- الإيمان الصادق بالله والدفاع عن العقيدة الإسلامية - المرونة وامتلاك البدائل لتحقيق الهدف المنشود - حب الوطن والوفاء له سنة الأنبياء - الثقة واليقين فى الله والتوكل عليه فى كل شىء - السلمية فى الدفاع عن الحق مهما كلفنا ذلك - الثبات فى وجه الظلم حتى يتحقق النصر - التضحية والفداء من أجل الدين والوطن - الأخذ بالأسباب وترك النتائج على الله وحده خبير سلوك أطفال: التدرج مطلوب مع الصغار لفهم وحب وممارسة تعاليم الدين يجب البعد عن الشعارات الجوفاء والاتجاه للتطبيق الواقعى لمبادئ الدين الحنيف ما أروع نفحات الهجرة الربانية التى تهب علينا الآن ونستنشق عبيرها الفواح بل نحتاج إليها، خاصًة وأن بلادنا تمر بمحنة عصيبة، فيجب أن نستشعر ما تحمله تلك الذكرى الطيبة من خير للبشر أجمعين، ويجب على الوالدين والمربين أن يحببوا الصغار فى الدين بالتطبيق العملى وليس بالكلام النظرى والشعارات الجوفاء، ويظهر أثر الإيمان الصادق بحق فى أوقات الشدائد والمحن، ويتيقن المرء من ثبات اعتقاده ودفاعه عن الحق عندما يقف صامدًا فى وجه النكبات والابتلاءات، وبالأخص تلك التى تحارب عقيدته وتسعى إلى نشر الفساد فى الأرض. وصغارنا لم يعودوا بمنأى عما يدور حولهم من أحداث سياسية باتت تمس حياتهم اليومية والشخصية إلى حد كبير، حتى أصبح أغلبهم يشارك الكبار فى حواراتهم السياسية بل يكون له رأى واتجاه خاص ويتمسك به وقد يتعصب له. فكيف تكون ذكرى هجرة الرسول الكريم نبراسًا ينير لنا الطريق ونستخلص منها الدروس والعبر لتربية أفضل لأبنائنا؟ عُمر جديد وفى هذا الشأن يقول د. عمرو يس -أخصائى سلوك الأطفال- إن بداية العام الهجرى الجديد تعد فرصة طيبة كى يستقى منها الوالدان والمربون أعظم الدروس والعبر الدينية والحياتية والتى يكون لها أفضل الآثار الإيجابية فى حياة أبنائهم. حيث يناسب أسلوب القصة المصورة وأفلام الكرتون السن الصغيرة حتى 6 سنوات، ونضيف عليها بعد ذلك وسائل تناسب السن الأكبر مثل المشاركة فى إعداد أبحاث مبسطة عن رحلة الهجرة والدروس المستفادة منها وكيف نطبقها فى حياتنا المعاصرة، بحيث يتفاعل الصغار بشكل أكبر ويتعرفون على القصة بطريقة أكثر تشويقًا وواقعية. رحلة مباركة ويشير د/ عمرو إلى أن رحلة الهجرة المباركة تحمل الكثير من المعانى التربوية الهادفة التى يجب أن يتعلمها الأطفال ومن أهمها: الدفاع عن العقيدة: فقد ظل النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى مكة يتلقون كافة أنواع التعذيب والاضطهاد من الكفار بعد الجهر بالدعوة، ولكن ذلك لم يثنيهم عن تمسكهم بالعقيدة الوليدة فى صدورهم ليقينهم أنهم على الحق، وأن رضا الله ورسوله والفوز بالجنة نعم عظيمة تستحق التضحية من أجلها. المرونة وامتلاك البدائل: حيث أخذ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قرارًا بالهجرة هو وأصحابه من مكة إلى يثرب والتى سميت بعد ذلك بالمدينةالمنورة بسبب تشريف النبى الكريم بالهجرة إليها، حيث لم يكن من الممكن الاستمرار فى مكة وإلا تعرضت الفئة المؤمنة كلها للإبادة وتهدد الدين الجديد بالوأد قبل أن يرى العالم نوره. حب الوطن فرض حب الوطن سنة الأنبياء: وعلى الرغم من شدة حب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لوطنه مكةالمكرمة وأمله الكبير فى أن يهدى الله قومه إلى الدين الحق، إلا أنهم حاربوه وأجبروه على الخروج من أحب بلاد الله إليه، ومن