كثُر في الفترة الأخيرة ضحايا الفضائيات، بداية بالأزمة الشهيرة بين مرتضى منصور وأحمد شوبير وصدور حكم قضائي بمنعه من الظهور على شاشة تليفزيون الحياة، ومروراً بالناقد علاء صادق الذي تم منع برامجه على التليفزيون المصري، وقرار أنس الفقي بعدم ظهوره على شاشته مرة أخرى بعد انتقاده لوزير الداخلية، وانتهاء بإقالة أحمد رفعت عضو مجلس إدارة نادي الزمالك من منصبه بعد سقطته المدوية على الهواء مباشرة وتلفظه بألفاظ لا يمكن أن تقال إلا في تجمعات الحشاشين وضاربي البانجو. وأظن أن الدور سيصيب محمد شبانة مقدم برنامج "كورة أون لاين" على قناة "مودرن كورة"، فالرجل سن سيوفه وأعلن الحرب على كل من يرفض الظهور معه في برنامجه، بدءاً من رئيس اتحاد الكرة سمير زاهر، ومروراً بالكابتن حسن شحاتة بعد هزيمة مصر من النيجر ومطالبته لشحاتة بالتنحي مستعيناً بخطاب الرئيس جمال عبد الناصر عندما قررالتنحي عن رئاسة الجمهورية،.. وانتهاءً بالكابتن حسام البدري المدير الفني للنادي الأهلي،.. وهذا الأخير وصل انتقاد شبانة له لذروته فقد أطلق شبانة العنان للسانه لمهاجمة البدري الذي تردد أنه رفض النزول ضيفاً على برنامجه قائلاً للبدري: "أنت لك تسعيرة وليك تمن وأنا أقدر أجيبك، ومش بمزاجك أنا أبعت خطاب للأهلي وهما يجيبوك لحد عندي". بل وصل الأمر بشبانة لاتهامه للأهلي بأنه عايش في غيبوبة بسبب أزمة الإعلانات الأخيرة التي أرجعها لجبروت النادي، وجبروت وكالة الأهرام للإعلان، ناصحاً نادي القرن قائلاً: "يا أهلي متعملش كبير ومعلم وانت محتاج تتعلم". ثم اتهم شبانة جماهير الأهلي بأنها مأجورة تتحرك حسبما يُطلب منها، وذلك على خلفية تصريح البدري بأن من طالبوا بإقالته ورفعوا لافتات بذلك في مباراة إنبي الأخيرة "قلة مأجورة"، وتساءل شبانة بخبث عن الجماهير المأجورة، هل التي رفعت اللافتات، أم تلك التي خرجت واستقبلت البدري وحملته على الأعناق عقب مباراة الترجي بتونس والخروج من البطولة الأفريقية؟. والدليل على أن نهاية شبانة قد اقتربت هو خروجه عن النص في كثير من حلقات برنامجه ومنها عندما أخرج الكوسة على الهواء وأمام الملايين في البيوت في مشهد لم نعتده إلا في المطابخ، ولا يمكننا تخيل أن نراه على شاشات التليفزيون إلا في برامج الطهي. فهل تدرى ياسيادة الناقد الرياضى أنك بكلامك عن حسام البدرى حولت النادى الأهلى لوكر لعرض النخاسة وتأجير الجماهير لأغراض شخصية، وهل اعتقدت فى قرارة نفسك أنك أنت الرجل الوحيد الذى يملك سلطة الدفع لهذا أو ذاك فيحضر لبرنامجك، ويا ليتك أنت الذى تدفع ولكن رئيس قناتك الذى يتباهى بأنه أهلاوى هو الذى يدفع ويسمع سقطاتك ومع ذلك لا يتدخل لردعك. لقد أصبح الإعلام الرياضى المصرى سيئاً لأقصى درجة، يستخف بعقول المشاهدين في كل بيت مصرى بسبب مجموعة غير جديرة بتواجدها على الشاشة لأنهم غير مؤهلين علمياً وثقافياً لهذا العمل، وكل منهم يدّعي الفضيلة والحيادية وهو أبعد ما يكون عنها. ألم يكن من الأجدى إنذار هؤلاء بقطع البث عنهم بدلاً من وقف قنوات دينية تدعو لدين الله ورسوله؟!!، أظن أنه آن الأوان لضبط هذه المنظومة، والعمل بميثاق الشرف الإعلامي الذي لا نسمع عنه إلا في الغرف المغلقة، قبل أن تأتينا أزمة لا ينفع فيها الندم، وقبل أن يحترق نادٍ جديد كما حدث في الأهلى بالجزيرة... ولكِ الله يا مصر.