أحضرت لي ابنتي فرشاة وورقة وطلبت مني أن أرسم فقلت وماذا تريديني أن أرسم قالت أرسم وردة فحاولت أن أرسم لها الوردة لكن كلما رسمتها .. آراها تذبل آراها تجف قبل أن تجف الألوان فالورقة لا تصلح لرسم الأزهار قالت إذن فارسم لى نهراً فرسمت النهر ما أروعه و ما أجمله سألتني لماذا لا أستطيع رؤيته وظللنا نحدق ونحدق .. أين النهر؟ أقسم أنه كان هنا كان يزين رسمنا فالورقة لا تصلح للأزهار ولا الأنهار قالت إذن فارسم لي قمراً رسمت القمر مضيئاً مبتسماً و ظللت أحدق معجباً ولكن تلاشى جماله في ثوان ما تلك السحابات أهي غيوم أم دخان أين القمر والنجوم فضية الألوان؟ فقلت لها يا بنيتي الورقة لا تصلح للأزهار ولا الأنهار ولا الأقمار فسألتني لماذا لم تعد الورقة بيضاء؟ ولماذا لا أرى ما ترسم لي؟ وهل عندما أكبر سأستطيع أن أرسم؟ وظلت تسألني و تسألني وأنا لا أجد الرد وتذكرت ما كنت أرسم بالماضي نعم كانت لوحاتي جميلة والكل يراها بوضوح فقد كان للوحاتي ألوان وقلب وروح ورسمت معابد و أهراماً وصروح فقلت يا بنيتي غداً سأحضر ورقة بيضاء و نرسم سوياً بلد جميل وقمراً مضيئاً وزهر يميل ونهراً وحصان عربي أصيل أما الآن يا بنيتي فهيا نغلق النوافذ فالغبار يملأ المكان