تونس:- في أول رد فعل له على الاحتجاجات الاجتماعية في البلاد والتي بدأت شرارتها في مدينة سيدي بوزيد، قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إن أعمال الشغب تضر بصورة تونس لدى المستثمرين. وقال بن علي في خطاب موجه للشعب التونسي بثه التلفزيون الحكومي "إن لجوء أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم إلى العنف والشغب في الشارع وسيلة للتعبير أمر مرفوض وهو مظهر سلبي وغير حضاري يعطي صورة مشوهة عن بلادنا تعوق اقبال المستثمرين والسواح بما ينعكس على إحداثات الشغل التي نحن في حاجة إليها للحد من البطالة وسيطبق القانون على هؤلاء بكل حزم". وشهدت مدينة سيدي بوزيد وبعض البلدات الأخرى في جنوب البلاد في الآونة الأخيرة مظاهرات تطالب بتوفير فرص العمل والتصدي للبطالة ووقعت خلالها اشتباكات بين المحتجين والشرطة أدت لسقوط قتيل ومصابين. وتعد السياحة أول مصدر للعملة الأجنبية في البلاد ويعتمد الاقتصاد التونسي على صناعة السياحة المزدهرة حيث تستقبل البلاد سنويا 7 ملايين سائح وتقدر المداخيل السنوية لقطاع السياحة بحوالي 5.2 مليار دولار سنويا وتشغل حوالي 350 ألف مواطن. كما تعد تونس وجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية من أوروبا وبلدان الخليج في ظل انفتاح اقتصادها واستعدادها لتحرير الدينار التونسي بالكامل بعد 4 سنوات. أول احتجاجات منذ عقدين.. والرئيس يتفهم ظروف العاطلين وهذه أول مرة تشهد فيها البلاد احتجاجات واسعة في العقدين الأخيرين. والاحتجاجات نادرة الحدوث في البلد الذي يحكمه بن علي منذ 23 عام وينظر إلى تونس على أنها من أكثر بلدان المنطقة استقرارا. وأعرب الرئيس التونسي عن تفهمه للظروف والعوامل النفسية للشبان العاطلين عن العمل وقال "البطالة شغل شاغل لسائر بلدان العالم المتقدمة منها والنامية ونحن في تونس نبذل كل الجهود للحد منها.. وستبذل الدولة جهودا إضافية في هذا المجال خلال المدة القادمة". وزار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمس الثلاثاء الشاب محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه في مستشفى الحروق البليغة بالعاصمة واستفسر الأطباء عن حالته الصحية. كما قالت وكالة الأنباء الحكومية إن الرئيس استقبل والدة البوعزيزي ووالد محمد العماري الذي قتل برصاص الشرطة في مظاهرة إضافة إلى والدة حسن بن ناجي الذي انتحر عندما تسلق عمود كهربائي ولمس أسلاك. وتعهد الرئيس بتقديم الرعاية الاجتماعية الضرورية لهذه العائلات.