قال سامح عاشور نائب أول رئيس الحزب الناصرى ونقيب المحامين السابق إن البرلمان بدون معارضة سيكون عبارة عن "مجلس محلى" تابع للحزب الوطنى مكون من العمال والفلاحين "المزيفين" واعتبر أن صدى نتائج انتخابات مجلس الشعب هذه الدورة أسوأ من "صفر" المونديال، واصفا تلميحات بعض القيادات فى الحزب الوطنى بوجود صفقة تجمع بين الوطنى وأحزاب المعارضة بالتجريح السياسي. وتوقع عاشور فى حواره مع جريدة الشروق أن النظام سيحاول العبث فى الانتخابات القاعدية فى الحزب الناصرى، مشيرا إلى أن لائحة الحزب فى حاجة إلى تعديل بسبب ما يعانيه الحزب من حالة اشتباك بين صلاحيات الأمين العام ورئيس الحزب، منوها بانعقاد المؤتمر العام فى 17 ديسمبر الحالى لمناقشة عدد من القضايا منها تقرير مفصل حول ما حدث فى انتخابات الشعب والشورى الماضية، بالإضافة إلى مناقشة إمكان تأجيل الانتخابات الداخلية فى الحزب لمدة عام وهذا بعض مما جاء في الحوار: ما هو تقييمك لانتخابات مجلس الشعب هذه الدورة؟ نحن نقدم النموذج الاسوأ فى كل شىء، والانتخابات تؤكد سوءنا، كل شىء تقدمه الحكومة سيئ، مستوى معيشة الناس متدنٍ، الأجور منخفضة، الاسعار مرتفعة، دور مصر متقلص، مصر تشهد تراجعا فى كل شىء فى كل مناحى الحياة. الحكومة فاشلة ومصرة على احتلال الواقع السياسى منذ عام 1975 حتى الآن، فالدستور يتحدث عن تعددية حزبية والحكومة تسعى إلى سحب المجتمع إلى نظام الحزب الواحد وتحاول وضع حواشٍ شكلية وأعداد لا تأثير لها فى البرلمان حتى تضفى الشرعية الشكلية أمام المجتمع، واستحواذهم على السلطة بذلك الشكل يمثل نوعا من الانقلاب على الدستور. ما تفسيرك ل"صفر" الحزب الناصرى الذى حصل عليه فى الانتخابات؟ المعارضة ومصر كلها أخذت صفرا، القضية ليست قضية عدد فالذى حصل على 1 أو 2 أو 3 فهذه الأعداد لا تمثل الحياة الحزبية فى مصر، كما أنها لا تمثل حجم أى حزب من أحزاب المعارضة، وحصول الناصرى على "صفر" يرجع إلى أنه كان أقل الأحزاب من حيث عدد المرشحين المشاركين فى انتخابات الشعب، فطبيعى أنه لا ينجح أحد منهم. البعض فسر "صفر" الناصرى على أن الحزب لم يقدم مرشحين ذوى ثقل، تتوافر لديهم المؤهلات التى تمكنهم من إدارة معركة انتخابية ناجحة، فما تعليقك على ذلك؟ تقديم المؤهل للعملية الانتخابية مناطه توافر القواعد السليمة للعبة الديمقراطية، فى حالة تغييب هذه القواعد لا يوجد فرق فى النتائج ما بين المؤهل وغير المؤهل، فهناك العديد من رموز المعارضة صاحبة سبق فى البرلمان السابق، ورغم ذلك سقطت فى الانتخابات. الحزب الوطنى استحوذ على كل شىء، وأنا أوجه نصيحتى للمعارضة إذا لم نصل لما نرغب فيه، نقبل جميعا على الانضمام إلى عضوية الحزب الوطنى ونغلق الأحزاب ونقول: "آمين" للحزب الوطنى أو نترك البلد ونمشى. البعض الآخر فسر نتائج حزب الوفد والتجمع والناصرى فى الانتخابات بأنها بمثابة غدر لوعود النظام للأحزاب فى التمثيل فى البرلمان والناصرى على الأخص الذى تردد أنه تلقى وعدا بالحصول على 5 مقاعد فى البرلمان المقبل؟ الناصرى لم يتواصل مع الحكومة بشأن حصوله على عدد من المقاعد أو ما شابه ذلك، سوى عندما اختاروا عضو مجلس الشورى بالتعيين أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصرى، وهذا لم يتم من خلال تشاور بين الحزب فالحكومة إنما هى التى انتقت ذلك الشخص الذى ينوب عن الناصرى فى مجلس الشورى. وأنا بصفتى النائب الأول لرئيس الحزب الناصرى لم يعدنى أحد بأى شىء بخصوص ذلك. هل كنت تتوقع هذه النتيجة للناصرى؟ نعم، كنت أتوقعها. كيف ترى سحب الوفد لأعضائه من مجلسى الشعب والشورى؟ هو قرار شجاع وصعب فى ذات الوقت، فكان أفضل وأهون على الوفد ان يتخذ قراره بمقاطعة الانتخابات قبل دخوله الانتخابات، إلا أنه أخذ القرار الصعب فى التوقيت الصعب، ولكنها شجاعة من قيادة الوفد لابد أن نحييه عليها، ونحن كناصريين قررنا المقاطعة التصويتية تماشيا مع هذا الانسحاب والموقف الإيجابى الذى اتخذه الوفد. هل ترى أن مشاركة الوزراء فى انتخابات مجلس الشعب كانت نوعا من الحماية لهم من تعديل وزارى مرتقب؟ حماية لهم من جانب من؟، صاحب قرار مشاركتهم فى الانتخابات هو نفسه صاحب قرار تعيينهم فى الوزارة، فلا أحد يجرؤ على محاسبة الوزراء حتى فى ظل غياب الحصانة عنهم. لو عرض عليك التعيين فى مجلس الشعب هل ستقبل حتى تكون فرصة لتمثيل الناصرى فى البرلمان المقبل؟ نحن لا نرغب فى الحصول على مواقع برلمانية، فالتعيين فى مجلس الشعب لا يضيف إلى الحزب الناصرى أية قيمة، لا توجد قاعدة واحدة تحكم التعيين فى مجلسى الشعب و الشورى بل عملية التعيين تقوم على انتقاء الشخصيات الملائمة لتمثيل المعارضة أمامهم. كيف ترى شكل البرلمان المقبل بدون الإخوان والمعارضة؟ برلمان بدون معارضة مجلس محلى الحزب الوطنى، نصفه من العمال والفلاحين المزيفين، واللواءات السابقين الذين يمتلكون حيازات زراعية تقدر بتسعة فدادين، هذه هى مصر وانتهت الديمقراطية عند ذلك الحد. هل من ضمن طموحاتك العودة لرئاسة نقابة المحامين؟ من ضمن طموحاتى انقاذ نقابة المحامين، لان النقابة وقعت فى بئر بعد حمدى خليفة والمجلس الجديد الذى ادخلها فى بوابة المديونية إلى 20 عاما قادمة، سيدفع المحامون ثمن أراضٍ متعاقد عليها فى مشروع محدد غير قابل للتسقيع أو البيع أو المشاركة ولا توجد أى ملامح لنجاحه ونقابة المحامين لا تمتلك إمكانات تمويله وستفلس بسببه.