كلنا نعرف معتقل جوانتانامو وما يجري فيه، نسمع عن محاكمة شاب عمره 15 عاما بتهمة قتل جندي أمريكي، ونطمئن للعدالة الغربية وننام قريري العين، لكن ماذا عن معتقلات أخرى موجودة في العالم الإسلامي لا نسمع عنها شيئا ولا نهتم بها؟ هكذا بدأ الكاتب روبرت فيسك مقاله اليوم في صحيفة الإندبندنت البريطانية، منددا بمعتقلات كثيرة تشبه جوانتانامو موجودة في كل الدول العربية والإسلامية دون أن يسمع عنها الغرب شيئا، وإن سمع فهو لا يهتم بها من الأساس. يقول فيسك إن مثل هذه السجون تعج بالمعتقلين ولا أحد يهتم بهم، فكم سائح زار مصر وعرف شيئا عن سجن طرة الشهير الذي يتم إجبار السجناء فيه على اغتصاب بعضهم البعض؟ كم قارئ لصحيفة الإندبندنت يعرف معتقلا على الأقل في أي سجن عربي؟ لا أحد! وذكر فيسك مثالين على معتقلين سوريين لا يعرف عنهما العالم الغربي شيئا، أحدهما هو بهاء مصطفى جوجيل، والآخر محمد أيمن أبو عطوط، وذكر أرقام هويتاهما. بهاء جوجيل مواليد دمشق 1976، متزوج ولديه طفلين، كان يعيش في باكستان مع عائلته، كان بهاء معاقا بشكل جزئي لكنه استطاع أن يؤسس شركة تكنولوجيا صغيرة من منزله، ولم يكن له أي نشاط سياسي حسب شهادة عائلته. لكن السلطات الباكستانية اقتحمت منزله في يناير 2002 بقيادة ضابط أمريكي، وقبضوا على جوجيل واختفى لمدة 5 أشهر، وعلمت عائلته بعدها أنه تم ترحيله إلى سوريا سرا، وهناك اعتقلته المخابرات العسكرية السورية، وتم تعذيبه في سجون تحت الأرض وحبسه انفراديا لأكثر من 20 شهرا حتى فقد بصره. أما محمد عطوط، 51 عاما، صهر جوجيل، فقد خدم في الجيش السوري أوائل الثمانينات، أثناء المواجهات التي دارت بين الإخوان المسلمين والنظام الحاكم للرئيس السوري السابق حافظ الأسد. وقد تم تحذير عطوط من الاعتقال رغم أنه لم يكن له أي نشاط سياسي، مما دفعه إلى الهرب إلى بيروت ومنها إلى تركيا حيث تزوج وأنجب 4 بنات. أمضى عطوط 13 عاما في تركيا وبعدها ألقت السلطات التركية القبض عليه فجأة وسلمته إلى السلطات السورية رغم أن زوجته وبناته يحملن الجنسية التركية. ولمدة 13 عاما أخرى من 1993 إلى 2005 –وهي أطول من أي مدة قضاها أي سجين في جوانتانامو- تنقل عطوط بين كثير من السجون السورية حتى تم إطلاق سراحه في أواخر 2005. بعدها، ألقي القبض على عطوط من جديد في 2006 ولم يتم السماح لعائلته برؤيته ولا حتى التأكد من وجوده على قيد الحياة حتى الآن، رغم أن السلطات لم توجه له أي اتهام ولم تحاكمه، لكنه تعرض لتعذيب شديد على يدها. ختاما قال فيسك إنه زار العائلتين، وتحدث مع ابنة عطوط التي تعيش في باكستان وقد أخبرته أنهم يناشدون كل منظمات حقوق الإنسان للمطالبة بالإفراج عن جوجيل وعطوط لكن ما من فائدة.. فهل يسمع الغرب أو يهتم؟!