بعد أن أعلنت شركة جوجل الرائدة في مجال الإعلان المرتبط بالبحث على الإنترنت رفضها لثلاثة إعلانات أدوردز (AdWords) قدمتها أحد أبرز مهاجمي سياسات الشركة، فاجأت الشركة الجميع بقبولها للإعلانات بعد أن سجل المعلم شكواه من الرفض. يذكر أن إعلانات الأدوردز هي المصدر الرئيسي لدخل الشركة. كان أحد أجهزة مراقبة حقوق المستهلك، وهو أحد أشهر المهاجمين لسياسات جوجل، قد تقدم إلى الشركة بطلب لعرض ثلاثة إعلانات وجميعها مصمم لدعم مقطع الفيديو الشهير الذي يتعرض لإريك شميت- رئيس مجلس إدارة شركة جوجل- بالهجوم في شأن بعض الأمور المتعلقة بخصوصية مستخدمي جوجل. تلقت الشركة العديد من العروض لبيع الإعلانات التي تتناول الهجوم عليها، خاصة تلك التي يرد فيها اسم "إريك شميت" وقد ورد أن الشركة قد باعتها بالفعل في الثاني من سبتمبر الماضي، وهو اليوم الذي عرض فيه جهاز مراقبة حقوق المستهلك شريط الفيديو الذي يناهض سياسات شميت بخصوص بعض العلامات التجارية. قابل جهاز مراقبة حقوق المستهلك رفض شركة جوجل لعرض الإعلان بشكوى رسمية نشرها على موقعه الخاص، مما أجبر الشركة على التراجع عن قرارها برفض الإعلان دون أي اعتذار أو تبرير للرفض المبدئي. وأعلن أحد ممثلي شركة جوجل في بيان رسمي لها أن الشركة لها كامل الحق في قبول أو رفض أي إعلان تتقدم به أي جهة معلنة بوصفها المالك الفعلي للعلامات التجارية، وذلك بغض النظر عن انتهاكه سياسات جوجل من عدمه. تسمح السياسة المتعلقة بالعلامات التجارية للجهات المعلنة باستخدام علاماتها التجارية حينما يكون الهدف الرئيسي من الإعلان الترويج للسلع والخدمات ومنح المستهلك معلومات قيمة عنها. يذكر أن إعلانات جهاز مراقبة حقوق المستهلك موضع الجدل تحتوي على روابط بموقع إليكتروني باسم InsideGoogle.com، وهو من أشد المواقع المعادية للجوجل والمنتقدة لسياساتها. بالرغم من ذلك، تفرض شركة جوجل قيودا صارمة على أي إعلانات تحتوي على أي نصوص تروج لمواقع منافسة أو تتضمن انتقادات صريحة أو دعاية سلبية لموقعها، ولعل تلك القيود هي المبرر الذي لم تعمل الشركة على ذكره عند رفضها الإعلانات الثلاثة. أما عن مضمون تلك الإعلانات، فيتلخص في المحاولة من أجل سحب الثقة من إريك شميت والنيل من كفاءته في حماية سرية المستخدمين. لا شك أن اصطياد عيوب جوجل والتشهير بقدراتها على حفظ سرية العملاء ليس الهم الوحيد لجهاز مراقبة حقوق المستهلك، كما أنه ليس من المعقول أن جوجل تكشف كل ما يجري حول العالم من أنشطة متعلقة بالاتصال والدخول على شبكة الإنترنت. حير رفض جوجل وقبولها للإعلانات الكثيرين وفتح المجال للعديد من التساؤلات عن سياسة الشركة فيما يتعلق بالإعلانات، خاصة بعد رفض الشركة التعليق على سياسة اتخاذ القرار لديها.