وطنه الذى يعشقه ولكنه كان يدرك أن الله عز وجل لن يخذله ويعد له ما هو أفضل للدين والدعوة والعقيدة. الأمان يثبت الإيمان: وهذا ما وجده المسلمون فى المدينة حيث شعروا بالأمان حينما استقبلهم أهلها بالترحيب والإنشاد وكانت الكلمات الرائعة لأعظم البشر أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما هل نوره على يثرب ولاقى من الفرح والبشاشة بقدومه فكأنه البدر ليلة تمامه، وكأن أنشودة طلع البدر علينا هو إيذانًا بميلاد فجر جديد وسطوع شمس الدعوة الربانية والأمة المحمدية من المدينةالمنورة. السلمية وسيلة للنصر السلمية فى الأداء: وهذا ما فعله النبى الكريم حيث ظل متمسكًا بالسلمية فى توصيل رسالته إلى الناس، ولم يلجأ إلى العنف لأن الدين يحض على التسامح والحب والألفة بين الناس جميعًا، ويحث على نبذ الفرقة والقطيعة والبغضاء. ولأن الصوت العالى يضيع حق صاحبه فهذا ما نسعى إليه فى كل وقت وزمان فصاحب الحق يدافع دومًا عن حقه بالرفق والطرق السلمية وليس بالعنف والشدة. الثقة واليقين فى الله: وهذا ما دفع النبى صلى الله عليه وسلم إلى الخروج وصاحبه سيدنا أبو بكر الصديق وينزلا فى غار حراء وتضع الحمامة بيضها وتنسج العنكبوت خيوطها على فتحة الغار وتختفى آثار الرسول الكريم وصاحبه حتى ينصرف المشركين من أمام الغار ولو نظر أحدهم تحت قدميه لرآهما! ولكن يأتى الاطمئنان والسكينة من خير البشر ليهدأ روع صاحبه بلا تحزن إن الله معنا وهو الذى ينصرنا ولا أحد غيره، قال تعالى: (إِلا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِى اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِى الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 40) يقين يدفع للتضحية البركة فى الشباب: وتتجلى فى فداء سيدنا على بن أبى طالب للرسول صلى الله عليه وسلم وتضحيته بنفسه بنومه فى فراشه حتى يوهم المشركين أن النبى الكريم ما زال فى بيته بينما هو خرج من أمامهم وقد أغشى الله عز وجل أبصارهم فلم يروه. وقد أقدم سيدنا على بن أبى طالب على ذلك عن حب واقتناع ويقين وثبات رغم صعر سنه آنذاك. الأخذ بالأسباب والتوكل على الله: وهذا ما حدث أثناء رحلة الهجرة المباركة حتى نجحت وبدأت دولة الإسلام تنير الطريق للبشر أجمعين من نبراسها الجديد فى المدينةالمنورة. تغيير إلى الأفضل ويوضح د/ عمرو أننا يجب علينا أن نستقى من نفحات الهجرة ما نغير به حياتنا وحياة أولادنا إلى الأفضل وأن نأخذ بأييدهم برفق وحب وفهم إلى الدين حتى يتشربوا تعاليمه وأحكامه ويعملوا بها فى حياتهم المعاصرة والمستقبلية. ويجب علينا أن يعود لحضن الوطن ولحب الدين وليعود التآخى والألفة بيننا من جديد فكيف تآخى المهاجرون والأنصار وهم شعبين منفصلين، بينما نعيش نحن فى وطن واحد وتدب الفرقة بيننا لأبسط الأشياء! نصر الله قريب ويضيف: وعلينا أن نستقبل العام الهجرى الجديد بمزيد من الإيمان والأمل والتفاؤل والعمل والجد والأخذ بأسباب النجاح واليقين فى نصر الله تعالى للمؤمنين، وألا نيأس من ذلك مهما عانينا من محن وكربات، وحتى لا يهرب أبنائنا من الدين لمجرد أن أصحابه دائمًا فى ابتلاء ومصاعب منذ فجر الدعوة وحتى الآن، ولذا يجب علينا أن نغرس فيهم حب الله ورسوله وتطبيق تعاليم الدين بشكل طيب لنكون لهم نعم القدوة، إلى أن يفتح الله علينا من فضله ورحمته وينصر عباده المؤمنين وهذا سيحدث لا محالة بإذن الله.