أول ما لفت انتباهي في هذه الرواية الصادرة حديثا بالأسواق هو اسمها الغريب على أذني "إيموز"، فانتابني الفضول، والرغبة في معرفة معنى هذا الاسم ودلالته. رواية "إيموز" للأديب المصري الشاب إسلام مصباح الذي يعمل محرراً بموقع "بص وطل" نجحت في لفت انتباه القاريء من أول وهلة من خلال اختيار المؤلف لعنوان غامض يثير الفضول. بالبحث عن معنى مصطلح "إيموز" الذي كنت أجهله تماما، علمت أن هذه الكلمة في علم النفس تطلق على الشخص المتمرد الذي يتميز بشخصية شديدة الحساسية، كما أن هناك جماعات من الشباب يتخذون لأنفسهم هذا الاسم، وهم يعانون من الاضطرابات النفسية وأحيانا الميول الانتحارية، ودائما ما يؤمنون بأن فكرة التعذيب الجسدى أفضل لهم من التعذيب النفسى، ويستمتعون بأشكال وأنواع خاصة من الموسيقى والرقص. يتناول المؤلف في هذه الرواية اغتراب الشباب عن المجتمع الذي يعيشون فيه، وعدم قدرتهم على التعبير عن آرائهم في مناقشات مجدية مع الآباء أو المدرسين، وهو ما يدفعهم لاعتناق الآراء الغريبة وإدمان الشبكات الاجتماعية على الإنترنت - وخاصة "الفيس بوك" - حيث يقضون داخل صفحاتها ساعات طويلة من يومهم يطرحون خلالها آراءهم ويدخلون في جدل لا نهاية له مع الشباب أمثالهم حول موضوعات إن كانت كبيرة ومحورية، فلن يحلها الجدل مهما طال، وإن كانت بسيطة، فإنها تكبر وتأخذ أكبر من حجمها بسبب الجدل الكبير الثائر حولها. يعبر الكاتب بواقعية عن مشاكل الجيل الجديد بأسلوب سلس ولغة عربية سليمة، مما يمنحه جواز مرور سريع لقلب وعقل القاريء. وقد أثنى العديد من الكتاب على رواية "إيموز" في مقدمتها، وعلى رأسهم الأستاذ إبراهيم عبد المجيد. يذكر أن الكاتب الشاب إسلام مصباح قد درس التجارة في مسقط رأسه المنصورة، وصدرت له أعمال مختلفة من قبل تنوعت ما بين قصص قصيرة وروايات، منها قصة الطوفان، قصة سر عائلة بروس، رواية ليلة واحدة بس، وراوية اعترافات مواطن، كما فاز بجائزة د.نبيل فاروق عن أدب الخيال العلمي.