تمضى الحياة ويطوينا الزمان وننسى من ظننا يوماً أنه من المستحيل أن ننساه، فالله الخالق العظيم خلق الإنسان وفطره على النسيان حتى أنه أحياناً ينساه، حاولي التفتيش في دفاتر الذاكرة القديمة واستخرجي من قاعها كم مرة أقسمتى أنك لن تنسيه ثم ها أنت الآن لا تذكرين اسمه. ففي حياتك بالتأكيد قصة حب ولكن لأنك لم تمضى إلى نهاية الطريق ضاعت وتاهت مثل كثيراً من قصص الحب. نصف الدرب مضيت لو أنك عاشقة لأهتديت قديما كنت فارسة وفى ليل العمر صلت فلم يا فارسة الاحلام درب العاشقين ضللت ألم يكن ذلك الحبيب المنسى فارساً لأحلامك يوماً، ومن أجله صاحبت القمر وتحدثت مع النجوم وتعلمت لغة الزهور، وكنت عندما تريدين فستاناً جديداً أو تصففين شعرك تكون عيناه هى تلك المرآة التي تقفين أمامها ساعات تسألينه تلك الأسئلة التي تحفظ كل مرآة وهل يا ترى مازالت هداياه التي كنت تحتضنيها كأم تحتضن وليدها لديك ... أم أنها الآن في سلة المهملات القابعة في قلب كل فتاة تحب من أعماق قلبها بينما هناك على السطح يوجد مكان ما لشخص ما. وأين هي رسائله التي حلقت معها يوماً ما إلى عنان السماء وكانت الهواء الذي يستنشقه صدرك والماء الذي ينساب بين شفتيك. ألم يكن ذلك الحبيب يوماً عالمك الممتد بلا نهاية، وحدود دنياك التي ستكون بلا طعم ولا لون ولا رائحة إذا غاب عنها، وكان اليوم الذي لا يتحدث إليك فيه يوماً خارج إطار الزمن، والمكان الذي فيه تلتقيان في أجمل البقاع في عينيك. ولا تقولي... هكذا تمضى بنا الأيام حيث تشاء... بل قولي لم أكن أحبك بل كنت أفعل مثل كل البنات اللائي في مثل سني... نحب لمجرد أننا بنات، وليس لآن لنا قلباً لا يمكن أن يكون إلا إذا ملأه الحب. فمن أجل نفسك أنت أحببتى من أنفق من أجلك أجمل أيام العمر، فما ظلت صورتك ساكنة في أعماقه ولم تسقط منه قط إلى قاع الذاكرة، ورسائلك وهداياك يحتفظ بها في أدراج القلب. أين أنت كنت أبحث عنك وعندما التقينا أدركت ساعتها أننا لن نلتقى أبداً.