الخرطوم: بدأ اليوم التسجيل للاستفتاء الذي طال انتظاره على استقلال جنوب السودان وهي أول خطوة ملموسة نحو الاقتراع الذي قد يؤدي إلى تقسيم أكبر دولة في افريقيا إلى دولتين. حدود بين الشمال والجنوب !! وجاءت الخطوة في الوقت الذي اتفق فيه زعماء الشمال والجنوب على إقامة حدود تسمح بحرية حركة التجارة والبدو بين أراضيهم في حالة الانفصال ضمن اتفاق إطار عمل لحل قائمة من النزاعات بين الجانبين. وسيجري في التاسع من ابريل نيسان الاستفتاء على ما إذا كانت المنطقة المنتجة للنفط ستعلن استقلالها وهو ذروة اتفاق السلام الذي وقع عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب بين الشمال والجنوب وهي أطول حرب أهلية في افريقيا وأودت بحياة مليوني شخص. ويتوقع المحللون على نطاق واسع أن يصوت الجنوبيون لصالح الانفصال. سيلفا كير اول من سجل اسمه وقال شاهد من رويترز إن سلفا كير رئيس جنوب السودان الذي أحاطت به حشود أخذت تغني وتقرع الطبول في جوبا عاصمة الجنوب كان أول من سجل اسمه. وقال كير للحشود: سنصوت في التاسع من يناير.. يجب أن يأتي الناس بأعداد كبيرة، والا سيكون الناس قد قاتلوا وماتوا بلا سبب.. الاستفتاء سيجرى مرة واحدة. دعوة للمواطنين إلى تسجيل أسمائهم وتجول مسؤولون بمكبرات صوت في شوارع جوبا عاصمة الجنوب في الصباح داعين المواطنين إلى تسجيل أسمائهم. ودوت أغنية مؤيدة للاستقلال من سيارة غير رسمية. وتأتي الأجواء المؤيدة للاستقلال في مواجهة حملة يقودها الرئيس السوداني عمر حسن البشير حتى يختار الجنوبيون استمرار الوحدة مع الشمال. واتهم زعماء جنوبيون الشمال بمحاولة تأجيل وتعطيل الاستفتاء للاحتفاظ بالسيطرة على احتياطيات الجنوب النفطية وحذروا من خطر العودة إلى الصراع. ورفض البشير الاتهامات ووعد بقبول نتيجة الاستفتاء. وقال رئيس المفوضية المنظمة للاستفتاء محمد إبراهيم خليل قبل بدء التسجيل إن البلاد تواجه مرحلة خطيرة في تاريخها، معترفا بأن المفوضية لم تبذل ما يكفي من جهد للتعريف بأماكن مراكز التسجيل. وقبل يوم من التسجيل لم تكن قوائم المراكز متاحة الا على موقع المفوضية على الإنترنت وفي المدارس واشتكى الكثير من الجنوبيين من أنهم لا يعلمون أين يسجلون أسماءهم. وسيتمكن الجنوبيون أيضا من التسجيل في الشمال وثماني دول خارج السودان. وكانت الأجواء في الخرطوم صباح الاثنين هادئة. ولم يأت ناخبون إلى مركز اقتراع زارته رويترز بعد الساعة الثامنة صباحا (05:00 بتوقيت غرينتش) وهو موعد بدء التسجيل. وقال وسطاء من الاتحاد الافريقي إن زعماء الشمال والجنوب وقعوا اتفاق إطار عمل أمس الأحد يحدد شروط المفاوضات لحل قائمة من الخلافات من بينها كيفية تقسيم عائدات النفط والدين العام بعد الانفصال. وفي الاتفاق تعهد الجانبان بعدم العودة إلى الحرب وإعطاء الناس الحق في اختيار المواطنة بعد أي تقسيم وبدء ترسيم حدودهما المتنازع عليها على الفور. وقال بيان للاتحاد الافريقي إن في حالة الانفصال ستكون هذه أطول حدود بين دولتين في افريقيا وأضاف أن الطرفين يلتزمان بالحفاظ على حدود تسمح بالنشاط الاقتصادي والاجتماعي والتفاعل دون عرقلة. ولم يتطرق إلى تفاصيل بشأن موقع الحدود المتنازع عليها وقال إنه لا تزال هناك حاجة الى حل الخلاف بشأن ما اذا كانت منطقة أبيي المنتجة للنفط ستنضم الى الشمال ام الجنوب. المصدر: وكالات