قال مراسل صحيفة الأندبندنت المخضرم روبرت فيسك، فى مقاله بالصحيفة، إن الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما عليه أن يدفع ثمن ثمان سنوات من الأوهام، وهى فترة حكم بوش، وأضاف, أن أوباما عليه أن يتخلص من العراق، وأن يخبر إسرائيل عن بعض الحقائق. ويدخل فيسك فى حوار مع نفسه ليقول, على أوباما أن يغلق معتقل جوانتانامو ليجد السبيل للاعتذار للعالم كله عما بدر من سلفه بوش من جرائم، لكنه أكد, أن هذا ليس سهلاً على رجل لابد أن يفخر ببلاده، ويعود فيسك ليشير إلى أن الاعتذار للمجتمع الدولى أمر حتمى, إذا ما أراد الرئيس المنتخب تحقيق التغيير الذى وعد به خلال حملته الانتخابية. ويضيف, أن أوباما سيتعين عليه إعادة التفكير, وتفسير الحرب على الإرهاب، كما سيتعين عليه الخروج من العراق، والدعوة إلى فك القواعد الجوية الأمريكية الضخمة هناك، كما سيضطر إلى إنهاء الضربات الجوية الدموية فى جنوبأفغانستان. ويرى فيسك, أن أوباما فى سبيل تحقيق التغيير، عليه إبلاغ إسرائيل عن أن أمريكا ليست مضطرة أن تقف صامتة فى مواجهة وحشية الجيش الإسرائيلى والاستعمار اليهودى للأرض العربية، كما سيتعين عليه أن يقف فى وجه اللوبى الإسرائيلي، وأن يسحب قبول بوش لذلك الاغتصاب الإسرائيلى فى 2004، لجزء كبير من الضفة الغربية. وأكمل فيسك على المسئولين الأمريكيين فى الإدارة الجديدة, أن يجروا محادثات مع إيران وحماس، كما على أوباما أن ينهى الضربات الأمريكية فى باكستان وسوريا. أوباما سيسير على نهج أسلافه ويعود فيسك ليؤكد أن الرئيس الأمريكى الجديد لن يفعل هذا، إذ أنه يريد أن يسحب قواته من العراق من أجل تركيزهم فى أفغانستان، كما أنه لن يستطيع أن يعادى اللوبى الصهيونى فى واشنطن، ولن يعمل من أجل وقف بناء المستوطنات اليهودية على الأراضى المحتلة, أو التحدث مع أعداء إسرائيل. ويقول فيسك, الدليل على ذلك، هو تعيين رام إيمانويل، أحد مؤيدى إيباك, أو اللوبى الصهيونى، كرئيس للأركان، وهو الرجل الذى قالت عنه صحيفة معاريف الإسرائيلية هذا الأسبوع, رجلنا فى البيت الأبيض. ويتابع الكاتب, أن هناك مشكلة واحدة صغيرة، وهى السجناء المفقودين، الذين اختفوا فى سجون أمريكية أو فى سجون دول حليفة لها، ويقدر عددهم وفق بعض التقارير ب20 ألف رجل، معظمهم من العرب وكلهم مسلمون. ويستطرد, أن أوباما عليه أن يجد حلاً لهذا اللغز، فأين يوجد هؤلاء؟ وهل يمكن إطلاق سراحهم؟ أو هل مات هؤلاء؟ فإذا ما وجد أوباما المقابر الجماعية التى هى ميراثه عن جورج بوش، فعليه كثير من الاعتذار. أوهام ذرعها بوش وذكر فيسك, أن من بين ملايين التقارير التى أتت من قبل جواسيس أمريكيين فى أنحاء العالم، تقرير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فى الشرق الأوسط، الذى يحذر من احتمال وقوع هجوم انتحارى جوى على القاعدة البحرية الأمريكية فى جزيرة جنوب المحيط الهادى, وقال, إنه من غير الجاد أيضاً ما ذكره تحقيق للجيش الأمريكى مؤخراً, أن أسامة بن لادن يرسل لهم رسائل تهديد من خلال مكتب بريد لقاعدة عسكرية أمريكية فى شرق آسيا. ويعقب فيسك, أن ما سبق ذكره مجرد هراء تم نشره حول العالم من قبل المدافعين عن الحرب ضد الإرهاب، وأن هذا من شأنه أن يوضح الخيال الذى ساد نظام حكم بوش طوال ثمان سنوات. ويرى, أنه إذا كان علينا أن نصدق أن بن لادن قد بعث برسائل من خلال مكاتب البريد، لذا علينا أن نصدق أن كل شخص نقبض عليه هو إرهابى، ومن ثم فإن العرب إرهابيون ولابد من تعذيبهم، وأن كل ما يقوله الشخص المعذب لابد أن يصدق، وأنه علينا أن نقبل انتهاك سيادة البلاد من أجل الحصول على تسجيلات للمكالمات الهاتفية لكل شخص فى أمريكا. واستعان الكاتب بما نشرته صحيفة النيويورك تايمز قبل عامين حول قيام إدارة بوش بالتصنت على المكالمات الهاتفية للمساعدة فى إيجاد بن لادن، وقال, لم يكن هناك ما يوقف بوش حينما جاء ليدوس على دستور الولاياتالمتحدة، فهو لم يحترم حرية أمريكا حتى يحترم باقى العالم. وتساءل, كيف لباراك أوباما أن يمضى فى إصلاح هذا الضرر الهائل الذى أحدثه كذب سلفه فى جميع أنحاء العالم وداخل الولاياتالمتحدة نفسها؟، مضيفاً, أنه بعد خوف بوش وصدمة ورعب رامسفيلد وسجن أبو غريب وباجرام وجونتانامو والتسليم السرى للمعتقلين، كيف لأوباما أن يقود بلاده نحو العودة إلى نصابها؟.