ياسر حماية - عيون ع الفن: كوميديا سياسية من عدة مشاهد ترصد الخلافات العربية دريد لحام من الفنانين الكوميديين الذين اضحكوا الملايين بفنهم الراقي وقدم للدراما السورية أعمالاً تليفزيونية مهمة تتناول البيئة الشامية ببساطتها وتقاليدها من خلال مسلسلي صح النوم وحمام الهنا, اضحك خلالها جمهوره العريض كثيرا. دريد وقع أخيرا عقد بطولة مسرحية بعنوان "السقوط "بعد انقطاع دام عشرين عاما.. حول المسرحية وأشياء اخري في حياة دريد كان هذا الحور. - غوار الطوشي بهذا الاسم عرفك الجمهور وأحب فنك, هل تعيش عوالم تلك الشخصية ؟ بالتأكيد شخصية غوار الطوشي كانت سبب نجاحي .ومعرفة الناس بي ولكنها شخصية خاصة جدا بمعنى ليست شخصية يمكن مقابلتها في الشارع, أبو الهنا شخصية أكثر شمولية وعمومية فأي احد في الشارع العربي يعرفني أنني أبو الهنا، أما غوار فشخصية مخترعة خاصة لا يمكن مصادفتها بين الناس. - لكن شخصية أبو الهنا تعرضت للكثير من النقد؟ الناقد له حق النقد وأنا لي الحق أن اخطط لنفسي, الناقد يرى الموضوع بوجهة نظره فقط, أما أنا فأقلب الأمور على كل مستوياتها, بالتأكيد لا يستطيع الناقد أن يجبرني أن أكون هنا أو هناك, فالقرار أولا وأخيرا عائد لي إلى أين اتجه بخطواتي. - بداية كيف جاءت فكرة هذا العمل المسرحي؟ في البداية دعني أعبر عن سعادتي واتوجه بالشكر لشركة إيكوميديا التي أقنعتني بالعودة للمسرح بعد هذه السنوات بمثل هذا العمل الذي سيبعث الروح في الفن المسرحي العربي ويعيد إلى الأذهان الأعمال الجادة وهذا شرف لي في التعامل معهم حيث إنها من الشركات الرائدة ذات المستقبل المشرق ليس في داخل قطر فحسب بل على المستوى الإقليمي. حقيقة كانت البداية في إحدى زياراتي لمدينة الدوحة ولقائي مع السيد هاشم السيد الذي عرض عليّ فكرة العمل والتي حازت إعجابي وبناءً عليه تم الاتفاق مع الكاتب علاء الدين كوكش لترجمة هذه الفكرة إلى نص مسرحي. - ماهي الموضوعات التي ستعالجها المسرحية؟ تدور أحداث المسرحية في عدة مشاهد ترصد بأسلوب ساخر الخلافات العربية وتوضيح مواطن الضعف في الأمة العربية وأسبابها وتجسيد بعض المشاكل التي تعاني منها بأسلوب كوميدي. - ماهو المدى الزمني للانتهاء من إنتاج المسرحية وأين ستكون العروض؟ من المتوقع حسب خطة العمل أن يكون هناك خمسة عروض في الدوحة خلال عيد الفطر المبارك القادم ومن ثم تنتقل إلى الكويت لتقديم ثلاثة عروض أيضاً ومنه إلى القاهرة ودمشق بثلاثة عروض أخرى وربما في عدد آخر من المدن والعواصم العربية. - بعد انقطاع دام اكثر من عشرين عاماً عن المسرح لماذا فضلت العودة بهذا النوع من الأعمال؟ في هذا العصر الذي يلعب الإعلام فيه دوراً مؤثراً للغاية أصبحت الكوميديا السياسية بما تستعرضه من اطروحات ذات تأثير كبير في قطاع عريض من الناس حيال المشاكل التي تعاني منها الشعوب، بعد أن أصبحت الكوميديا من الألوان المحببة لقلوب الجمهور ويقبل عليها أكثر ومن هنا يأتي نجاح مثل هذه الأعمال في تبسيط الأفكار وتوصيلها للمتلقي خاصة وأن معظم الجمهور من شريحة الشباب. - كيف تجد التعاون مع شركة إيكوميديا؟ لقد حفزني على قبول العرض الحماس غير العادي من قبل المسئولين في شركة إيكوميديا بالرغبة في اعداد عمل على مستوى فني كبير واستعدادهم لتوفير الامكانات التي تتيح للعرض أن يظهر بشكل مشرف يحظى باهتمام الجميع. كما أن النص المسرحي يحمل العديد من المفارقات والاسقاطات الاجتماعية والسياسية التي تمر بها منطقتنا العربية والتي تؤرق ضمير كل مواطن عربي. هذا علاوة على إسناد الإخراج للمخرج الكبير محسن العلي الذي يعد بلا شك إضافة قوية لأي عمل يقوم به. - ما توقعاتك للإقبال الجماهيري على المسرحية؟ أستطيع أن أجزم أن هذا العمل سيلقى نجاحاً باهراً وصدى واسعاً في الشارع العربي نظراً لجدية الموضوعات وقوة الأحداث التي سيتناولها والتي تعالج بعض المشاكل العربية المعاصرة حيث إن المسرح يعد من اهم سبل التواصل الإنساني لقوة تأثيره على المشاهد وقدرته على اقتحام عقل ومشاعر المتفرج. كما أن المسرح والذي يعتبر أبو الفنون يؤدي دوراً فاعلاً في تشكيل ثقافة الشعوب وصياغة وجدانهم. - ماذا يشكل هذا العمل تحديداً للفنان دريد لحام؟ حقيقة أعتبر هذا العمل المسرحي نقلة قوية في مشواري الفني إذ يصب في بوتقة الأعمال المسرحية الجادة الذي نفتقدها كثيراً. فالمسرح الجاد هاجسه الإبداع ودفع الإنسان للتكامل الاخلاقي والجمالي والعقلي الذي يتفاعل مع احساس المتلقي من خلال بناء الصورة المسرحية المؤثرة، كما أن المسرح الجاد من الممكن أن يكون منبراً يناقش كل مشاكلنا الاجتماعية ويساعد في طرح الحلول لها. - هل لنا أن نتعرف على بعض الأسماء التي ستشارك في بطولة هذا العمل؟ في الواقع لم يتم تحديد أسماء بعينها بعد والاختيار سيكون بناءً على أي الممثلين يناسب اكثر الأدوار المتاحة في النص، وعموماً هذا يرجع في المقام الأول لرؤية المخرج الأستاذ محسن العلي وهو من أصحاب الباع الطويل في إخراج الأعمال الفنية المتميزة. لكن ما أستطيع أن اجزم به أن العمل سيضم نخبة من المع النجوم بما يتناسب مع مكانته وقيمته كعمل فني متوقع له نجاح كبير. - ما هو التأثير الذي يمكن أن تحدثه مثل هذه الأعمال الفنية؟ المسرح لا يقود إلى انقلابات عسكرية بل إلى تغييرات ما قد تكون في الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي وهي تزرع فكرة ما عند المتلقي ولكن لا يجب أن ننتظر نتائج سريعة بعد العرض المسرحي إنما هو يزرع فكرة ما قد تترجم في حركة تنويرية وتغييرية نحو الأفضل في كل المجالات. - يرجع البعض غياب مثل هذه الأعمال الجادة إلى تنازل الفنانين حتى يحصلوا على دور هنا أو هناك ...ما تعليقك؟ أنا من أشد المعارضين للتنازلات في الفن وحينما يتنازل الفنان لايمكن أن يقال عنه إنه فنان، وأتفق أن الحياة بها مغريات وقد تكون المادة اكثر المسائل إغراءً لتقديم التنازلات وبالتالي الأعمال التي فيها تنازلات تصبح كفقاعة صابون تبدو جميلة أحياناً لكنها سرعان ما تتلاشى. - في ضوء المتغيرات الحاصلة في المنطقة العربية ماذا يتطلب من الفنان والفن عموماً؟ الفن يزرع الفكرة بطريقة ممتعة للنظر والسمع وإذا استطاع أن يتسلل إلى العقل ويشكل متعة عقلية فذلك افضل. كما يجب على الفنان أن يكون اكثر قرباً من المجتمع ويطلع على كل ما يجري فيه حتى يستطيع أن يعيش هموم الناس ليعبر عنها بمصداقية. - أين تصنف المسرح الخليجي بين المسارح العربية؟ لا أنظر للموضوع من منظور التنافس بل أرى في المسرح العربي لوحة متكاملة وكل مسرح له دور محدد، ولا تكتمل صورة المسرح العربي إلا بوجود كل هذه الأنواع. - سينمائيا أين وصلت وهل تطمح بالعالمية؟ ليس عندي هاجس العالمية طالما ليس عندنا سينما بالمعايير المطلوبة فلنطبع بيننا نحن العرب أولا ومن ثم نفكر بخطوات لاحقة. - سمعنا كثيرا بعمل مشترك بينك والفنان عادل إمام أين انتهى المشوار؟ هو حلم منذ عام 1984 كنا معا في تونس نتابع عرض فيلم "الحدود" أعجب الفنان عادل إمام بتلك التجربة وأسرّه انجاز عمل مشترك ولم يتحقق الحلم والقصور كان مني أنا فلم اتابع الموضوع جديا. - ماذا عن تجربة المسرح السوري هل مازلت مصمما على المضي ثائرا لقول كل شيء بجرأة؟ بالتأكيد لن تتغير قناعاتي وفهمي للموضوع, الخطأ يجب أن أشير عليه, والحاكم الصادق هو الذي يحب الصدق ويدعو لقول الحق دائما, وهنا دور الفنان الذي يشعر نفسه نائبا عن الجمهور ولسان حاله وضميره الحي أبدا. - ماذا يمثل المسرح بالنسبة للفنان دريد لحام؟ للمسرح مكانة خاصة في نفسي فهو يعتبر حالة متفردة نظراً لطبيعته بما فيه من لقاء مباشر بالجمهور، وحين أقف على خشبة المسرح أرى نفسي تماماً في عالم الشخصية، أجسدها بكل صدق وأعيش معها انفعالاتها ومشاعرها الحقيقية أي تكون هناك حالة كاملة من الاندماج الفني.