حوار: حسام مصطفى إبراهيم - عيون ع الفن: على الرغم من أن عمره الفني، ليس طويلا، إلا أن تجسيده دور ابن وزير التربية والتعليم المدلل، في فيلم "مبروك أبو العلمين حمودة"، مع محمد هنيدي، ترك بصمة في نفوس المشاهدين، وكان السبب وراء منحه جائزة الأوسكار المصرية، بالإضافة لترشيحه للوقوف أمام ياسمين عبد العزيز في فيلمها الجديد. إنه الفنان الشاب أمير المصري، الذي كان لنا معه هذا الحوار: لماذا التمثيل؟ التمثيل بالنسبة لي ليس مجرد عمل، ولكنه عشق، ووسيلة للتعبير عن الذات، لدرجة أني لا أتخيل نفسي أمارس أي مهنة أخرى. ما مجال دراستك؟ لم أُرد أن أكون دخيلا على عالم الفن، ولذا حرصت أن أدعم حبي وميلي الطبيعي للتمثيل، بالدراسة، وأنا حاليا طالب في جامعة رويال هلواي، أدرس الدراما وعلم النفس. كيف بدأتْ قصتُك مع التمثيل؟ بدأتُ التمثيل منذ كان عمري أربع سنوات، حيث اشتركت بدور صغير في إحدى المسرحيات التي كانت تقدم على المسرح الإنجليزي، وعندما كان عمري إحدى عشرة سنة، التقيت بطاقم عمل فيلم هاري بوتر، وبسبب إتقاني للغة الإنجليزية، بلهجتيها الأمريكية والبريطانية، وملامحي التي تشبه الغربيين، عرض عليّ المخرج الانضمام لطاقم مدرسة "هوجورتس"، لكني ترددت وقتها، ولم أدر ماذا يجب عليّ أن أفعل، فضاعت مني الفرصة! ما الأدوار التي قدمتها على المسرح في لندن؟ قدمت العديد من أعمال كبار الكتاب، مثل مسرحية "much ado about nothing"، و"هاملت" لوليام شكسبير، ولعبت دور البطولة في مسرحية "عربة اسمها اللذة" لتينسي وليامز، وهو نفس الدور الذي سبق وقام به الممثل العالمي مارلون براندو، في فيلم سينمائي، وحققت المسرحية نجاحا منقطع النظير. هل اقتصر نشاطك الفني في لندن على المسرح فقط؟ لا بالطبع، فقد قدمت دورا في فيلم روائي قصير، بالإضافة لبعض الأعمال التليفزيونية لصالح ال BBC. كيف دخلت مجال التمثيل في مصر؟ الفنان العالمي عمر الشريف، كان هو السبب في اتجاهي للتمثيل في مصر، عندما قابلته في فرنسا، وأخبرته أنني أديت دور هاملت، في مسرحية شكسبير المعروفة بنفس الاسم، وهو نفس الدور الذي أداه الشريف من قبل، فسألني إن كنت قد قدمت أي أدوار في مصر، فأجبته بالنفي، فنصحني أن أضع التمثيل في مصر، ضمن حساباتي، لأنها خطوة هامة جدا بالنسبة لمستقبلي الفني، وعندما قابلت السيناريست يوسف معاطي، وعرضت عليه بعض أعمالي، أعجب بي، ورشحني لفيلم مبروك أبو العلمين حمودة. ما الفارق بين التمثيل في لندن والتمثيل في مصر؟ في لندن، أهم شيء الالتزام بالمواعيد، وعدم الخروج على النص، والجو -بصفة عامة- أشبه بالنظام العسكري، لكن لا يوجد الجو العائلي، ولا الدفء الأسري الذي تستشعره عندما تتعامل مع الممثل المصري، وعلى المستوى الشخصي، فقد خرجت من تجربة "مبروك أبو العلمين حمودة" مثلا، بمجموعة كبيرة جدا من الأصدقاء والعلاقات الإنسانية، مع الجميع، بدءًا من الممثلين، مرورا بالمخرج والفنيين، وصولا إلى العمال، وهذا هو المكسب الحقيقي لي في النهاية. ماذا بعد رمضان مبروك أبو العلمين حمودة؟ انتهيت مؤخرا، من تصوير مشاهدي، في فيلم "الثلاثة يشتغلونها" مع الفنانة الجميلة ياسمين عبد العزيز، تأليف الأستاذ يوسف معاطي، وإخراج الأستاذ علي إدريس، حيث أؤدي دورا محوريا في العمل، سيكون مفاجأة للجميع. هل هناك مشاريع فنية أخرى؟ في الحقيقة، أنا اقرأ بعض السيناريوهات المعروضة علي في الوقت الحالي، وقريبا سوف أختار أحدها، بعد الانتهاء من بعض الأعمال التي بدأتها في لندن مع المسرح القومي الإنجليزي. هل تدعمك أسرتك في مشوارك الفني؟ بالطبع، فأسرتي مؤمنة جدا بموهبتي، وقد تنبأ لي والدي بمستقبل باهر، خلال سنوات قليلة، لو استمررت في السير على نفس الخط الذي أسير فيه. بماذا تنصح من يريد النجاح في مجال التمثيل؟ النجاح في أي مجال، وليس التمثيل فقط، يتطلب -من وجهة نظري- ثلاثة أشياء، أن يحب الإنسان ما يقوم به، وأن يأخذه على محمل الجد، ويتعب في سبيل إتقانه، وأن يكون قد اختاره برغبته، ودون ضغوط أو اضطرار، وبالتأكيد سوف يوفقه الله، فالله لا يضيع أجر من يُحسن عملا.