يتمتع موقع فيس بوك بشعبية كبيرة في مصر وينتمي مستخدموه إلى شرائح متنوعة ما بين سياسيين وطلاب جامعيين ومثقفين وأنصاف متعلمين، فهل من السهل الاستغناء عنه؟ وقد تناثرت بعض الشائعات في الأيام القليلة الماضية عن إمكانية حظر موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيس بوك في مصر، أما عن مصدر هذه الشائعة فهو شبكة جديدة مجهولة تطلق على نفسها اسم Egyptfacebook. ومن المثير للدهشة أن تطلق الشبكة على نفسها ذلك الاسم دون اجتهاد من جانبها من أجل إيجاد اسم أفضل يعبر عنها وعن طبيعة الخدمات التي تقدمها. يُذكر أن الشبكة موضع الحديث قد أنشأت موقعا تحاول به سحب البساط من تحت أقدام فيس بوك في مصر واقتناص شعبيته الواسعة، كما أن الموقع الجديد يقدم العديد من الخصائص والخدمات التي يتيحها موقع فيس بوك، أي أنه نسخة مقلدة منه. ومن أشد ما يدعو للدهشة هو أن الكشف عن الموقع الجديد يتزامن مع الهجوم الإعلامي الذي شنه برنامج "مصر النهاردة" في حلقة أدارتها الإعلامية منى الشرقاوى واستضافت فيها دكتورة الاجتماع نادية رضوان والدكتور جمال مختار خبير المعلومات والشبكات الإلكترونية. وتطرق ضيفا الحلقة إلى العديد من العيوب والنقائص التي يرياها متجلية في موقع التواصل الشهير. ومن أهم ما تناولته الحلقة بعض المعلومات الخاطئة عن فيس بوك والتي من أهمها أن الموقع يتبع شركة جوجل، متناسين بذلك الصراع الطويل بين جوجل وشركة فيس بوك من أجل الريادة في مجال التعارف والتواصل الاجتماعي. واستندت منى الشرقاوي في حديثها إلى مقال نشرته مجلة روزاليوسف عنوانه "مزايا وعيوب الفيس بوك" والذي يتضح منه أنه لا يذكر العيوب فقط وإنما المزايا أيضا. وبالرغم من ذلك، لم يرد على لسان الشرقاوي وضيفيها سوى العيوب التي من أهمها تسهيل تنظيم بعض الحملات التخريبية والإضرابات، كما تناولوا ترويج الموقع لبعض الأفكار الهدامة. كما طرحت الضيفة الدكتورة نادية رضوان فكرة مشروع قانون يقره مجلس الشعب المصري يمنح فيه الدولة الحق في الإشراف على موقع فيس بوك وأكدت بشكل مباشر على أهمية تمتع الدولة بحق كامل في أن "تحظر شبكة فيس بوك". وأثار المحور الأخير في الحلقة أمرا في غاية الأهمية وهو أن موقع فيس بوك موجه لأهداف سياسية في المقام الأول، فقد أشار ضيفا الحلقة إلى الدعم المادي الذي يقدمه الموقع لمنظمات المجتمع المدنى لمراقبة الانتخابات فى العالم. واتبع الضيفان بشكل صارم نظرية المؤامرة، مرجحين أن موقع التواصل الشهير قد كشف عن وجهه الحقيقي.