شارك عدد من القوى السياسية المناهضة للانقلاب العسكري بمؤتمرا في العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس بعنوان "مستقبل مصر.. رؤية للتغيير" لمناقشة إستراتيجية ما بعد الإطاحة بالانقلاب العسكري. وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية اعتماد آلية حوار وطني تعترف بجميع مكونات الشعب المصري، وتضم جميع الأطراف المؤمنة بالديمقراطية وعودة الشرعية، وتعزيز الجهود لإسقاط الانقلاب العسكري، وتقديم رؤيتين: انتقالية وبعيدة المدى لنهضة مصر ومستقبلها. وشارك في المؤتمر الذي تم التنسيق والدعوة إليه من قبل المرشح الرئاسي السابق باسم خفاجي ورئيس حزب غد الثورة الدكتور أيمن نور والصحفيان محمد القدوسي وسليم عزوز، ومن بريطانيا الدكتور أحمد عامر. وبحسب الجزيرة. نت يكتسب المؤتمر أهمية من كونه الأول من نوعه الذي يعقد في ماليزيا أو ربما خارج مصر، حيث يناقش ترتيبات ما بعد الانقلاب ويضع خططا مستقبلية للواقع المصري. كما يشارك فيه ممثلون عن جميع الأطياف المعارضة للانقلاب في مصر وتجمعاتهم خارجها، ومن بينهم قياديون في التحالف الوطني لدعم الشرعية. وقال المرشح الرئاسي السابق أيمن نور في كلمته خلال المؤتمر "نحتاج إلى قوة مصرية أساسها حرصنا على مصر، أي أننا نريد كسر الانقلاب لكن لا نريد أن نكسر مصر معه". وأضاف أن ما يحدث حاليا على الساحة السياسية في مصر "سفاح وليس إنتاجا حقيقيا للأم المصرية ولا لثورة 25 يناير التي حلمنا بها وشاركنا فيها". كما قال الدكتور أحمد عامر القيادي بتحالف دعم الشرعية"المؤتمر يمثل اجتماعا لمجموعة من القوى الوطنية المصرية ارتأت أن تلتقي لتبحث عن آلية من آليات التغيير، وتحاول أن تبلور رؤى وإستراتيجيات تساهم في بناء مستقبل أفضل لمصر". وأضاف عامر، "هذه المجموعات الوطنية التي تمثل المصريين داخل مصر وخارجها، تجلس اليوم على اختلاف انتماءاتها للتفكير للمساهمة في تقديم رؤية واضحة لمستقبل مصر، وهم في ذات الوقت جميعهم يقدرون ويثمنون عاليا الجهود المبذولة في الداخل ويعتبرونها الأصل، كما يقدرون الجهود التي قامت بها كيانات مصرية في الخارج". وأوضح أنه "مهما يتبلور عن هذا المؤتمر من مخرجات سواء كانت تنظيمية أو هياكل سياسية وكيانات أيا كانت مسمياتها، فإنها لن تطرح نفسها بديلا عن التحالف الموجود داخل مصر، ولا عن العمل الثوري القوي في الشوارع المصرية، وإنما ستكون إضافة تسد بعض الفراغات ولا تتعارض مع الجهود في الداخل ولا تلغيها، وإنما تسهم في الجهود المبذولة لإسقاط الانقلاب وعودة الشرعية". بدوره أوضح الأمين العام للمؤتمر -طلب عدم الإشارة إلى اسمه- أن فكرة المؤتمر ونتائجه تقوم على أربعة مرتكزات رئيسية هي الوطنية والمدنية والهوية المصرية والكفاءة. وأضاف أن المشاركين في المؤتمر رغم ما بينهم من اختلافات في الرؤى، متوافقون على هذه المرتكزات، وهناك تفاهمات داخلية على آليات التعامل مع وجهات النظر المختلفة حول القضايا المطروحة، واعتبر أن تعدد الواجهات المعارضة للانقلاب ستسهم في التسريع في إسقاطه.