تصادف وجود الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك فى العاصمة اللبنانية بيروت خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن.. وسرعان ما رصد فى مقال، نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية، معاناة اللبنانيين من إجراءات أمنية مشددة، عندما أكد أن دوريات الشرطة ظلت طوال الليل تجوب الشوارع خارج المنزل، الذى يقطنه فيسك ويطلبون من السائقين الابتعاد عن الطريق وانطلق هدير أصوات الطائرات الذى يذكر بحرب فيتنام وملأت طائرات الأباتشى السماء لحراسة أول مسؤول أمريكى على هذا المستوى يزور لبنان منذ 30 عاما. واعتبر فيسك فى مقاله أن ما حدث من إجراءات أمنية مبالغ فيها مع الشخصية الأمريكية أمر يجعل الأجانب فى بيروت - ناهيك عن اللبنانيين - لا يريدون الحياة بمثل تلك الطريقة. وأعرب الكاتب البريطانى عن استيائه من صدور أوامر للبنانيين بعد ظهر أمس الأول بترك منطقة الكورنيش قبل توجه نائب الرئيس الأمريكى إلى المطار، حيث اضطر الجميع للدخول فى أماكن مغلقة، تحسبا لاحتمال أن يفجره شخص ما.. وقال: «وبالطبع لم يفجره أحد لأنه لا يستحق.. فهو مجرد محاولة أمريكية أخرى لإظهار مدى قوة واشنطن وكيف سيظهر الرئيس الأمريكى باراك أوباما مساندته للديمقراطية». ووصف فيسك الرئيس اللبنانى ميشال سليمان بأنه الرجل الذى يوظف من رجال المخابرات ضعف العدد الذى يوظفه أوباما، معتبرا أن إرادة اللبنانيين التى تحدث عنها بايدن فى بيروت تهم واشنطن طالما أنهم يصوتون لمرشحين مؤيدين لأمريكا. وتطرق فيسك إلى لقاء بايدن الفريق الموالى للغرب حيث حديثه مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة (المعين وليس المنتخب)، وحواره مع رئيس لبنان، الذى قد يمثل عقبة لمنع «حزب الله» من الفوز فى الانتخابات المقبلة ثم جلوسه مع نبيه برى، رئيس مجلس النواب اللبنانى والحليف الأبرز ل»حزب الله»، تحسبا لاحتمال أن يفوز «الفريق الخطأ» فى الانتخابات «العادلة التى وعد بها الغرب».. ومن هذا المنطلق خلص فيسك فى مقاله إلى أن اتهام حزب الله لبايدن بالتدخل فى الشؤون الداخلية اللبنانية ما هو إلا «اتهام حقيقى» فى نهاية المطاف.