كلنا نعلم جيدا عملية تكرير السكر بطريقة ما لا أعرفها جيدا ليصبح في النهاية لون السكر الابيض الذي نعرفه. وكلنا ايضا يعرف المقررات الدراسية اي المناهج الدراسية وتعني كلمة مقررات هنا المناهج التي على الطالب استذكارها ليدخل الامتحان فيجد سؤالا او مجموعة من الاسئلة من المنهج المقرر الذي استذكره جيدا او غير جيد هو ونصيبه ليجيب عن الاسئلة ويتم تقييم اجابته، الا أن ما يحدث كل عام وتحديدا من بعد خروج الهكسوس من مصر وارتفاع سعر العرقسوس أن الطلبة يشتكون من امتحانات الثانوية العامة والغريب أن الشكوى دوما تكون من هذه المواد الدراسية تحديدا اللغة العربية - اللغة الانجليزية - التفاضل والتكامل - الفيزياء - الرياضيات - التاريخ - وفي بعض الاحيان من الجغرافيا. إذن المشكلة ليست في الطلبة كافة والذين دوما يزيد عددهم عن نصف مليون نسمة يمتحنون في يوم واحد نفس المادة ويشتكي منهم ما يقرب من نسبة 70% من الممتحنين، إذن هناك سبب ويجب أن يتم ادراكه ليس معنى خروج الهكسوس من مصر أن نعذب الطلبة كل عام وبنفس الوسائل التي تتكرر كل عام وبنفس المنهجية. الغريب أن كل عام لامتحانات الثانوية العامة يخرج وزير التربية والتعليم ايا كان اسمه ليطمئن الطلاب واولياء الامور ويؤكد أن الامتحان في مستوى الطالب المتوسط وانه سيتم توزيع درجات الاسئلة الصعبة على باقي الاسئلة التي لم يشك منها الطلبة ويشير إلى أنه لا يريد أن يتأثر الطلبة بهذا الامتحان وان يركزوا في امتحاناتهم القادمة ويوضح أن عمليات التصحيح تسير بشكل منتظم ومرضٍ للجميع وان ورقة الاسئلة تمر على أربعة مصححين بالاضافة إلى مراجعة الورقة أكثر من مرة قبل اعطاء الدرجة النهائية عليها. ويؤكد الوزير دوما منذ خروج الهكسوس وحتى الآن أن عمليات المراقبة تتم بتقنيات حديثة هذا العام وتوفير وسائل الراحة للطلب ونزع جميع المسامير من الدكك بالاضافة لتوفير العصائر المثلجة للطلبة (المتمثلة في كافة المدراس الحكومية او الخاصة في زجاجة مياه تشرب منها اللجنة كلها) ليتأكد وصول جميع الامراض للطالب الاخير الذي سيشرب منها. وبعض الوزراء تأخذهم الجلالة ويصرحون بتصريح في بداية أيام الامتحانات بأن العملية الامتحانية تتم في هدوء كامل وبدون تسجيل حالات غش على الاطلاق في كافة انحاء الجمهورية بالاضافة إلى أن محلات العَجل والبلاى ستيشن جاهزة لاستقبال كافة الطلبة من مختلف الطبقات ليلعبوا قبل اعلان النتيجة. الكارثة الحقيقية هى أن العملية التعليمية في مصر لم تسر يوما في هدوء او انتظام او بشكل يتناسب مع متطلبات سوق العمل المحلي او العالمي او تعطي حتي الحد الادنى من التعلم والتثقيف الذي يحتاجه الطالب ليواجه نوعا مختلفا من الحياة سواء دخل جامعة حكومية او خاصة او حتى معهد متوسط. الكارثة في ان التعليم هو اساس تطور وتقدم ورقى المجتمعات كافة وبدونه لا يرتقي أى شعب على الاطلاق والغريب أن الحكومات المتتالية على مصر منذ عصر الهكسوس وحتى الان تتعاقب وتؤكد ارتفاع ميزانيات التعليم والابنية التعليمة وادخال التكنولوجيا في التعليم لكن الحقيقة هي أن المدراس لا يوجد بها زجاج والمقاعد سيئة للغاية وكذلك المدرس لا يتوافر له أى نوع من سبل الراحة والامان والاستقرار الوظيفي والمادي الآمن.. كما أن اعداد الطلبة الهائل في الفصل الواحد يؤدي بالطبع لصعوبة السيطرة على الفصل وعدم متابعة الطلبة وعدم تحديد مستوى الطلبة الذين يزيد عددهم عن 50 طالبا في الفصل الواحد.. فالمدارس لا تخرج سوى 10% فقط ممن يحتاجهم سوق العمل لانهم هم الذين لديهم القدرة واستطاعوا ان يكتسبوا مهارات مختلفة عن التي اكتسبوها في مدارسهم المتخلفة. لماذا نخجل من المدارس الصناعية التي تخرج حرفيين قادرين على العمل مباشرة فور تخرجهم؟ الاجابة هى لان حال هذه المدارس اقل مستوى في كافة النواحي من مدارس التعليم العام بالرغم من ان مصر كانت دولة زراعية فلم يكن يوما هناك اهتمام بالتعليم الزراعي وحين ارادت ان تتحول إلى دولة صناعية لم تعر اهتماما للتعليم الصناعي. الغريب أن الله عز وجل حثنا على التعلم والفهم والاجتهاد والابتكار والتطور والبناء والرقى والعمل إلا ان الواقع الذي نفعله في انفسنا خلاف ما اراده الله منا في أن نكون خلفاء في الارض.