أولت صحيفة اليوم السابع إهتماما بما نشره الإعلامى الإنجليزى روبرت فيسك وذلك فى الحلقة الثالثة من سلسلة التحقيقات التى ينشرها عن ظاهرة جرائم الشرف فى العالم بصحيفة الإندبندنت البريطانية،وتحدث فيسك عن مصر التى قال عنها إنها تنكر وقوع هذه الجرائم على أرضها. وقال فيسك فى التحقيق الذى جاء بعنوان "ما وراء الانتحار الجماعى لشابات مصر" ، إن هذا التحقيق يفضح كذب مزاعم المسئولين فى مصر التى قطع فيه مزارع رأس ابنته بأنه لا توجد فيها جرائم شرف. ويسخر فيسك من هذه المزاعم بالقول إن مصر من الناحية الرسمية لا توجد بها جرائم شرف، فالشابات فى مصر ينتحرن لكنهن لا يتعرضن للقتل على الإطلاق. وهذه هى وجهة نظر الحكومة. غير أن الملفات الموجودة فى مركز عزة سليمان للمساعدة القانونية للمرأة وغيرها من المنظمات غير الحكومية فى مصر تقول الحقيقة. ففى مايو عام 2007، قام مزارع فى صعيد مصر بقطع رأس ابنته بعد أن اكتشف أن لها حبيبا. وفى مارس 2008، قام رجل آخر يعرف بمرسى بكهربة ابنته البالغة من العمر 17 عاماً وضربها حتى الموت لأنها تلقت مكالمة هاتفية من حبيبها.. واعترف الرجل وهو من مدينة كفر الشيخ بأنه ضربها بعصا ضخمة قبل أن ينهى حياتها بصدامات كهربائية، ولم يتم اكتشاف القتل إلا بعد أن تم نقل الجثة إلى المستشفى المحلى. وتقول عزة سليمان إن زنا المحارم هو المشكلة الرئيسية التى لن يتحدث أحد عنها. فمؤخراً اعترف رجل بقتل ابنته لأنها كانت حامل. وكان هو أب لهذا الطفل الذى لم يولد. ورغم أنها كانت قضية زنا محارم إلا أنه قتلها لحماية "شرف العائلة". وتعرضت أربع سيدات أخريات للقتل من قبل عائلاتهن لأنهن تعرضن للاغتصاب.. والأقلية المسيحية فى مصر التى تمثل ما يقرب من 10% من إجمالى الشعب، قد أبعدت نفسها عن جرائم الشرف على الرغم من أن هناك فتيات مسيحيات تم قتلهن لرغبتهن فى الزواج من رجال مسلمين. وتشكو عزة سليمان من أن المسيحيين لا يستطيعون الحديث فى ذلك خارج الكنيسة، وقد حاولن فتح هذه القضايا إلا أن الحكومة لا تسمح بذلك وتقول "من فضلك. لا حديث عن سفاح المحارم". كما أن جرائم الشرف أيضا مرتبطة بالميراث. وتقول أمل عبد الهادى، إنه لا توجد أرقام فى مصر عن جرائم الشرف أو سفاح المحارم لأن مثل هذه القضايا لم تصل أبداً إلى المحاكم، فمن الممكن أن نتحدث بسهولة أكبر عما سمته "الاغتصاب الزوجى" فهناك منازل تعيش فها عائلات بأكملها فى غرفة واحدة، الأجداد والأطفال والأسرة ينامون فى غرفة واحدة، بعضهم تحت الأسرة فى الليل. ويسمعون كل شىء.