ما يزال خبر رحيل نجم ستار أكاديمي الشاب رامي شمالي، في حادث سيارة مروّع، وقع له بالقاهرة يوم الخميس الماضي، عندما كان بصحبة المطرب الشاب وزميله في الأكاديمية محمود شكري، يشغل بال الجميع، لما انطوت عليه المأساة من أحزان، وما فجّرته من آلام في قلوب معجبي النجمين وأهلهما. تقرير قناة العربية وفي تقريرها عن الحادث، ذكرت قناة العربية أن اختلال عجلة القيادة في يد الشمالي -الذي كان يقود- هو ما أدى لعبور السيارة للناحية الأخرى من الطريق، واصطدامها بسيارة كانت تقل رجلا وزوجته، ونتج عن الحادث وفاة الجميع، باستثناء محمود شكري الذي أصيب إصابات خطيرة، يرقد بسببها في المستشفى. وأورد التقرير المصور أيضًا، مشهدًا لأم رامي وهي منهارة من البكاء، ولا تدري ماذا تقول في مصابها، وكلمات الحزن كلها لا تكفي للتعبير عما تشعر به من لوعة الفقد، ومصيبة الفراق. وعلى صورته وهو يبتسم، انكبت الأم المكلومة، تنادي ولدها بصوت مبحوح وضائع، لعلّه يسمع، فيجيب ويعود لحضنها، لاستئناف حياتهما معا من جديد! آخر اتصال وشمل التقرير أيضا حوارا مع ناجي شمالي، شقيق الفنان الراحل، الذي بدت عليه الصدمة، وهو يقول إن هذه أول مرة يسافر فيها رامي للخارج، وقال إن آخر اتصال بينه وبين شقيقه، عندما وصل إلى مصر، وبدا في أثناء الحوار وكأنه يبحث عن الحروف ليركّب منها كلاما يبدو منطقيا، فما بداخله كان أكبر من أن يسمح له بالتركيز ومواجهة الكاميرا وهو رابط الجأش! وبعد أن أورد التقرير رأي بعض جيران رامي فيه، وكيف كانوا يرونه فتى مهذبا وواعدا، التقطت الكاميرا صورة عامة لمنزل رامي، الذي خرج منه على أمل تحقيق حلم كبير، فلم يرجع إليه إلا جثة هامدة! السرعة القاتلة وأوضح مراسل قناة العربية في القاهرة، "أحمد بجادو" أن الحادث وقع فجرًا، وليس عصرا -كما قالت بعض وسائل الإعلام- مما يفسر انحراف عجلة القيادة من يد رامي الذي كان يقود السيارة -فيما يبدو- بسرعة. وذكر تقرير قناة LBC أن جثمان رامي شمالي قد وصل إلى مطار بيروت الدولي، وتم نقله إلى مسقط رأسه في السهيلة، شمال بيروت تمهيدا لدفنه بمقابر الأسرة اليوم السبت، وفي أثناء ذلك، كان التقرير يعرض صورة للنعش يحمله البعض، وسط حالة من البكاء والدعاء بالرحمة والمغفرة. استقرار حالة شكري ومن ناحية أخرى، أكد التقرير استقرار حالة محمود شكري، الذي ما يزال يرقد في غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات الخاصة بالمهندسين، وسط كوكبة من أهله وأصدقائه وزملائه الفنانين، الذين لم تجف دموعهم بعد، ولم تكف ألسنتهم عن الدعاء بالرحمة والخروج من هذه المحنة بأقل خسائر ممكنة. التقرير المصوّر التقى بعض المواطنين العاديين، الذين أعربوا عن حزنهم الشديد لما وقع، ودهشتهم من تصاريف القدر ومفاجآته، وأمنياتهم بالشفاء العاجل لمحمود شكري، والرحمة والمغفرة لرامي شمالي. رامي يتنبأ بموته وفي مفاجأة كبيرة، ذكر التقرير أن رامي شمالي، كان يتوقع مثل هذه النهاية، فقد كان هناك حلم -أو كابوس- يراوده بشدة، رواه لأصدقائه في الأكاديمية، ليتخفف قليلا من عبئه، حيث كان يرى نفسه دائما يموت في حادث سيارة! وعرض التقرير مشهدا لرامي شمالي وهو يروي حلمه لأحد أساتذته بالأكاديمية، ويقول له إنه لا يدري إلى أين يذهب، وإنه يخاف بشدة من المستقبل، وكأنه كان يقرأ صفحة الغيب في لحظة صفاء روحي، ويستشرف ما سيؤول إليه حاله بعد أيام معدودات! ستار أكاديمي تودع فارسها بعد تأكد خبر رحيل رامي شمالي، توافد العديدون إلى منزله بلبنان، طلاب من ستار أكاديمي، وأساتذة درّسوا لرامي هناك، بالإضافة لطوني كرم ورولا سعد ونادين سميرة وأنيس، ومهدي وجاك وإلين قسيس وميشال قزي نجم ستار أكاديمي 6، وناصيف وريان ورحمة وعائلتها، ولسان حالهم جميعا يكذّب ما سمعوا، على الرغم من أن الغصّة التي يشعرون بها في قلوبهم، وتثاقل الخطوات، والدموع التي ملأت المآقي، تدل على أنهم يعيشون حقيقة واقعة، وكابوسا ثقيلا ليس من السهل الاستيقاظ منه أبدًا! ليرحم الله فقد الشباب رامي شمالي، والرجل وزوجته اللذين قضيا في الحادث، وليشف محمود شكري، ويُعده إلى أهله سالمًا معافى، لتطو هذه الصفحة المؤلمة والقاسية من صفحات الحياة، وليأخذ كل مَن شهدها أو سمع بها عِبرة ودرسًا، يستخدمه في المرحلة القادمة من الحياة، التي لا يعرف أيّنا ماذا تخبئه لنا فيها.