قال د. محمد محسوب، وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية السابق وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية: من الأفضل مقاطعة الاستفتاء على وثيقة الدستور العبثية؛ لأن المشاركة تشرعن الانقلاب، وتجعل المجتمع الدولي يعترف به رغم أنه لم يبد اعترافه به رسميا. ودعا محسوب، خلال لقائه ببرنامج "بلا حدود" على الجزيرة الإخبارية، المصريين إلى ضرورة التجاوز عن الحديث في المشاركة في الاستفتاء على الورقة التي تعتبر "قميصا" يريد أن يلبسه الانقلاب للشعب؛ ليشرعن نفسه أمام المجتمع الدولي، مؤكدًا أن مقاطعة انتخاباته واستفتاءاته تفضحه عالميا. وأكد أن الانقلاب أصبح في الدرجة الدنيا، ولم يستطيع أن يحقق شيئا سوى إسالة دماء الشعب وابتكار أشياء تغير من قيمه وعاداته. ولفت إلى أن المشكلة التي كرسها المخلوع مبارك هي مؤسسة القضاء، التي بناها خلال 30 سنة على التوريث حتى أصبحت أداة في يد الدولة، مشيرا إلى أن ثورة يناير جاءت لتعيد الدولة إلى أصلها. وأوضح أن الشرفاء في القضاة كُثر لكنهم صامتون، ربما لخوفهم من بطش الدبابة والمجنزرة. وشدد على أن الانقلاب كان سيحدث مع أي رئيس مدني وليس فقط مع الاخوان أو الرئيس مرسي، مؤكدا أن العسكر لن يقبل بأي رئيس غير عسكري. وقال: إن ثورة يناير تعرضت لثلاثة انقلابات، موضحا أن الانقلاب الأول كان في تلكؤ المجلس العسكري في تسليم السلطة، وهذا أفشله الشباب في محمد محمود في 2011. وأضاف محسوب أن الانقلاب الثاني كان عندما أحل المجلس العسكري السلطة التشريعية في البلاد، وأصدر وثيقة دستورية في 17 يونيو في 2012، وأفشله الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بواسطة إعلان دستوري، الذي لغى الإعلان الدستوري الذي أعلنه العسكر. وأكد أن الانقلاب الثالث سيفشل بإذن الله بواسطة الشعب المصري الآن. وتابع قائلا: إن الرئيس الانقلابي قام بتغيير قانون الإجراءات الجنائية لمد الحبس الاحتياطي، وهذا ما جعلنا مضحكة بين الدول، لافتا إلى أن ثورة يناير بدأت مرحلة نجاحها الآن، وأن الرأي العام الأجنبي يعتبر أن ما حدث هو انقلاب عسكري أو تدخل عسكري غاشم، وهذا ما يوصف في كل الكتابات الصحفية الأجنبية. وكشف عن وجود تحقيقات دولية سوف تسفر عن نتائج إيجابية قريبا، مشيرا إلى أن أهالي الشهداء يقومون بملاحقة الانقلابيين دوليا، وأن هناك دولا أوربية مثل ألمانيا وغيرها تقف ضد الانقلاب، ولكن لم يقف بجوارها قوة تؤثر في الانقلاب العسكري. وأكد أن الشعب المصري فرض على العالم عدم الاعتراف بالانقلاب، موضحا أن منطقة الشرق الأوسط وتركيا ممنوعة من ممارسة الديمقراطية. وبين أنه حتى الآن لم يعترف أحد بالانقلاب رسميا، ولكن ما يحدث من بعض الدول هو تعاون، مشيرا إلى أن بعض المسئولين- منهم كاثرين آشتون- كانوا يريدون أن نسلم بالأمر الواقع، وإما ستتحول مصر إلى الجزائر الثانية، ولكن أكدنا لهم أن الشعب المصري لم يكن مثل الشعب الجزائري. وأوضح أن أذرع الانقلاب نجحت في إحداث الانقلاب لكنها فشلت في إدارته، وأن ثورة يناير نجحت في قيامها لكنها فشلت في استكمالها، مؤكدا أن القوى السياسية كلها تريد القضاء على الانقلاب، ولكن بعضها يختلف على عودة مصر بوجود مرسي، والبعض الآخر يريد أن تعود مصر بمرسي وهو شرطها، والمفروض أن يتخلى الجميع عن الخلافات وبناء مجلس وطني مصري للدفاع عن الديمقراطية. ونوه إلى أن الانقلاب بلا مستقبل، وأن المجتمع الدولي يفكر في حالة ثالثة غير الانقلاب، مطالبا الشعب بأن يكون أكثر جرأة في تفويت الفرصة على الأوروبيين. وأكد أن الطلبة وأساتذة الجامعات يعتبرون ما يحدث في مصر بأنه استعادة لروح الدولة المصرية من جديد، مؤكدا أن الشعب المصري أسرع من كل الفصائل السياسية، ومن لم يتواضع أمامه سيتم تجاوزه وسينتصر الشعب قريبا.