطلب منحه مهلة للتفكير ولم يرد. وقال المتهم إنه عاود زيارة مصر برفقة عميل صينى للموساد، والتقى رجل الأعمال مرة ثانية وألحا عليه لفتح شراكة تجارية بينهما تكون فى مصر وسوريا ولبنان والصين، وعرضا عليه زيارة مصنعهما الوهمى فى هونج كونج مع حجز تذاكر الطيران والحجز له فى فندق 5 نجوم. بينما قال رجل الأعمال فى شهادته أمام القاضى طاهر الخولى المحامى العام لنيابة أمن الدولة إنه استغرب من إلحاح المتهم ومن انتحلوا صفة شركائه الصينيين، وإصرارهم على أن تكون الشراكة بينهم فى مجال الاتصالات وهو مجال ليس له به علاقة، فضلا عن أنه لا يرغب فى العمل فى هونج كونج. وأضاف أنه تعجب جدا عندما فوجئ أن المتهم طارق عبدالرازق وشركاءه يعلمون بزيارته لدولة التشيك وتحركاته فيها ضمن وفد تجارى مصرى، كما تضايق من إلحاح المتهمين عليه بإرسال العديد من الرسائل على شركته رغم عدم رده عليهم أو اهتمامه بالمتهمين. كما كشف المتهم النقاب عن أن الموساد جند جاسوسا عربيا لم يكشف عن اسمه لاستخدامه فى مراقبة المسئولين المصريين والعرب خلال زياراتهم للدول الأوروبية. وقال المتهم إنه التقى ذات مرة الجاسوس العربى خلال لقاء مع ضابط الموساد إيدى موشيه فى جزيرة مكاو الصينية، وأبلغه الجاسوس العربى أنه يعمل مع الموساد منذ 20 عاما، ويتركز نشاطه على رصد جميع تحركات المسئولين العرب عند زيارتهم الدول الأوروبية.