صدق من قال إن الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب.. ها هي صحفية شابة تخوض مغامرة مثيرة لتثبت مدى استغلال بعض التجار لحاجات المواطنين.. فهددها هؤلاء بالحبس ... لكنها ربحت أيضا 70 جنيها. الصحفية اسمها غادة عبد الحافظ وهي مراسلة جريدة المصري اليوم في مدينة المنصورة.. قررت أن تشتري 80 كيلو طماطم وتبيعها بأقل من السعر الذي فرضه التجار على الغلابة (10 جنيهات). ذهبت غادة إلى السوق الرئيسية للخضار بالمنصورة، ووقفت تبيع وسط إقبال غير عادي من المواطنين.. والسبب أنها حددت سعر كيلو الطماطم بستة جنيهات فقط، وذلك لأنها اشترتها من قرية بلجاي بسعر الجملة (4.5 جنيه للكيلو). عندما وضعت غادة تسعيرة 6 جنيهات للكيلو، فوجئت بالتجار يعترضون ويقولون: "إنتم مجانين.. الكيلو ب 10 جنيه، إنتم عايزين تخربوا بيوتنا". وعندما رفضت قالوا: "يبقى إنتم سارقين الطماطم دى وهانبلغ عنكم"، وطلبوا لها شرطة المرافق، وكادت تنشب مشاجرة بين التجار وشرطة المرافق. وتدخل أحد موظفى حى شرق المنصورة، فشرحت غادة الفكرة له فأعجبته وتعاطف معها، وأمر رجال المرافق بالوقوف معها لحمايتها، وأخبرت التجار بأنها تابعة لمحافظة الدقهلية، والطماطم اللى بتبيعها مدعمة، وتجمع حولها عدد كبير من المواطنين. وبعد بيع القفص الأول بسعر 6 جنيهات للكيلو، قررت خفض السعر إلى 5 جنيهات وزاد إقبال المواطنين وسط سباب التجار... وما أن فرغ القفص الثانى حتى خفضت السعر إلى 4 جنيهات فزاد غضب التجار وقام أحدهم ببيع الطماطم المعطوبة لديه ب4 جنيهات، ثم قررت بيع المتبقي بسعر 2.5 جنيه فازداد توافد الناس، حتى فرغت من بيع جميع الكمية، وربحت 70 جنيهاً. الطماطم عند أغلبية المصريين أهم من الانتخابات الطماطم كان لها نصيب آخر في عدد الاثنين من جريدة المصري اليوم، وهو أمر طبيعي، حيث احتلت طوال أكثر من شهر صدارة اهتمامات الشارع المصرى، واستطاعت أن تحجز لنفسها مساحة مميزة فى مانشيتات الصحف، مزيحة أخبار الانتخابات، والمرشحين، والتحالفات، والصفقات السياسية، عن أماكنها المعتادة. المصرى اليوم تجولت فى شوارع القاهرة، وسألت المواطنين: أيهما أهم: (الطماطم أم الانتخابات؟)، وجاءت النتيجة، حاسمة، لصالح الطماطم، فمن بين 26 مواطناً من الشباب، والنساء، والرجال مختلفي الأعمار، والمستويات المادية، أكد 3 فقط انحيازهم للانتخابات، فيما صوّت 23 للطماطم. وهذه بعض الإجابات التى حصلت الجريدة عليها.. دون أن تستغرق وقتاً فى التفكير أجابت صباح متولى، ربة منزل، "الطماطم طبعاً"، مضيفة: "الانتخابات لن تجعل أبنائى يشعرون بالشبع". أحمد شحاتة، موظف، أجاب ضاحكاً: "انتخابات إيه؟.. واخدين منها إيه الانتخابات؟!".